عرض مشاركة واحدة
قديم 24-10-2009, 07:24 PM
  #121
المناضل السليماني
مشرف
المجلس الاسلامي
 الصورة الرمزية المناضل السليماني
تاريخ التسجيل: Oct 2006
المشاركات: 3,909
المناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond repute
افتراضي رد : ايه الخطيب المبارك اليك سلسة من الخطب آآآآآآمل التثبيت

خطبة الجمعة : مراقبة الله ..
الخطبة الأولى :
الحمد لله الذي له ملك السماوات والأرض و ما بينهما و إليه المصير.. عالم الغيب و الشهادة و هو الحكيم الخبير..
أشهد أن لا إله إلا الله.. وحده لا شريك له.. بيده الأمر و التدبير..وله الحكم و التقرير.. وهو على كل شيء قدير..
وأشهد أن حبيبنا البشير..وقدوتنا الأثير..وإمامنا الكبير..وبدرنا المنير .. محمدا عبدالله و رسوله.. المبعوث رحمة للعالمين..و الهادي إلى الله بالحجة و الحكمة و البرهان المبين..
اللهم صل عليه و على آله الأكرمين الأطهرين ..وعلى أصحابه الغر الميامين..و على التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين..
أما بعد ........ إخوة الإيمان و العقيدة :
خرج عبدالله بن عمر رضي الله عنهما مع أصحابه في سفر.. فلما حان وقت الغداء.. جلسوا عند ظل شجرة يأكلون..فمر بهم راعي غنم.. شاب, من شباب الإسلام ..قال له ابن عمر..هلمّ إلى الطعام ..فقال الراعي..إني صائم..قال ابن عمر..أفي مثل هذا اليوم الشديد الحر..و أنت بين هذه الشعاب..وخلف هذه الغنم..قال الراعي..أعد ذلك ليوم أشد حر منه.. قال له فبعنا شاةمن غنمك.. ونطعمك من لحمها ما تفطر عليه، ونعطيك ثمنها .. قال الراعي ..أنا لست صاحبها..إنما هي لسيدي و مولاي.. قال ابن عمر ..قل لسيدك أن الشاة أكلها الذئب.. فقال الراعي.. إن قلت له أكلها الذئب وثق بي وصدقني..ولكن أين الله..!.. فبكى ابن عمر.. وعند عودته من سفره..سأل عن سيد الراعي فاشترى منه الراعي و الغنم..فأعتق الراعي و أعطاه الغنم..
نعم أيها المؤمنون.. تعالوا نسأل قلوبنا أين الله.. ونحن نعلم علم اليقين ..أن الله هو الذي خلقنا..و أنعم علينا بالحياة..أين الله..و نحن نعلم أن ما بنا من نعمة فمن الله..أين الله و نحن نعلم أن الله أمرنا بعبادته وبخشيته و تقواه .. أين الله و نحن نعلم أن الله يعلم سرنا و جهرنا و ما تخفي صدورنا ..إن كانت القلوب تعلم أن الله هو الخالق ..وأن الله هو الرازق..و أن الله هو المنعم..و أن الله هو العليم..فكم من حيز يشغله الله في قلوبنا.. ما دور الإيمان في القلوب..و نحن نقرأ القرآن.. نقرأ قوله تبارك و تعالى.. إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا وقوله تعالى وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ..فهل جعلنا من الرقيب رقيبا..هل جعلناه حاضرا.. وهو الحاضر معنا.. وهو المطلع على نوايانا قبل أعمالنا و أقوالنا.. إن معنى المراقبة ..أن يتيقن المؤمن أن الله مطلع عليه..يراه ويسمعه..ويعرف نيته..ولذلك لما سأل جبريل عليه السلام..رسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم عن الإحسان..قال له الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه..فإن لم تكن تراه فإنه يراك.. و ما أجمل الإحسان.. إن لم تصل إلى القرب من الله فتراه في كل أمر..وتراه في كل تعامل..و تراه في كل حين..فلا بد أن تستحضر شعورك و إحساسك أن الله يراك..وأنه يراقب حركاتك و سكناتك..و هو الذي أمرك بالطاعة ..و هو الذي أمرك بكل خير..و نهاك عن كل شر..فاجعله أمامك في كل حين.. أراد أحد المعلمين الصالحين.. أن يربي تلاميذه على مراقبة الله.. أن يزرع في قلوبهم رقابة الخالق..فأعطى كل واحد منهم طائرا..وقال لهم ليذبح كل واحد منكم طائره في مكان لا يراه فيه أحد..وانطلق التلاميذ..ثم عادوا وفي يد كل واحد منهم.. طائره مذبوحا .. إلا واحدا منهم..وقف بين التلاميذ وطائره حي..فقال له المعلم ..لقد ذبح كل تلميذ طائره ..وأتيت بطائرك حيا..قال له يا سيدي.. أمرتنا أن نفتش عن مكان لا يرانا فيه أحد، وما من مكان ذهبت إليه, إلا وكان الله فيه يراني .. حين ينشأ الشباب المؤمن على معية الله..حين تربى الأجيال على الشعور بمرافقة الله.. يختفي الحرام..و تتنزل البركة..و تغيب اللهفة ..و تحضر القناعة.. حين يكون الله حاضرا في قلبي الأبوين..تسعد الأسرة..و يلتمّ شملها.. ويصلح الله أمرها..دنيا و أخرى..حتى في الجنة..الوالد الصالح و الأم التقية..حين يرفعهما الله الدرجة العلية من الجنة ..ويستقر الأبناء في درجة دون درجة الآباء.. يرفع الله الأبناء ليجمعهم مع آبائهم في جنات النعيم..لتأنس الأم.. ويفرح الأب.. و هما في الجنة ..يقولالله عز وجلوَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتبَعَتهُمْ ذريَّتهُمْ بِإِيمَانٍ.. أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذريَّتهُمْ وَمَا أَلَتناهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ..أورد الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة قول حبيبنا صلى الله عليه وسلم إِنَّ اللَّهَ يَرْفَعُ ذُرِّيَّةَ الْمُؤْمِنِ مَعَهُ فِى دَرَجَتِهِ فِى الْجَنَّةِ وَإِنْ كَانُوا دُونَهُ فِى الْعَمَلِ.. حين يكون الله حاضرا في قلب المؤمن ..تستقيم الجوارح..فلا يسمع إلا حلالا..و لا ينظر إلا حلالا..و لا يمس إلا حلالا..سمح في بيعه.. سمح في شرائه..طيب في تعامله..صادق في كلامه..يغمر مَن حوله بخيره..فإذا اتسم المجتمع نساء و رجالا..كبارا و صغارا بهذه العقيدة..أن الله مع الجميع .. وأن الله يرى الجميع.. وأنه يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ.. مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ .. وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ.. إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا .. ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ.. إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ..يعلم السر و أخفى.. يعلم خائنة الأعين و ما تخفي الصدور..وهو الذي بيّـن للجميع كل شيء.. فصّـله تفصيلا.. حتى لا يبقى الغافل في غفلته.. و لا يعيش الجاهل في جهله.. فقال تبارك و تعالى.. وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِى أَنفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ..
إياك يا ابن آدم..أن تنسى تحذير الله..إياك يا مؤمن أن تغفل عن معية الله..
إذا أيقن الجميع بمعية الله.. اطمأنت القلوب ..و سعدت الأنفس ..و تفتحت الحياة..و تنزلت الرحمات..و فرحت الأرض و السماوات..
ومع هذه المعية الربانية.. و من رحمته بنا .. فقد أرسل الله معنا شهودا.. من ملائكته الكرام..هم لنا وعلينا.. يكتبون حسناتنا.. يجمعون أعمالنا الصالحة..و كذلك يكتبون سيئاتنا.. وهم لا يفارقونا.. لا بليل و لا في نهار..وأعلمنا الله بذلك.. فقال عز وجل.. وَإِنَّعَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَاماً كَاتِبِينَ * يَعْلَمُونَ مَاتَفْعَلُونَ* وقد أعطاهم الله الحضور الدائم ..و منحهم من علمه بنوايا الإنسان علما.. جاء في الحديث المتفق عليه.. و المتن من صحيح الإمام البخاري ..أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال..يقول الله عز وجل..- يقول للملائكة - إذا أراد عبدي أن يعمل سيئة ..ً فلا تكتبوها عليه حتى يعملها.. فإن عملها فاكتبوها بمثلها.. وإن تركها من أجلي فاكتبوها له حسنة ً.. وإذا أراد أن يعمل حسنة.. فلم يعملها.. فاكتبوها له حسنة فإن عملها فاكتبوها له بعشر أمثالها إلى سبعمائةضعف
وأنما يكتبه الكرام الكاتبون.. سيجده الإنسان أمامه يوم القيامة.. يقول ربنا و خالقنا جل جلاله وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُطَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَاباًيَلْقَاهُ مَنْشُوراً * اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَعَلَيْكَ حَسِيباً..يوم القيامة .. يوم الحسرة و الندامة..على من غفل في دنياه عن أمر الله..يوم يقول أهل المعصية يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا.. فاحذر أيها المؤمن..احذر الله.. و عش في رحابه ..و بمعيته..اجعل الله تجاهك ..اجعله معك في كل حين..ينالك رضوانه دنيا و آخرة..
إذا ما خلوتَ الدهر يومًا فلا تقل
خلوتُ ولكن قل عليّ رقيبُ
ولا تحسبـن الله يغفـل ساعــة
ولا أنّ ما تخفيه عنه يغيبُ
فيا ليت أنّ الله يغفر ما مضى
ويأذنْ لنـا في توبةٍ فنتــوب
اللهم تب علينا واجعلنا من عبادك التوابين..اللهم تب علينا إنك أنت التواب الرحيم..و جد علينا إنك أنت الجواد الكريم..اللهم تب علينا توبة نصوحا.. وافتح علينا من فتوحاتك فتوحا..ونسألك اللهم حسن الفعال ..و صدق المقال.. و سلامة المآل
أقول قولي هذا..و أستغفر الله العظيم الكريم لي و لكم \
الخطبة الثانية :
إن الحمد لله..نحمده حمد الأتقياء الطائعين..و نثني عليه ثناء الشاكرين.. و نسبحه ما لهجت بذكره ألسنة الذاكرين..و نشهد أن لا إله إلا الله..ولي الصالحين..و نشهد أن سيدنا و حبيبنا محمدا رسول الله..المبعوث رحمة للعالمين..صلى الله عليه و على آله و أصحابه و التابعين..وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
أما بعد.... أيها المؤمنون و المؤمناتُ عبادَ الله ...
إن المؤمن إذا استقر في قلبه أن الله يراه..و أن الله لا تخفى عنه خافية.. و أن الله يعلم ما تخفي الأنفس و تكنّ الصدور.. هذا المؤمن ..لا يغفل عن طاعة الله .. هذا المؤمن يأنس بمعية الله.. هذا المؤمن يخاف الله و يخشاه.. ولذلك ..من وصايا رسول الله صلى الله عليه وسلم لكل مؤمن و مؤمنة ..قوله .. اتق الله حيثما كنت... و هذا منهج الصالحين .. و طريق عباد الله المخلصين..
الربيع بن خيثم رحمه الله..و هو تابعي ورع.. و التابعي هو من عاش مع الصحابة ولم ير النبيء صلى الله عليه و سلم..الربيع بن خثيم قال له الصحابي عبدالله بن مسعود رضي الله عنه : يا ربيع والله لو رآك الرسول صلى الله عليه وسلم لأحبك..كان رحمه الله ..حفر تحت سريره حفرة.. ؛ فإذا وجد في قلبه قسوةً..وفي نفسه لهوة.. و في حضوره مع الله غفلة.. نزل في تلك الحفرة ؛ وكان يمثل نفسه أنه قد مات... وندم على ما فات.. وسأل الله الرجعة ..فكان يقول وهو ممدد في الحفرة : رب ارجعون لعلي اعملُ صالحاً فيما تركت.. فيبقى يردد الآية وهو يبكي.. و يرددها وهو يبكي .. ثم يقوم.. فيقول لنفسه..ها قد رجعت يا ربيع..ها أنت في الدنيا يا ربيع.. فاغتنم أيام عمرك يا ربيع.. وإياك أن تنس الله.. وكن دائم الصلة بالله..
اللهم اجعلنا نخشاك كأننا نراك، وأسعدنا بتقواك، ومتعنا برؤياك، واجمعنا مع نبيك ومصطفاك ..اللهم اغننا بحلالك عن حرامك.. وبطاعتك عن معصيتك..و بفضلك عمن سواك.. اللهم اغفر لنا ما كان في السر والعلن..و عافنا من المعاصي ما ظهر منها و بطن .. و احفظنا و أهلنا و بلدنا من الفتن..واسترنا بحفظك من الأمراض والمحن.. اللهم و أحيينا في الدنيا مؤمنين طائعين..و توفنا على حسن ختام تائبين..واجعلنا ممن يأخذ كتابه باليمين..واكتبنا يوم الفزع الأكبر من الآمنين.. اللهم اغفر لآبائنا و أمهاتنا..و أحيائنا و أمواتنا..واجعلنا من الصالحين.. برحمتك يا أرحم الراحمين..يا أكرم الأكرمين.. يا خالق الخلق أجمعين..يا غياث المستغيثين..يا أنيس الصالحين.. يا جليس الذاكرين..يا مجيب السائلين..نسألك اللهم عزة و رفعة للإسلام و المسلمين..وذلا و خذلا نا لمن يحارب هذا الدين..و نصرا مؤزرا لإخواننا في العراق و في فلسطين..
اللهم أمنا في دورنا ..ووفق إلى الخير و الصلاح ولاة أمورنا..واجعل اللهم بلدنا آمنا مطمئنا وسائر بلاد المسلمين..و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين..
__________________

المناضل السليماني غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس