عرض مشاركة واحدة
قديم 29-03-2010, 08:49 PM
  #27
نديم الهوى
عضو
تاريخ التسجيل: Mar 2010
المشاركات: 77
نديم الهوى has a brilliant futureنديم الهوى has a brilliant futureنديم الهوى has a brilliant futureنديم الهوى has a brilliant futureنديم الهوى has a brilliant futureنديم الهوى has a brilliant futureنديم الهوى has a brilliant futureنديم الهوى has a brilliant futureنديم الهوى has a brilliant futureنديم الهوى has a brilliant futureنديم الهوى has a brilliant future
افتراضي رد : مـــــــــــــــــذكراتــــي اللــــــــــــــندنــــــــية

نايف بن جليد شكراً لك على الإهتمام بالمذكرات وأحمد الله أنها أعجبتك،،، لم أكملها في ذلك المنتدى لأسباب كثيرة، وقد أكملها هنا إن شاء الله،، وأتمنى لك التوفيق في الدراسة

مشاري بن نملان الحبابي، يشرفني استمرارك معي من بداية المذكرات،،، وأرجو أن لا تقعطنا يا الغالي من تعليقك على كل حلقة،،، تحياتي لك





الحلقة السادسة



كلما قلبت ألبوم الصور يزداد حنيني لتلك الأيام الصافيات، فلدي مئات من الصور التي التقطتها داخل الحدائق الجميلة الغنية بالورود والأزهار بكل ألوان الطيف، وأجملها الصور التي التقطتها أثناء رحلات مدرسة اللغة مع أقراني الطلاب من جميع أنحاء العالم. بعضهم من فرنسا وايطاليا وسويسرا ومن أمريكا الجنوبية وعرب وكل الملل والنحل. صورنا جميعها دون استثناء تعلوها الابتسامة وتتجلى فيها السعادة بوضوح، لم أجد صورة واحدة فيها تكشيرة أو عبوس كبقية الصور الأخرى التي التقطها لأصحابي هنا في السعودية، حتى لو كانت في حفل زفاف لا تفرقها عن صور العزاء. في أحد الأيام درسنا قصة عن روبن هود، وهو شخصيه إنجليزية تمثل فارسا شجاعا طائشا وخارجا عن القانون، عاش في العصور الوسطى وكانت لديه براعة في رمي السهام، يعيش في الغابات ومهنته سلب وسرقة الأغنياء وإطعام الفقراء. فقررنا بعدها التخييم لمدة أسبوع خلال عطلة عيد الايستر في غابة نوتينغهام وهي المنطقة التي كان يختبئ فيها روبن هود في العصور الوسطى. في تلك الرحلة فقط عرفت حقا معنى الحياة الجميلة، كنا نسهر ليلا حول النيران المشتعلة نشدو بأجمل الأغاني ونرقص ونشوي ما لذ وطاب من الطعام، وعندما نخلد للنوم ننظر كالأطفال للسماء الصافية والنجوم تتلألأ والقمر مرسوم بعناية إلهية، ومن حولنا في أعلى الروابي أنوار خافته تنبعث من الأكواخ العتيقة بمداخنها التي تبعث نحونا رائحة الحطب المشتعل. ننام نوما لذيذا بينما الهواء المنعش يدغدغ أحلامنا، ثم نصحو فجرا على صوت البلابل والكروان وطيور الوروار، فنجلب الماء القراح من نهر ترنت الرقراق لنعمل قهوة الصباح على الجمر فتكون ألذ فنجان قهوة لو ذاق طعمه الملوك لجالدونا عليه بالسيوف. وعندما يجهز الجميع نقوم بزيارة بعض مخابئ روبن هود التي درسناها سابقاً ونكتب بعض الملاحظات ومن ثم نقارنها بما لدينا من مواد دراسية.

أما صور المتاحف التي قمت بزيارتها سوءا مع المدرسة أو وحيدا فهي كثيرة، فلندن مدينة غنية بالمتاحف أجملها المتحف البريطاني وهو أكبر متحف في بريطانيا، وأحد أهم المتاحف في تاريخ وثقافة البشر، ويعتبر أقدم المتاحف في العالم وتأسس عام 1753 واعتمد في البداية على مجموعات العالم الفيزيائي السير هانز سلون، ويحتوي على أكثر من 13 مليون قطعة من جميع القارات. كذلك المتحف الوطني National Gallery ، الموجود في ساحة الطرف الأغر، ويسميها العرب ساحة الحمام، وللأسف ترى العرب يجلسون الساعات الطوال يطعمون الحمام ويلهون حول النوافير ولا يعلمون أصلا أنهم أمام أجمل المتاحف العالمية، فهذا المتحف فيه أكثر من 2300 من اللوحات التي يرجع تاريخها من منتصف القرن الثالث عشر إلى العام 1900. أحد اللوحات العالقة في ذاكرتي لحفلة شاي ما بعد الظهيرة، وهو تقليد بريطاني عريق تناول الشاي فيما بين الثالثة عصرا والخامسة، ويقدم الشاي مع البسكويت وقطع الكعك وسندوتشات الجبن أو الدجاج. كانت الصورة تعود لعصر النهضة أي القرن السادس عشر، وهي لوحة جدارية طولها نحو ستة أمتار وارتفاعها متران، مرسومة في الهايدبارك عند البحيرة الايطالية، وحضورها كن الكثير من الأميرات اللائي يرتدين اللباس الانجليزي التقليدي الضيق عند الخصر وينفرج بشدة حول الردفين ويزداد كلما اقترب من الأقدام بسبب استخدام أقفاص داخل بطانة الفساتين تشكل أجساد الحسناوات، وقبعات مزخرفة ويحمل عصي قصيرة كعصي راعي الأغنام ، وخلف الأميرات بعض الرقيق من شمال أفريقيا أو من الهند بلباسهم التقليدي، وتجر الأميرات كلاب صغيرة جميلة بسلاسل مذهبة. بينما ينظر للأميرات بشوق الفرسان الأمراء من أمراء اسكتلندا وويلز وانجلترا. الصورة تحكي دون كلام مدى رفاهية الطبقة الارستقراطية والتقليد الانجليزي العريق، والطريقة الإنجليزية القديمة في تعارف الأمراء والأميرات بغرض الزواج، والترف المادي في تلك الأيام، ولو تركت القلم لشرح ما تقوله تلك اللوحة لما اكتفيت بمائة صفحة. أما متحف مدام تيسو ، ويعرف عند العرب بمتحف الشمع فهو من أشهر متاحف الشمع في العالم، وأسسته مدام تيسو عــام 1761 والتي توفي والدها قبل أن تولد ، فرعاها طبيب اسمه كورتيس حيث كانت أمها تعمل لديه كأجيرة. فعلمها فن صناعة الشمع فأتقنته حتى أنشئت معرضها الخاص، وهو يحتوي على تماثيل للشخصيات العالمية البارزة في جميع المجالات . كان هنالك تمثال للملك فيصل رحمة الله في العام 1984، ولكنه قد أزيل ولا أعرف ماهو السبب، أما تمثال هتلر فلشدة كره الانجليز له وضع في مخرج الطوراىء تحت الدرج وكأنه زائد عن الحاجة.
لدي صور عديدة لها وسأحاول أن أضع بعض منها لكم ولكن أنتظر رأيكم.

أحد الصور التقطتها فجرا من نافذة شقتنا في 41 رالف كورت، وكان أحد أيام ديسمبر القارصة البرودة، عندما ذهبت للنوم بعد أن أشعلت المدفأة، وتركت الستارة مشرعة لأرقب جمال السماء ولأنظر لنافذة جاكو التي لا زالت مضيئة. لم أستمر طويلا حتى غطيت في نوم عميق أحلم أني عدت للسعودية وأنا في حوض العراوي أجربع "أطارد الجرابيع" في النعيرية والبرد الربيعي يلفح وجهي ويكاد يخترق عظمي، لكن من شدة البرودة صحوت فجأة فأدركت أني كنت أحلم، بيد أن البرد القارص جعل برودة جسمي مثل برودة دجاج الأخوين. فكرت بأن المدفأة قد تكون توقفت عن العمل، ولكني لاحظت أن الغرفة شبه مضيئة بالرغم من أن الصبح لم يحن بعد، اتجهت نحو النافذة فوجدت الشارع وقد امتلأ بالرمال التي غطت السيارات المتوقفة وواجهات المنازل. تشوش ذهني خاصة مع حلمي وأني كنت في براري النعيرية، فتساءلت، من أين إذن أتت هذه الرمال، لا ، لا إنها ليست رمال، إنها الثلوج يا نديم، اصحي يا عمي، يا الله أول مرة في حياتي أرى الثلوج حقيقية أمامي، وهذا الضوء الساطع الذي أضاء الغرفة ما هو إلا انعكاس ضوء أنوار الشارع على ندف الثلج البيضاء. وفي صباح الغد الباكر خرجت واشتريت حذاء خاص بالثلوج، وذهبت للحديقة المجاورة لمنزلي، حديقة كنجنستون والتي يوجد فيها قصر الأميرة الراحلة ديانا. أمام القصر كنا نلعب مع من نعرف ومن لم نعرف، نتقاذف بالثلج حتى مع رجال الشرطة، وصنعنا رجلا من الثلج، ووضعنا له أنف من جزر، وطاقية مزركشة واسكارف أحمر. صورة رجل الثلج تلك استخدمها الآن كسطح للمكتب. وعندما توغلت داخل الحديقة اكتشفت أن جميع البحيرات في الهايدبارك تحولت إلى ثلج يمكن السير فوقه ، حتى نهر السربنتاين تحول إلى ثلج وكانت هنالك لوحة تقول أن الغرامة تصل 200 باوند لمن يحاول أن يمشي فوقه نظرا لخطورة انكسار الثلج ووقوع الناس داخل البحيرة. الصور كثيرة، سوف أرفع بعضها عشان خاطركم
يتبع
نديم الهوى غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس