عرض مشاركة واحدة
قديم 20-09-2006, 07:40 AM
  #1
سعد بن حسين
عضو فعال
 الصورة الرمزية سعد بن حسين
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 470
سعد بن حسين will become famous soon enoughسعد بن حسين will become famous soon enough
افتراضي (هـؤلاء المتـميزون في الحـياة كن مثلهم!!؟)

(هـؤلاء المتـميزون في الحـياة كن مثلهم فمتى تكون !!؟)

بسم الله الرحمن الرحيم
- - -
حيـنَ تقفُ أمـامَ بعض الحـشراتِ الضعيفةِ الحقـيرةِ الهزيلة ،
التي هـي عُرضة في كـل حينٍ لجائحةٍ تنـزل بها ، فتجعلها أثراً بعـد عين ..
حـين تقفُ أمامها وتتأملـها وتديرُ فكرك فـيها ، وترددُ النظرَ إليـها ..

تجـد أن اللهَ يرعـاها ، ويحوطـها بعنايته ، ويتكـشف لك أن لها حكـمة ما في هذه الحـياة ،
تؤديهـا على الوجه الذي خـلقها الله من أجلـه ، ثم أنت تراهـا تدافع عن نفسـها بأسـاليب مخـتلفة
تدير العقـل ، وتخلب اللـب ، هذه بلونهـا ، وهذه بحركـتها ، وهذه بصـوتها ،
وهذه برائحـة تنبعث منـها ، وهذه بسكـونها ، ونحو هـذا كثير ..

حيـن تقفُ أمـام ذلك وتتمـلاه وتمعن النظـر فيه ..

فـإنك لا تمـلكُ إلا أن تنزه الله سبحـانه عملياً عن العـبث في الخـلق ،
بل يستغـرق قلبك كلـه أنه ما أوجـد شيئا على هـذه الأرض إلا لحـكمة وبحكـمة ،
قد نعلمها وقد تخفى علينا ، وما خـفي أكثر بكـثير مما عُلم ..!


وعـلى هذا قس مـا لم نذكره في عوالـم النبات والحـيوانات والـكائنات الدقـيقة ،
وهي أعـداد لا يحصـيها إلا خالقهـا جل في عـلاه .. وهي رغم هـذه الكثرة الكـاثرة الهائلة ،
لا تغـيب عنه طـرفة عين ، وهو يرعـاها ويمدها بمـدد حياتها كل لـحظة ..!
فسبحـانه ما أعظـمه !

إن لغـةَ التنزيهِ لله سبـحانه ، تتعـالى في أنحـاء هذا الكون الفـسيح ، الذي يعـج بالتسـبيح ..!!

( تُسَبِّـحُ لَهُ السَّمَـاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَـن فِيهِنَّ ،،
وَإِن مِّن شَـيْءٍ إِلاَّ يُسَـبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَكِن لاَّ تَفْقَـهُونَ تَسْبِيحَـهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيـمًا غَفُورًا )


ولكـن الصم البكـم في هذه الحيـاة لا يسمعـون هتافها الـرباني ،!!

وأما العـارفون بالله وأسمائه الـحسنى الذين يعيـشون معه بقلوبهـم ، لا تفتر ألسنتـهم عن ذكـره ،
أما هـؤلاء فإنهم يشـاركون هذا الكون صـلاته وتسبيحـه ، فلله درهـم .. !!
هم نجـوم هذه الأرض ، ودرة هذا الكـون ،
وإن جهـلهم الناس ، واستخف بهـم الأقزام ، وسخر منهـم الصـعاليك ..
يكفيـهم فخرا وشرفا وعـزاً ومجداً أنهم مـع الله يعيشـون ، وله يحـيون ،
ومن أجـله يتحـركون حركـتهم في هذه الحيـاة ، حتى تحين ساعـة لقـائهم به ،
فتكـون تلك اللحـظة هي يوم عرسـهم الحـقيقي ..!!


ومن هنـا فإن هؤلاء المتـميزون في الحـياة ، يتنعمـون في دنياهـم ، أضعـاف أضعاف أضـعاف
ما يتنعم به المتنعـمون ، ويلتذ به الملـتذون من المعرضـين عن الله ، الذين يعيـشون
كما تعـيش البهـائم ( يتمتعـون ويأكلون كما تأكـل الأنعام !!! ) ..!!
مع فـارق آخر كـبير ..
هـؤلاء المـتميزون _ رغم أن ظاهـر حالهم قد يكـون متواضعـا بسـيطا _
لكن متعتهـم تتجدد ، ولذتهـم تتضاعـف مـع الأيام ، فهم في حـال فـرح روحـي متواصـل
يجعـلهم منبهرين بما يفيـضه على قـلوبهم ربهم من رحمـات وبركـاته ونعـيم ..!!

حتـى أن بعضهم ليعجـب كيف لا تذوب نفـسه ذوباناً وهـي تغرق في بحـر الأنوار هـذا ،
فضـلاً من الله ورحمـة وكرمـاً ..

نعم قـد تهب هذه النفـحات على فترات متقـطعة _ لحكـم كثيرة ، رحمـة من الله بهـم _

لكنهـا مع هذا تجعـل الإنسان الذي تهـب على قلـبه ، خارج حـدود الـدنيا ..!
حيث يجـد نفسه في الجـنة مباشـرة !

أمـا أولئك أشباه البـهائم ، فإن متعتهـم مشوبة بكـدر وتنغـيض ،
ثم ينتظـرهم عليها عـذاب أليم ، ينسيهـم كل متـعة بها ..!!
ورد في الحـديث الشـريف
أنه يؤتى بأنعـم أهل الأرض مـن المعـرضين عن الله سبحـانه ، ثم يُغمـس في النار غمـسة واحدة ،
ثم يقـال له :
هل مـر بك نعـيم قط ؟ هل ذقـت لذة قـط ؟
فيصـيح ويولول ويقـول : لا لم يمـر بي نعـيم قط ! ولم أذق لـذة قط ..!!!!!!!


وعكـس هذه الصـورة ،
حـين يؤتى بابأس أهـل الأرض من الصـالحين الذين قـرروا أن يعـيشوا مـع الله ولله في حـياتهم ،
ثم يُغمـس في الجنة غمـسة واحدة ، ويقـال له :
هل مـرت بك شدة قـط ؟ فيصيح في فـرح يكاد يطـير بعقله :
كـلا ، كـلا والله ..لم تمـر بي شدة قـط ابداً ..!!


فمـتى سنقـرر أن نعيش مـع الله ولله ومـن أجل الله ،
نشـارك هذا الكـون نغم التسبـيح ، وننسجـم معه في صـلاته لله رب العالمـين ،
لعل الله يكـرمنا برحـمته ، نفحـاتٍ تجعل لحـياتنا معنى ومغـزى وروعة ..

اللـهم لا تحرمنا خـير ما عـندك ، لسوء ما عـندنا ، فأنت الكـريم المنان الحـنان ،
الجـواد الذي يعطـي إذا لم يُسـأل ، فيكف ونحـن نسألك لـيل نهار تحـصيل رضاك .. ؟!
ولذا فـإن طمعـنا فيك لا ينقطـع ، وإن أسـأنا .. ورجـاؤنا فيك يتجـدد ، وإن كـنا حيث وضـعنا أنفسـنا ،
غيـر أنا نأمل أن تنتشـلنا من غرقـنا الذي نحـن فيه .. رحمـة منك وفضـلا ..يا رب.
__________________
ـــــــــــ التوقيع ــــــــــــ
أخوكم في الله / سعد بن حسين الشهري
سعد بن حسين غير متواجد حالياً