في مقالي عن مملكة حجر بن عمرو كنت أرى أن زهير بن جناب كان في سراة جنب, وسراة جنب تقع جنوب جرش, وجرش مدينة قديمة غير بعيد عن أحد رفيدة المعروفة الآن، وبإمكان مؤرخو وجغرافيو عسير أن يصححوا لي هذه المعلومة, لعل منهم من حدد موضعها, وقد حارب زهير بن جناب عبساً وذبيان وانتصر عليهم، حين كانوا بين بيْض وعتود فيما أرى, وكانوا قبله قد حاربوا صداء وانتصروا عليها, وصُداء بضم الصاد قبيلة يمنية مذحجية في سراة اليمن وتهامتها، ولا يوجد في الحجاز ولا في نجد من صُداء أحد في قديم الزمان وحديثه, فكيف تحاربها عبس وذبيان وهي في اليمن وهم في خيبر وزهير في دومة في بادية الشام, حسب قول المؤرخين, هذا غير ممكن والأقرب إلى العقل ما ذهبت إليه من أن زهير بن جناب كان في سراة جنب, لا في دومة الجندل، وأن عبساً وذبيان هي هذه القبيلة الموجودة في شرق وشمال شرق جيزان، غير بعيد عنه, وأنا لا أنفي ذبيان خيْبر والمدينة ولكني أقول إن أصحاب داحس والغبراء هم هاتان القبيلتان, فالحروب القبلية لا تقوم إلاّ بين متجاورين, وإمكانيات القبيلة لا تتجاوز محيطها, واجتياز مثل هذه المسافة لا تتجشمها إلاّ جيوش الملوك للفتوحات أو لتأديب الخارجين على السلطان, الممتنعين عن دفع الإتاوة, قال زهير بن جناب عن حربه تلك



أظن أن المقصود بصداء قبيلة سنحان اذا سلمنا بصحة البحث
وهم سنحان بن عامر بن يزيد صداء ابن حرب بن عمرو بن علة بن جلد بن مذحج

وقد ذكر الهمداني المختلف من ديار سنحان من جنب
ويسمى الحمرة والمنشر وسمي بهذا الاسم لما التقت فيه مذحج وقضاعة ونشروا فيه
جميعهم أي تصافوا فيه للقتال"


أما البيت أدنا ه فقد حدث فيه كثير من التصحيف في أكثر المراجع ومنها

ساق الرفيدات من جوشٍ ومن غمم

ساق الرفيدات من جوش ومن عممٍ ......وماش من رهط ربعي حذّارِ

ساقَ الرُّفِيْدِاتِ مِن جَوْشٍ ومِن عِظَمٍ *** وماشَ مِنْ رهطِ رِبْعِيٍّ وحَجَّارِ
قَرْمَيْ قُضاعةَ حَلاّ حَولَ حُجْرَتِهِ *** مَدَّا عليهِ بسُلاّفٍ وأنْفارِ

ساق الرفيدات من جوش ومن حدد.........وماش من رهطِ ربعِي وحجـارٍ


فلإذا سلمنا بهذا التصحيف فأظن أن جوش تصحيف عن جرش
ويكون البيت
ساقَ الرُّفِيْدِاتِ مِن جرش ومِن عِظَمٍ *** وماشَ مِنْ رهطِ رِبْعِيٍّ وحَجَّارِ
ورفيدة قد تسمى رفيدات كما ذكر ذلك حمد الجاسر