عرض مشاركة واحدة
قديم 07-07-2009, 05:56 AM
  #86
المناضل السليماني
مشرف
المجلس الاسلامي
 الصورة الرمزية المناضل السليماني
تاريخ التسجيل: Oct 2006
المشاركات: 3,909
المناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond repute
افتراضي رد : ايه الخطيب المبارك اليك سلسة من الخطب آآآآآآمل التثبيت

ماذا بعد الاختبارات
الخطبة عن ( السفر آدابه واحكامه)

الْحَمْدُ للهِ الذِي أَنَارَ بَصَائِرَ أَوْلِيَائِهِ بِالْحِكَمِ وَالْعِبَرِ، وَاسْتَخْلَصَ هِمَمَهُمْ لِمُشَاهَدَةِ عَجَائِبِ صُنْعِهِ فِي الْحَضَرِ وَالسَّفَرِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ الْعَزِيزُ الْمُقْتَدِرُ الْقَائِلُ: )سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ( [فصلت:53]، وَأَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا مُحَمَّداً عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ، وَصَفِيُّهُ مِنْ خَلْقِهِ وَخَلِيلُهُ النَّبِيُّ الْمُعْتَبَرُ، اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحَابَتِهِ مَا اتَّصَلَتْ عَيْنٌ بِنَظَرٍ أَوْ سَمِعَتْ أُذْنٌ بِخَبَرٍ.

أَمَّا بَعْدُ:
فَأُوصِيكُمْ – عِبَادَ اللهِ بِتَقْوَى اللهِ، وَمُرَاقَبَتِهِ فِي السِّرِّ وَالْعَلَنِ، وَاعْلَمُوا أَنَّ التَّقْوَى هِيَ جِمَاعُ كُلِّ خَيْرٍ، وَسَبِيلُ كُلِّ فَلاَحٍ؛ قَالَ تَعَالَى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الأحزاب:70-71].

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ:
بَعْدَ سَنَةٍ دِرَاسِيَّةٍ مَمْلُوءَةٍ بِالتَّكَالِيفِ وَالْوَاجِبَاتِ يَحْتَاجُ الإِنْسَانُ إِلَى شَيْءٍ مِنَ الرَّاحَةِ وَالاسْتِجْمَامِ لِيَعُودَ بَعْدَهَا إِلَى مُوَاصَلَةِ الْعَمَلِ، وَالْمُثَابَرَةِ بِجِدٍّ وَهِمَّةٍ عَالِيَةٍ، وَنَفْسٍ مُقْبِلَةٍ، غَيْرِ مُدْبِرَةٍ، وَقَدْ رَاعَى دِينُنَا الْحَنِيفُ هَذَا الأَمْرَ الْفِطْرِيَّ فَأَبَاحَ لِلإِنْسَانِ أَنْ يَعْمَلَ الْمُبَاحَ لِيُرَفِّهَ عَنْ نَفْسِهِ، وَيُذْهِبَ عَنْهَا السَّآمَةَ وَالْمَلَلَ، وَلَقَدْ رَاعَى رَسُولُ اللهِ r هَذَا الأَمْرَ حَتَّى فِي مَوَاعِظِهِ وَخُطَبِهِ، فَكَانَ يَتَجَنَّبُ الإِطَالَةَ وَالإِكْثَارَ مَخَافَةَ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِالسَّآمَةِ وَالْمَلَلِ حَيْثُ كَانَ يَتَخَوَّلُهُمْ بِالْمَوْعِظَةِ كَمَا نُقِلَ ذَلِكَ عَنْ صَحَابَتِهِ الْكِرَامِ، وَمِنْ هَذِهِ الأُمُورِ الْمُبَاحَةِ التِي يَحْصُلُ بِهَا التَّرْفِيهُ وَالرَّاحَةُ: السَّفَرُ، تِلْكُمُ الْوَسِيلَةُ التِي نَبَّهَ اللهُ تَعَالَى إِلَى شَيْءٍ مِنْ مَنَافِعِهَا بِقَوْلِهِ: )وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ * وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ ([الذاريات:20-21]، وَأَنْكَرَ عَلَى مَنْ سَافَرَ وَلَمْ يَعْتَبِرْ بِقَوْلِهِ سُبْحَانَهُ: )وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُون ([يوسف:105] وَبِقَوْلِهِ جَلَّ وَعَلاَ: (وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ * وَبِاللَّيْلِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ) [الصافات:137-138].

إِنَّ سَفَرَ الْعِبْرَةِ هُوَ السَّفَرُ الذِي لاَ تَضِيقُ فِيهِ الْمَنَاهِلُ وَالْمَوَارِدُ وَلاَ يَضُرُّ فِيهِ التَّزَاحُمُ وَالتَّوَارُدُ، بِلْ تَزِيدُ بِكَثْرَةِ الْمُسَافِرِينَ فَوَائِدُهُ وَتَتَضَاعَفُ ثَمَرَاتُهُ وَعَوَائِدُهُ.

تَغَرَّبْ عَنِ الأَوْطَانِ تَكْتَسِبِ الْعُلاَ وَسَافِرْ فَفِي الأَسْفَارِ خَمْسُ فَوَائِدِ
تَفَرُّجُ هَـــمٍّ، وَاكْـتِسَابُ مَعِيشَـةٍ وَعِلْــمٌ وَآدَابٌ وَصُـحْبَـــةُ مَــاجِـــــدِ

أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ:
إِنَّ مِمَّا يُفَرِّحُ الْمُسْلِمَ الصَّالِحَ الْمُسَافِرَ أَنَّ الأَعْمَالَ الصَّالِحَةَ التِي كَانَ يَعْمَلُهَا حَالَةَ إِقَامَتِهِ وَالتِي يُمْكِنُ أَنْ تَفُوتَهُ بِسَبَبِ سَفَرِهِ أَنَّ هَذِهِ الأَعْمَالَ يَكْتُبُهَا اللهُ تَعَالَى لَهُ أَثْنَاءَ سَفَرِهِ حَتَّى وَإِنْ لَمْ يَعْمَلْهَا؛ فَقَدْ رَوَى الْبُخَارِيُّ بِسَنَدِهِ عَنْ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا مَرِضَ الْعَبْدُ أَوْ سَافَرَ كُتِبَ لَهُ مِثْلُ مَا كَانَ يَعْمَلُ مُقِيماً صَحِيحاً». وَإِنَّ مِنْ نِعَمِ اللهِ تَعَالَى عَلَى الْمُسَافِرِ أَنْ جَعَلَهُ مُسْتَجَابَ الدَّعْوَةِ فِي سَفَرِهِ؛ فَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةرضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : «ثَلاَثُ دَعَوَاتٍ مُسْتَجَابَاتٌ، لاَ شَكَّ فِيهِنَّ: دَعْوَةُ الْمَظْلُومِ، وَدَعْوَةُ الْوَالِدِ، وَدَعْوَةُ الْمُسَافِرِ» [رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيُّ].

أَيُّهَا الأَحِبَّةُ فِي اللهِ:
إِنَّ مِمَّا يُكَمِّلُ فَرْحَةَ الْمُسْلِمِ وَيَكُونُ سَبَباً فِي سَعَادَتِهِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ أَنْ يَحْرِصَ عَلَى مَعْرِفَةِ هَدْيِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرِهِ، وَمَعْرِفَةِ مَا يَحِلُّ، وَمَا يَحْرُمُ، وَمَعْرِفَةِ الآدَابِ وَالأَحْكَامِ التِي تُقَرِّبُهُ مِنْ رَبِّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وَمِنْهَا:

الْحِرْصُ عَلَى صَلاَحِ النِّيَّةِ، بِأَنْ يَنْوِيَ بِسَفَرِهِ القُرَبَ وَالطَّاعَاتِ، وَلْيَعْلَمْ بِأَنَّ النِّيَّةَ الصَّالِحَةَ يُؤْجَرُ عَلَيْهَا، وَأَنَّ الْمُبَاحَاتِ إِذَا نَوَى بِهَا التَّقَوِّيَ عَلَى الطَّاعَةِ انْقَلَبَتْ إِلَى عِبَادَاتٍ يُثَابُ عَلَيْهَا.

عِبَادَ اللهِ:
إِنَّ مِنَ الأُمُورِ التِي يَنْبَغِي مُرَاعَاتُهَا فِي السَّفَرِ الْحَذَرَ مِنَ النِّيَّةِ السَّيِّئَةِ كَنِيَّةِ فِعْلِ الْمَعْصِيَةِ أَوْ مُقَارَفَةِ الذُّنُوبِ وَالآثَامِ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَتَرَبَّصُ بِالإِنْسَانِ، وَيَنْتَظِرُ غَفْلَتَهُ حَتَّى يُوقِعَهُ فِي الْمَعْصِيَةِ، وَيُخْرِجَهُ عَنِ الْجَادَّةِ.

وَإِنَّنَا أَصْبَحْنَا وَلِلأَسَفِ نَسْمَعُ عَنْ بَعْضِ الْمُمَارَسَاتِ وَالسُّلُوكِيَّاتِ الشَّائِنَةِ التِي تَصْدُرُ مِنْ بَعْضِ ضُعَفَاءِ النُّفُوسِ أَثْنَاءَ سَفَرِهِمْ وَكَأَنَّهُمْ بِغِيَابِهْمِ عَنْ أَهْلِهِمْ وَأَوْطَانِهِمْ غَابُوا عَنْ رَبَّهِمْ، وَخَالِقِهِمُ الَّذِي يَرَاهُمْ، وَيُرَاقِبُهُمْ، أَمَا يَعْلَمُ هَؤُلاَءِ أَنَّ اللهَ مُطَّلِعٌ عَلَيْهِمْ عَالِمٌ بِسَرَائِرِهِمْ، وَخَبَايَا نُفُوسِهِمْ؟! أَلَمْ يَقَرَأُوا قَوْلَ اللهِ تَعَالَى: )يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ (؟! [غافر:19]، أَلَمْ يَسْمَعُوا قَوْلَهُ سُبْحَانَهُ: (وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ ) [الحديد:4]؟!.

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ:
يَنْبَغِي لِمَنْ عَزَمَ عَلَى السَّفَرِ أَنْ يَبْدَأَ بِالتَّوْبَةِ مِنَ الْمَعَاصِي، وَيَخْرُجَ مِنَ الْمَظَالِمِ وَيُعْطِيَ مَا أَمْكَنَهُ مِنَ الدُّيُونِ التِي عَلَيْهِ، وَيَرُدَّ الْوَدَائِعَ وَيَكْتُبَ وَصِيَّتَهُ، وَلاَ يَنْسَى دُعَاءَ السَّفَرِ الذِي رَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا اسْتَوَى عَلَى بَعِيرِهِ خَارِجاً إِلَى سَفَرٍ كَبَّرَ ثَلاَثاً ثُمَّ قَالَ: «سُبْحَانَ الذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ فِي سَفَرِنَا هَذَا الْبِرَّ وَالتَّقْوَى، وَمِنَ الْعَمَلِ مَا تَرْضَى، اللَّهُمَّ هَوِّنْ عَلَيْنَا سَفَرَنَا هَذَا، وَاطْوِ عَنَّا بُعْدَهُ، اللَّهُمَّ أَنْتَ الصَّاحِبُ فِي السَّفَرِ، وَالْخَلِيفَةُ فِي الأَهْلِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعَثَاءِ السَّفَرِ وَكَآبَةِ الْمَنْظَرِ وَسُوءِ الْمُنْقَلَبِ فِي الْمَالِ وَالأَهْلِ، وَإِذَا رَجَعَ قَالَهُنَّ وَزَادَ آيِبُونَ تَائِبُونَ عَابِدُونَ لِرَبِّنَا حَامِدُونَ».

أَيُّهَا الأِخْوَةُ الأَكَارِمُ:
وَيُسْتَحَبُّ لِمَنْ أَرَادَ السَّفَرَ أَنْ يَطْلُبَ رَفِيقاً مُوَافِقاً رَاغِباً فِي الْخَيْرِ وَلْيَحْذَرِ الْوَحْدَةَ فِي السَّفَرِ؛ لِحَدِيثِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «لَوْ أَنَّ النَّاسَ يَعْلَمُونَ مِنَ الوَحْدَةِ مَا أَعْلَمُ مَا سَارَ رَاكِبٌ بِلَيْلٍ وَحْدَهُ» [رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ].

سَافِرْ تَجِدْ عَوِضاً عَمَّنْ تُفَارِقُـهُ وَانْصَبْ؛ فَإِنَّ لَذِيذَ الْعَيْشِ فِي النَّصَبِ
إِنِّي وَجَدْتُ وُقُوفَ الْمَاءِ يُفْسِدُهُ إِنْ سَالَ طَابَ، وَإِنْ لَمْ يَجْرِ لَمْ يَطِـبِ

وَمِنْ أَحْكَامِ السَّفَرِ أَنَّهُ يُسْتَحَبُّ لِلْمُسَافِرِ التَّكْبِيرُ إِذَا ارْتَفَعَتْ بِهِ الأَرْضُ وَالتَّسْبِيحُ إِذَا انْخَفَضَتْ بِهِ لِحَدِيثِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: «كُنَّا إِذَا صَعِدْنَا كَبَّرْنَا وَإِذَا نَزَلْنَا سَبَّحْنَا» [رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ].

وَإِذَا خَافَ الْمُسَافِرُ مِنْ قَوْمٍ أَثْنَاءَ سَفَرِهِ دَعَا بِمَا رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ عَنْ أَبِي مُوسَى t قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا خَافَ قَوْماً قَالَ: «اللَّهُمَّ إِنَّا نَجْعَلُكَ فِي نُحُورِهِمْ وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ شُرُورِهِمْ»، وَيُسْتَحَبُّ لِلْمُسَافِرِ أَنْ يَخْرُجَ مُبَكِّراً؛ لِحَدِيثِ صَخْرِ بْنِ وَدَاعَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «اللَّهُمَّ بَارِكْ لأُمَّتِي فِي بُكُورِهَا، وَكَانَ إِذَا بَعْثَ سَرِيَّةً أَوْ جَيْشاً بَعَثَهُمْ مِنْ أَوَّلِ النَّهَارِ» [رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيُّ]. وَكَانَ صَخْرٌ تَاجِراً فَكَانَ يَبْعَثُ تِجَارَتَهُ أَوَّلَ النَّهَارِ فَأَثْرَى وَكَثُرَ مَالُهُ.

وَيُسْتَحَبُّ لِلْمُسَافِرِ أَنْ يَخْرُجَ فِي سَفَرِهِ يَوْمَ الْخَمِيسِ؛ لِحَدِيثِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: «قَلَّمَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَخْرُجُ فِي سَفَرٍ إِلاَّ فِي يَوْمِ خَمِيسٍ»، وَلِقَوْلِهِ تَعَالَى: )لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا( [الأحزاب:21].

بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُمْ بِالْقُرْآنِ الْعَظِيمِ، وَنَفَعَنِِي وَإِيَّاكُمْ بِمَا فِيهِ مِنَ الآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ، أَقُولُ قُوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.

الخطبة الثانية

الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الذِي جَعَلَ الطَّاعَةَ شِعَارَ الْمُفْلِحِينَ، وَجَعَلَ الْمَعْصِيَةَ عَادَةَ إِخْوَانِ الشَّيَاطِينِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَلِيُّ الصَّالِحِينَ وَأَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا مُحَمَّداً رَسُولُ اللهِ إِمَامُ الْمُتَّقِينَ وَسَيِّدُ الْمُرْسَلِينَ اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ الطَّيِّبِينَ وَصَحَابَتِهِ الْبَرَرَةِ الْمُكَرَّمِينَ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.

أَمَّا بَعْدُ:
فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ التَّقْوَى هِيَ سَبِيلُ الْفَرَجِ مِنَ الضِّيقِ؛ قَالَ تَعَالَى: )وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ( [الطلاق:2-3].

أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ:
وَمِمَّا يَتَعَلَّقُ بِالسَّفَرِ مِنْ أَحْكَامٍ أَنَّهُ يَجُوزُ لِلْمُسَافِرِ الفِطْرُ فِي رَمَضَانَ، لِقَوْلِهِ تَعَالَى: )وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ( [البقرة:185]، وَيَجُوزُ لِلْمُسَافِرِ قَصْرُ الصَّلاَةِ الرُّبَاعِيَّةِ إِلَى رَكْعَتَيْنِ، وَالْجَمْعُ بِيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ، وَبِيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ مَا دَامَ مُسَافِراً؛ فَعَنْ عَامِرِ بْنِ وَاثِلَةَ: «أَنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ أَخْبَرَهُ أَنَّهُمْ خَرَجُوا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَامَ تَبُوكَ فَكَانَ رَسُولُ اللهِ r يَجْمَعُ بَيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ، وَالْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ، قَالَ فَأَخَّرَ الصَّلاَةَ يَوْماً ثُمَّ خَرَجَ فَصَلَّى الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ جَمِيعاً ثُمَّ دَخَلَ، ثُمَّ خَرَجَ فَصَلَّى الْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ جَمِيعاً» [مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ]، وَتَسْقُطُ عَنِ الْمُسَافِرِ السُّنَنُ الرَّوَاتِبُ التِي كَانَ يُصَلِّيهَا مُقِيماً وَهِيَ رَاتِبَةُ الظُّهْرِ وَالْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ، أَمَّا رَاتِبَةُ الْفَجْرِ وَالْوِتْرِ فَمَا كَانَ يَدَعُهُمَا رَسُولُ اللهِ r حَضَراً وَلاَ سَفَراً.

