عرض مشاركة واحدة
قديم 17-09-2009, 10:18 PM
  #113
المناضل السليماني
مشرف
المجلس الاسلامي
 الصورة الرمزية المناضل السليماني
تاريخ التسجيل: Oct 2006
المشاركات: 3,909
المناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond repute
افتراضي رد : ايه الخطيب المبارك اليك سلسة من الخطب آآآآآآمل التثبيت

جزاك الله خيرا اخي عائض وتقبل الله دعواتك
------------------


محاضرة بعنوان ماذا بعد رمضان

الحمد لله السميع البصير، اللطيف الخبير، أحاط بكل شيء علمًا، ووسع كل شيء رحمة وحلمًا، أحمد ربي وأشكره، وأتوب إليه وأستغفره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، العلي القدير، القويّ المتين، الوليِّ الحميد، الفعَّالِ لما يريد، الحليم الشكور، العزيز الغفور، قائم على كل نفس بما كسبت، يحصي على العباد أعمالهم، ثم يجزيهم بما كسبت أيديهم، ولا يظلم ربك أحدًا، أحمدُه سبحانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك الحقّ المبين، وأشهد أن نبينا وحبيبنا محمدًا عبده ورسوله، البشير النذير والسراج المنير، الصادق الوعد الأمين، صاحبُ النهج الراشِد والقول السديد اللهم صلِّ وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
وبعد
لقد فارقنا رمضان بعد أن حل ضيفا عزيزا غاليا . نسأل الله أن يتقبل منا رمضان كما بلغنا رمضان ووفقنا لصيامه وقيامه وتلاوة القرآن.
وأول ما ننصح به ألا يغتر العبد منا بعبادته
ولا يقل: لقد صمت رمضان كاملا. بل عليه أن يحمد الله أن وفقه وبلغه شهر رمضان ووفقه لصيامه وقيامه؛ فكم من محروم وممنوع.
وثانيا: ينبغي أن يستغفر الله
فتلك عادة رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد كل طاعة
فقه هذا المعنى الخليفة الفقيه الراشد عمر بن عبد العزيز-رضى الله عنه-
فكتب إلى الأمصار يأمرهم بختم شهر رمضان بالاستغفار والصدقة
بقوله:-
قولوا كما قال أبوكم آدم:-
(ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين )
وقولوا كما قال نوح عليه السلام:-
) وإلا تغفر لي وترحمني أكن من الخاسرين (
وقولوا كما قال إبراهيم عليه السلام:-
(والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين)
وقولوا كما قال موسى عليه السلام:-
)رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي فغفر له إنه هو الغفور الرحيم (
وقولوا كما قال ذو النون عليه السلام:-
(لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين)
يقول الحسن البصري، رحمه الله:-"أكثروا من الاستغفار فإنكم لا تدرون متى تنزل الرحمة".
ويوصى لقمان ابنه فيقول:- " يا بنى عود لسانك الاستغفار فإن لله ساعات لا يرد فيهن سائلا".
فلنكثر من الخصلتين اللتين نرضى بهما ربنا بأن نشهد أن لا إله هو إلا هو الغفور الرحيم
وأن نستغفره ونتوب إليه.
ثالثا: أن نحرص على دوام حمد الله وشكره
فإن اكتمال النعمة على العبد وتمامَها، سواءٌ بانتصاره على نفسه، أو على عدوه في معركة ،أو نجاحٍ في دعوة ،أو فراغٍ من موسم طاعةٍ وُفِّق فيه العبد لما تيسر من العمل الصالح، كُلُّ ذلك يحتم شكر الله والاعتراف بنعمه وفضله.
وهذا دأب الصالحين من سلفنا رحمهم الله ورضوانه عليهم؛ فقد كانوا دائما شاكرين لأنعم الله، لهَجَتْ به ألسنتهم، وتحركت به شفاههم، وظهر ذلك على أعمالهم. فالله _تعالى_ صرّح بالثناء على صفوة خلقه من أولي العزم من الرسل _عليهم الصلاة والسلام_ بأنهم كانوا من الشاكرين، فوصف نوحاً بأنه " كَانَ عَبْداً شَكُوراً"، ووصف إبراهيم بأنه كان "شَاكِراً لأَنْعُمِهِ " ،وقال لكلٍ من موسى ومحمد ـ عليهما الصلاة والسلام ـ : "وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ" ،وقد كانا ـ والله ـ كذلك.
فتأمل في كلمة (شكور ) فهي صيغة مبالغة، وتأمل في كلمة (شاكر) كيف جاءت على صيغة اسم الفاعل الدال على الاستمرار. وهذا نبي الله يوسف، عليه صلوات الله وسلامه، بعد ما جمع الله شمله بأبويه وإخوته، وتمت له النعمة، يقول: "رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ" يوسف:101
لقد انتزع نفسه من فرحة اللقاء، وأنس الاجتماع؛ ليلهج بهذه الدعوات المباركة، المليئة بالافتقار والتذلل، والرغبة في تمام النعمة عليه بأن يتوفاه ربه مسلماً، وأن يلحقه بالصالحين من عباده.
وهذا سليمان بن داود، عليهما الصلاة والسلام، الذي له عند ربه زلفى وحسن مآب، يكثر من شكره لنعم ربه. فحينما خرج في موكبه، وسمع النملة تنذر قومها بقولها : " ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ"(النمل: من الآية18) ! لم يشغله الاستمتاع بمعرفة لغة هذه الحشرة الصغيرة التي حجبت لغتها عن غيره من البشر ! عن التوجه إلى من أنعم عليه بهذه النعمة، بل قال: { رب أوزعني لأن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه}. ولمّا رأى عرش ملكة سبأ مستقراً عنده، بسرعةٍ هي أقل من طرفة العين، قال : "هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ" النمل:40
وهكذا تستمر القافلة المباركة ؛ لتقف عند أكمل الخلق شكراً واستغفاراً ،ألا وهو نبينا، فبعد حياةٍ حافلة بالبلاغ ،والجهاد ،والصبر ،والبذل ،والعطاء ،تتنزل على قلبه سورة النصر ، تلك السورة العجيبة التي جمعت ـ رغم قصرها ـ بين البشرى بالفتح، وبين نعي أكرم نفس بشرية ،فيمتثل _صلوات الله وسلامه عليه_ هذا الأمر في أمرين : أحدهما قولي، والآخر فعلي :
أما القولي فكان يكثر أن يقول ـ في ركوعه وسجوده ـ سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي، يتأول القرآن ،أي : يمتثل أمر الله له بالتسبيح والاستغفار، والحديث متفق عليه.
وأما الامتثال الفعلي، فيتجلى في الإكثار من قيام الليل حتى تتفطر قدماه. وحين يدخل ـ بأبي هو وأمي ونفسي ـ مكة عام الفتح منكساً رأسه، متخشعاً، معلناً بذلك خضوعه، وتواضعه، وتذللـه لربه _جل وعلا_ ، ثم شفع هذه الهيئة المعبرة عن التواضع العظيم بثمان ركعات من الضحى، شكراً لله _تعالى_ على هذه النعمة الكبرى.
فإذا كان هذا حال سادة الرسل، فغيرهم أحوج ما يكون إلى شكر الله، والدوام على ذلك، مع دوام استغفار الله؛ فإن الحاجة تشتد إلى الإكثار من هاتين العبادتين، فبالشكر تدوم النعمة، وبالاستغفار تُغفر الزلة وتقال العثرة.
لذا فنحن مضطرون أشد الاضطرار إلى أن تتواطأ ألسنتنا مع قلوبنا على شكرٍ يحفظ النعمة، واستغفارٍ يرقع الخلل، عسى ربنا أن يتقبل ما منَّ به علينا، ويتجاوز عما قصّرنا فيه، وما أكثره !
فبعد أن ذكر الله _تعالى_ فرضية الصيام، وشيئاً من أحكامه، جاء التعليل الرباني لهذه الأحكام بقوله : " يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُون"(البقرة: من الآية185) ،والمعنى : ولتشكروا الله على ما أنعم به عليكم من الهداية والتوفيق.
يقول التابعي الجليل بكر بن عبد الله المزني ـ رحمه الله ـ : قلت لأخٍ لي : أوصني! فقال : ما أدرى ما أقول ! غير أنه ينبغي لهذا العبد ألا يفتر من الحمد والاستغفار، فإن ابن آدم بين نعمةٍ وذنبٍ ،ولا تصلح النعمة إلا بالحمد والشكر، ولا يصلح الذنب إلا بالتوبة والاستغفار.
ويقول ابن القيم ـ رحمه الله ـ : "وما أتي من أُتي إلا من قِبَلِ إضاعة الشكر، وإهمال الافتقار والدعاء، ولا ظفر من ظفر ـ بمشيئة الله وعونه ـ إلا بقيامة بالشكر، وصدق الافتقار والدعاء، ومِلاكُ ذلك : الصبر، فإنه من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد، فإذا قطع الرأس فلا بقاء للجسد".
وحري بمن وفق للشكر أن يلاقي من ربه أعظم مما قدّم ،فإن الرب أعظم شكراً.
يقول ابن القيم ـ رحمه الله ـ : "والله _تعالى_ يشكر عبده إذا أحسن طاعته، ويغفر له إذا تاب إليه، فيجمع للعبد بين شكره لإحسانه، ومغفرته لإساءته، إنه غفور شكور. والله _تعالى_ أولى بصفة الشكر من كل شكور، بل هو الشكور على الحقيقة، فإنه يعطي العبد ، ويوفقه لما يشكره عليه، ويشكر القليل من العمل والعطاء، فلا يستقله أن يشكره، ويشكر الحسنة بعشر أمثالها إلى أضعاف مضاعفة، ويشكر عبده بقوله، بأن يثنى عليه بين ملائكته، وفي ملئه الأعلى، ويلقي له الشكر بين عباده، ويشكره بفعله، فإذا ترك له شيئاً أعطاه أفضل منه، وإذا بذل له شيئاً رده عليه أضعافاً مضاعفة، وهو الذي وفقه للترك والبذل، وشَكَره على هذا وذاك ...".
رابعا: الاهتمام بالقبول، ويقول علي، رضي الله عنه: كان أصحاب النبي يعملون العمل بهمة ثم إذا فرغوا أصابهم الهم أقبل العمل أم لا؛ فالهدف من الصوم هو التقوى فإذا تحققت فيك التقوى مع نهاية الشهر فقد قبل منك رمضان بفضل الله وبين لنا الحبيب أن من علامات قبول الطاعة أن تتبعها طاعة لا أن تتبعها معصية.
وها هو علي، رضي الله عنه، يخرج في آخر ليلة من شهر رمضان، ينادى بأعلى صوته:-
ليت شعري ! من هذا المقبول فنهنيه ؟؟ ومن هذا المحروم فنعزيه ؟؟
ومثله كان ابن مسعود، رضي الله عنه، يقول:
من هذا المقبول منا فنهنيه ؟؟
ومن ها المحروم منا فنعزيه ؟؟
أيها المقبول هنيئا لك
أيها المردود جبر الله مصيبتك !
فلنجتهد لنكون من المقبولين
ولنلحق بركب الصالحين
خامسا: الثبات على الطاعة
صحيح أن أيام رمضان لها ميزة خاصة وطاقة خاصة. ولكن نأخذ من هذه الطاقة ما يعيننا على الثبات بعد رمضان؛ فأحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل. وهنا تتضح الحكمة من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من صام رمضان ثم أتبعه بست من شوال كان كصيام الدهر ) والحكمة أن تثبت على الطاعة وتأكيد على الاستمرار في فعل الخيرات ورب رمضان هو رب كل الشهور.
ماذا تقول لامرأة جلست طوال شهر كامل تصنع ملبسا من الصوف بالمغزل حتى ما ان قرب الغزل من الانتهاء نقضت ما صنعته .
هذا المثل يمثل حال بعضنا فبمجرد انتهاء شهر رمضان سرعان ما يعود إلى المعاصي والذنوب فهو طوال الشهر في صلاة وصيام وقيام وخشوع وبكاء ودعاء وتضرع وهو بهذا قد أحسن غزل عباداته، لدرجة أن أحدنا يتمنى أن يقبضه الله على تلك الحالة التي هو فيها من كثرة ما يجد من لذة العبادة والطاعة ولكنه ينقض كل هذا الغزل بعد مغرب أخر يوم في رمضان.
ولا يكون الثبات إلا بالحذر الشديد من العدو الأكبر:الشيطان الذي حُبس عنا كثير من عظيم كيده شهرا كاملا وهو الآن خرج هائجا مغتاظا فكل ما فعله معك طوال العام وما أوقعك فيه من معاصي، ربما يكون قد غُفر لك في شهر، أو في الليالي العشر، أو في ليلة القدر. وهو يصر على دخولك النار، ويريد أن يضيع عليك ما كسبته من أجر في هذا الشهر في يوم واحد؛ ليثبت لك أن لا فائدة منك وانك مهما كنت طائعا فمن السهل أن تقع في المعصية .
ولذا لابد من الثبات على الطاعة بعد رمضان.
من الأشياء التي كانت تسر النظر وتفرح القلب وتشرح الصدر في رمضان منظر المسجد وهو مملوء بالمصلين في الخمس صلوات فعينك تقع إما على راكع أو ساجد أو مبتهل بالدعاء وإما قارئ للقرآن. والكل مملوء بالطاقة والحيوية والعزيمة والنشاط، ولكن مع أول أيام العيد يحدث الفتور والكسل والخمول فمنا من يؤخر الصلاة، ومنا من يترك قراءة القرآن، ويترك الدعاء، وقيام الليل.
فلنحافظ بعد رمضان على الصلوات في المسجد، وأنت استطعت أن تقرأ كل يوم جزءا أو جزئيين أو ثلاث، واجتهدت في ذلك، فحاول أن تجعل لنفسك وردا يوميا ثابتا من القرآن ولو صفحة واحدة يوميا. واحرص بعد رمضان على الدعاء ، أم ليس لك عند الله حاجة بعد رمضان فكلنا فقراء إلى الله وهو الغني الحميد فخصص وقتا للدعاء يوميا. المهم أن لا يمر يوم دون أن تدعو واسأل الله أن يثبتك على الطاعة .
اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك
فمن كان منكم أحسن فيه فعليه بالتمام
ومن كان فرط فليختمه بالحسنى
أسأل الله ان يجعلنا من المقبولين ... وأسأله ان يعيننا على تدارك ما بدر منا من تقصير في شهره.. وتفريط في جنبه .. إنه ولي ذلك والقادر عليه.
__________________


التعديل الأخير تم بواسطة المناضل السليماني ; 17-09-2009 الساعة 10:20 PM
المناضل السليماني غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس