عرض مشاركة واحدة
قديم 20-08-2007, 05:55 PM
  #3
النعيمي الازدي
عضو جديد
تاريخ التسجيل: May 2007
المشاركات: 28
النعيمي الازدي is on a distinguished road
افتراضي رد : سلطان بن علي الخاطري يحدد شروط الكتابة في الانساب

سلطان بن علي الخاطري: نهج الأولين هو الأصل



ينسب الرجل إلى قبيلة الخواطر فيسمى ''الخاطري'' وسلطان بن علي بن سيف الخاطري واحد من أشهر رجالاتها، وهو من أنساب صاحب السمو الشيخ صقر بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم رأس الخيمة، فهو خال بعض أنجاله· كان والده أحد أهم المقاتلين الفرسان الذين كانت لهم صولات وجولات مع بقية الرجال الذين عرفوا بشجاعتهم ونخوتهم، ورعايتهم لحرمهم ولمن يطلب المساعدة· سكن علي بن سيف الخاطري ''رحمة الله عليه'' منطقة الجري في الساعدي برأس الخيمة· لا ينسى سلطان أن والده كان أحد أهم حماة المظلومين، وهو خير معين عندما يؤخذ من أحدهم شيء من حلاله، وفي حال الجوع كان يقوم بواجبه، فالوقت كان وقت عسر، وكان هناك ـ كما يقول سلطان ـ ''ناهب ومنهوب'' ومن يذبح أو يسرق·
كان سلطان أصغر اخوته، وكان والده يأخذه وبقية أولاده إلى ''البريزة''، وهي ما يعرف اليوم بالمجلس، و كل رجل يعرف أن تلك البريزة هي التي تربي الرجال· فهناك يجتمع الأعيان، ومن طرق وأساليب الحديث والقيام والجلوس والضيافة، يتعلم أهم السلوكيات التي تميز رجلا يعرف الأصول والقيم عن رجل آخر يكاد لا يفقه في شيء منها، وفيها يعرف كل شاب كيف ينطق الرجل بالكلمة ومتى ينطقها، ولماذا ومتى يتوقف، وكيف يتجاوب مع التلميح والإشارة· كان الاحترام فيما بينهم صفة بارزة، والتراحم بينهم وبين الجيران سائدا، ولذلك كانت جملة ''فلان حافظ عليه'' يحسب لها ألف حساب، فهي تعني أن ذلك الرجل قام بعمل يستحق أن يقوم الناس بالثناء عليه، ومن ذلك ''فلان حافظ عليه أكرم ضيفه''، أو ''فلان حافظ عليه قام بواجبه تجاه الفقير أو اليتيم''·
كان سلطان وبقية الشباب (يتصوخون) يستمعون لما يقال ويشاهدون ما يحدث كي يسلكوا مسالك الرجولة والشجاعة والكرم، وكما قال الموصف: ''الفهامة لو تعد لها أمثال·· والبهامة لو تدق لها أطبول!''
عاش الناس في المنطقة زمنا طويلا وهم يعانون من صعوبة البيئة المحيطة بهم، والتي كانت تتأثر بالعوامل السياسية الخارجية للدولة قديما، كما كانت تتأثر بالصيوف القائضة التي تحيل الأخضر إلى يابس، ولذلك لم تكن هناك زراعة تذكر إلا في مناطق محدودة وعند المقتدرين، كما كان أكثر الناس يعمل على(الحمولة) حمل المتاع والبضائع للآخرين كي يعيش، وكان حاله يعد أفضل من كثيرين لأنه يملك الإبل التي يكد عليها، وكان البعض الآخر يعيش على بيع الأغنام وبيع المنتجات من عسل وسمن وأجبان وعمل(السخام) الفحم من الحطب وأيضا الثمام كعلف؛ وكان الرجل يستخدم الدلو والرشى من أجل سقاية مواشيه وأبله· ومن أبرز المهام التي التزم بها علي بن سيف الخاطري أمام عشيرته أن يذهب إلى الشيوخ والحكام من أجل إغاثة الملهوف ومساعدة الضعيف ورد اعتبار البعض، وتسديد دين البعض الآخر، وكان يصل به الحال إلى منح شجرة سمر إلى رجل معدم ويقول له، احتطب منها كي تستطيع أن تعيل أسرتك، وقد كان البعض يبدأ في تعلم كيف يكسب معيشته منذ نعومة أظفاره، ويقضي عمره يواصل التعلم طوال عمره، فكل يوم يحمل له الجديد من الدروس والعبر·
أهم ما حاول علي بن سيف غرسه في أبنائه هو استخدام السلاح وركوب الإبل، وكان ينصح الرجال بذلك، وقد نشأ سلطان على ذلك، ووجد نفسه دائم التواصل مع الشيوخ، ولذلك أصبحت علاقته مع القواسم فيما بعد علاقة نسب وأرض، وفي(السنه والسالفه- كما يقول سلطان) عهد معهم في السراء والضراء، ولذلك كبر الشيخ سلطان وكبرت مسؤولياته، وأصبحت مهنته ومسؤوليته هي ذات مسؤوليات والده علي· أعتاد سلطان مرافقة والده إلى الشيوخ، وقد كان والده قديما كثير الزيارة ''للمغفور لهم بإذن الله'' الشيخ سلطان بن سالم، وراشد بن أحمد وأحمد بن راشد وراشد بن حميد النعيمي، وعندما حانت منيته جمع أبنائه وأوصاهم بالترابط وحسن الجوار مع القبائل الأخرى كالشرقيين وبن كتب والمناصير والحبوس والدروع والطنيج والمزاريع، (وهو يقول إن هذه القبائل على سبيل المثال لا العد) وبقية القبائل الأخرى، بينها عهود ومواثيق حتى تبقى حالة الأمن والاستقرار تسود المنطقة·
لم تكن للشيخ سلطان أي مهنة أهم من أن يتبنى شخصية الفارس الذي لا ينفك يتشاور مع الحاكم في شؤون الإمارة والقبائل، وهو الرفيق الذي يجده صاحب السمو الشيخ صقر بن محمد القاسمي حاكم إمارة رأس الخيمة إلى جواره متى شاء، يؤازره ويستأنس برفقته، فهي ذات المهام التي كانت من مسؤوليات والده، وهاهو اليوم يكمل المشوار برضى تام وبنفس تتوق للعطاء·
''الفهامه لوتعد لها أمثال''
قبل أن يبدأ سلطان حديثه معنا، تحدث لوقت طويل عن أهم ما كان يميز جيل ما قبل العشرينات والعشرينات ذاتها، وكان شديد الحرص على أن يذكر مآثرهم وما تميزوا به من خلق وأصالة، وبسبب ذلك قامت الدولة على أرضية قوية متجذر في عمقها الخلق والوفاء والولاء والتفاني، وإن الشيخ زايد ''طيب الله ثراه'' لم يكف لسانه عن الدعوة على التمسك بالعادات والتقاليد، فمن دونها يفقد الإنسان هويته، ويصبح ضعيفا كشجرة اجتثت من جذورها فلا تعود خضراء وثابتة إلا بعودتها للأرض مكانها الاصلى·
يتابع سلطان قائلا: إن العديد من شبابنا اليوم أصبح بطيء التجاوب مع الكثير من المواقف، ومن نجح في عمله سيطر عمله عليه بحيث فقد توازنه في حياته الشخصية، سواء داخل بيته أو مع الأرحام، والكثيرون لم يعودوا يعرفون إلا القشور عن أبنائهم، ولذلك أصبح الأبناء يكبرون وغذاؤهم جرعات من ثقافات مختلفة يتلقونها من المحطات الفضائية ومن الأنترنت، وهي ثقافات ليس لها علاقة لا بالأصالة ولا بالكرم ولا النخوة والشهامة والشجاعة· ومن ذلك أن الرجل اليوم إن جاءه ضيف قد لا يجد أبناءه بجواره، وإن وجد أحدهم فهو لا يعرف كيف يفز لدى رؤية الضيف إكراما له وقد يأنف من خدمة ضيوف والده، ومن المشين عند العرب أن يخدم الآخرون الضيف والأبناء جالسون· ربما في وقتنا هذا لا بأس أن يحمل الخدم الصواني الضخمة لتقديمها للضيوف ولكن قديما كان ذلك يعد نقيصة، كما أن هناك عادات خاصة بالضيافة هي تقاليد سار عليها الأجداد، ماذا يعرف الكثير من أبناء اليوم؟
إن معظم الشباب اليوم متعبون وليس لديهم إحساس بمعاني الرجولة الحقيقية، لأنهم تخلوا عن العادات والتقاليد التي تخص أجدادهم واتبعوا عادات من لا يفقهون شيئا في الأصالة· ويعتب سلطان على الأمهات اللاتي تخلين عن الرضاعة الطبيعية التي تجعل الرضيع لصيقا بأمه لحولين وبالتالي يصبح ذكيا وفطينا· يقول متسائلا ومعلقا: اليوم يرضع الابن من الحليب المجفف، وهذا الحليب المجفف هو من حليب البقرة، إذن هذا الرضيع هو ابن من؟! وأكمل أن ما يكتبه المصنعون هو أنه حليب بقري ولكن لا أحد يستطيع أن يؤكد أنه ليس من الكلاب أو الخنازير(أعز الله القارئ)·
صفات زايد
وأكمل: إن الشيخ زايد ''غفر الله له'' عندما التقى به بعد عودته من رحلة العلاج التي أجرى فيها عملية جراحية في الرقبة، وبعد أن انفض الكثيرون من مجلسه، أبقاه وقربه منه، وهناك قال سلطان للشيخ زايد: ''لقد ملكت وأوتيت ثلاث''، فسأله زايد: ''وش هن''؟ فرد سلطان: الثلاث هن الحكمة والحلم والصبر، ولا يؤتي الله هاته الثلاث رجلا إلا نادرا وربما كل مائة عام، لذلك يرى سلطان أن زايد بسبب تلك الصفات حكيما في دعوته سواء داخل الدولة أو خارجها، وكان حليما وصبورا، ولذلك كان دائم التشديد على التمسك بالتراث الأخلاقي والموروث السلوكي ولذلك كان يداري القريب ويوصل جيرانه من الدول الخليجية والعربية ويحث الشباب في كل مجلس على ذلك التراث· في لقاء لسلطان مع الشيخ صقر بن محمد القاسمي قال له إن شعبك أصيل، وهو يجمع عدة قبائل، وكل قبيلة لها مواقف مشرفة لدى الحكومة، وكل جبل في رأس الخيمة توجد به عدة قبائل تتعايش مع بعضها في حب، وكل قبيلة تريد أن تبرز مواقفها الرجولية التي تشرفها أمام حكومتها ''كلن يريد الطوله''، وهذا ما يجعل رأس الخيمة متميزة· وأكمل: إن شعب رأس الخيمة مثل عسل العشب الذي به رحيق من كل شجرة ووردة وزهرة، وليس مثل السدر أو السمر فقط، ولذلك فهو مميز·
أحلى مقيض!
انتعشت معظم الإمارات قبل قيام الاتحاد انتعاشا طفيفا، بعد أن ساد الأمن الدولة قبل قيامها نتيجة التصالح بين الإمارات، وبعد أن تولى الشيوخ سدة الحكم، وكذلك نتيجة لتوافر بعض الوظائف داخل وخارج البلاد، حيث كان الرجال يسافرون للعمل في البحرين وقطر والسعودية والكويت، أما البعض الآخر فقد توظف ولكن لم يترك المهن القديمة من الرعي وصيد الأسماك والزراعة، وقد سخر ما يتقاضاه من أجل تحسين محاصيله السمكية أو الزراعية أو لإكثار المواشي· وأصبح لدي الكثيرين عمال من أبناء مناطقهم يعملون معهم جنبا إلى جنب، وغدت رأس الخيمة من أهم وأجمل المصايف(أحلى مقيض)· كان الناس من مختلف أرجاء الإمارات يسافرون لها على الإبل ليصيفوا فيها، وبعد ذلك أصبح في إمكان بعضهم تأجير السيارات الروفر كي يقضوا معظم شهور الصيف داخل المزارع التي كان أصحابها يتركونها مفتوحة للقريب والغريب، وهكذا يقضي المصطافون صيفهم تحت أشجار النخيل والمانجة ذات الظلال الوارفة، ويعصرون الليمون كشراب، ويبردون الماء في أوعية فخارية وغيرها، ويتسلون بساعات طويلة وهم يسبحون في الأحواض ذات المياه الباردة، وتعتبر الساعدي من أجمل مناطق رأس الخيمة وهي شديدة البرودة في الشتاء وتصبح ذات مراعٍ خصبة للإبل في الربيع، كما يأتيها المصطافون كل مكان·

منقول من جريدة الاتحاد الاماراتية
النعيمي الازدي غير متواجد حالياً