عِبَادَ اللهِ:
وَيَجُوزُ لِلْمُسَافِرِ أَدَاءُ النَّوَافِلِ وَمِنْهَا الْوِتْرُ فِي الطَّائِرَةِ أَوِ السَّيَّارَةِ وَهِيَ تَسِيرُ وَإِنْ لَمْ تَكُنْ إِلَى جِهَةِ الْقِبْلَةِ؛ لِحَدِيثِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم «كَانَ يُصَلِّي عَلَى رَاحِلَتِهِ نَحْوَ الْمَشْرِقِ فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يُصَلِّيَ الْمَكْتُوبَةَ نَزَلَ فَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ» [رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ].فاستقبال القبلة في تكبيرة الاحرام ثم لا يستمر في صلاته ولو توجهت الطائرة او السيارة الى غير القبلة في النوافل اما الفريضة فلابد من استقبال القبلة من التحريم الى التسليم
إِخْوَةَ الإِسْلاَمِ:
إِنَّ الْمُسَافِرَ سَفِيرٌ لِبَلَدِهِ، وَصُورَةٌ عَنْ مُجْتَمَعِهِ فَلْيَحْذَرْ أَنْ يَكُونَ صُوَرَةً لاَ تَعْكِسُ الْحَقِيقَةَ وَلاَ تَدُلُّ عَلَى الْوَاقِعِ، وَلْيَحْرِصْ أَنْ يُظْهِرَ شَعَائِرَ دِينِهِ، وَمَظَاهِرَ إِسْلاَمِهِ فَإِنَّ فِي ذَلِكَ عِزَّةً، وَرِفْعَةً وَفِي غَيْرِهَا ذُلُّهُ وَشَقَاؤُهُ، وَلَتْحَذَرِ الْمَرْأَةُ أَنْ تُسَافِرَ وَحْدَهَا مِنْ غَيْرِ مَحْرَمٍ يُصَاحِبُهَا حَتَّى لاَ تَقَعَ فِي النَّهْيِ، وَتَرْتَكِبَ الْمَحْظُورَ؛ لِحَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «لاَ تُسَافِرُ الْمَرْأَةُ إِلاَّ مَعَ ذِي مَحْرَمٍ وَلاَ يَدْخُلُ عَلَيْهَا رَجُلٌ إِلاَّ وَمَعَهَا مَحْرَمٌ» [رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ].

اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ، وَالْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ، الأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالأَمْوَاتِ، إِنَّكَ سَمِيعٌ قَرِيبٌ مُجِيبُ الدَّعَوَاتِ، اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلاَمَ وَالْمُسْلِمِينَ، وَأَذِلَّ الشِّرْكَ وَالْمُشْرِكِينَ، وَدَمِّرِ اللَّهُمَّ أَعْدَاءَكَ أَعْدَاءَ الدِّينِ وَاجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِناً مُطْمَئِنّاً وَسَائِرَ بِلاَدِ الْمُسْلِمِينَ، وَوَفِّقِ اللَّهُمَّ وُلاَةَ أُمُورِنَا لمافيه صلاح الاسلام والمسلمين وَارْزُقْهُمْ صَلاَحَ البِطَانَةِ، وَاصرف عنهم أَهْلِ الْبَغْيِ وَالْخِيَانَةِ، اللهم اغفر لنا ولوالدينا...............
__________________


التعديل الأخير تم بواسطة المناضل السليماني ; 07-07-2009 الساعة 06:01 AM
المناضل السليماني غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس