عرض مشاركة واحدة
قديم 16-01-2013, 04:08 PM
  #245
المناضل السليماني
مشرف
المجلس الاسلامي
 الصورة الرمزية المناضل السليماني
تاريخ التسجيل: Oct 2006
المشاركات: 3,909
المناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond repute
افتراضي رد: ايه الخطيب المبارك اليك سلسة من الخطب

محبة سيد ولد آدم علية صلواة ربي وسلامه

الخطبة الأولى
ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه..............................

أما بعد: يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱتَّقُواْ رَبَّكُمُ ٱلَّذِى خَلَقَكُمْ مّن نَّفْسٍ وٰحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ ٱلَّذِى تَسَاءلُونَ بِهِ وَٱلأَرْحَامَ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا [النساء:1]، يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ [آل عمران:102].

حب الرسول تابع لحبّ الله تعالى ولازم من لوازمه؛ لأن النبي حبيب ربّه سبحانه، ولأنه المبلغ عن أمره ونهيه، فمن أحب الله تعالى أحبّ حبيبه وأحب أمره الذي جاء به؛ لأنه أمر الله تعالى.

ثم إنّ النبي يُحَبّ لكماله، فهو أكمل الخلق، والنفس تحب الكمال، ثم هو أعظم الخلق فضلاً علينا وإحسانا إلينا، والنفس تحب من أحسن إليها، ولا إحسان أعظم من أنه أخرجنا من الظلمات إلى النور، ولذا فهو أولى بنا من أنفسنا، بل وأحبّ إلينا منها.

هو حبيب الله ومحبوبه، هو أوّل المسلمين وأمير الأنبياء وأفضل الرسل وخاتم المرسلين، صلوات الله تعالى عليه. هو الذي جاهد وجالد وكافح ونافح حتى مكّن للعقيدة السليمة النقيّة أن تستقرّ في أرض الإيمان، ونشر دين الله تعالى في دنيا الناس، وأخذ بيد الخلق إلى الخالق سبحانه.

هو الذي أدّبه ربه فأحسن تأديبه وجمّله وكمّله، وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ [القلم:4]، وعلّمه، وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا [النساء:113]، وبعد أن رباه اجتباه واصطفاه وبعثه للناس رحمة مهداة، وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ [الأنبياء:107]، وكان مبعثه نعمة ومنّة، لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ [آل عمران:164].

هو للمؤمنين شفيع، وعلى المؤمنين حريص، وبالمؤمنين رؤوف رحيم، لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ [التوبة:128]. على يديه كمل الدين، وبه ختمت الرسالات .

هو سيدنا وحبيبنا وشفيعنا، رسول الإنسانية والسلام والإسلام، محمد بن عبد الله عليه أفضل صلاة وسلام. اختصه الله تعالى بالشفاعة، وأعطاه الكوثر، وصلى الله تعالى عليه هو وملائكته، إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا [الأحزاب:56]. صلّى الله عليك يا سيدي يا حبيب الله، يا رسول الله، يا ابنَ عبد الله ورسول الله.

هو الداعية إلى الله، الموصل لله في طريق الله، هو المبلّغ عن الله، والمرشد إليه، والمبيّن لكتابه، والمظهر لشريعته. ومتابعة الرسول من حبِّ الله تعالى، فلا يكون محبًّا لله عز وجل إلا من اتبع سنّة رسول الله ؛ لأن الرسول عليه الصلاة والسلام لا يأمر إلا بما يحبّ الله تعالى، ولا يخبر إلا بما يحبّ الله عز وجل التصديقَ به، فمن كان محبًّا لله تعالى لزمَ أن يتبع الرسول ، فيصدقه فيما أخبر، ويتأسَّى به فيما فعل، وبهذا الاتباع يصل المؤمن إلى كمال الإيمان وتمامه، ويصل إلى محبة رسول الله . وهل محبة الرسول إلا من محبة الله تعالى؟! وهل طاعة الرسول إلا من طاعة الله عز وجل؟! قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ [آل عمران:31].

يقول ابن كثير في تفسير هذه الآية الشريفة: "إن هذه الآية الكريمة حاكمة على من ادعى محبة الله تعالى وليس هو على الطريقة المحمدية، فإنه كاذب في دعواه في نفس الأمر حتى يتبع الشرع المحمديّ والدين النبوي في جميع أقواله وأفعاله، كما ثبت في الصحيح عن رسول الله أنه قال: ((من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو ردّ))؛ ولهذا قال الله تعالى : قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ أي: يحصل لكم فوق ما طلبتم من محبتكم إياه وهو محبته إياكم، وهو أعظم من الأول كما قال بعض الحكماء: ليس الشأن أن تحبّ، إنما الشأن أن تُحَبَّ".

وحبّ سنّة رسول الله من حبّ رسول الله ، يقول عليه الصلاة والسلام: ((من أحب سنتي فقد أحبني، ومن أحبني كان معي في الجنة))، ويقول رسول الله : ((ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحبَّ المرء لا يحبّه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ نجاه الله منه كما يكره أن يقذف في النار)) أخرجه البخاري في الإيمان (15) ومسلم في الإيمان (60)، ويقول عليه الصلاة والسلام: ((أبغوني ضعفاءكم، فإنما ترزقون وتنصرون بضعفائكم)) أخرجه أبو داود (1594) والنسائي (3179) والترمذي (1702) وقال: "حسن صحيح" وصححه الألباني في صحيح الجامع (41).

ويروى عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: ((اللهم أحيني مسكينًا، وتوفني مسكينًا، واحشرني في زمرة المساكين)) أخرجه عبد بن حميد والبيهقي عن أبي سعيد، والطبراني والضياء عن عبادة بن الصامت، وصححه الألباني في صحيح الجامع (1261).

أتاه شابّ من شباب مكة وقد أخذ أهله كل شيء عنده لأنه أسلم، جريمته الكبرى أنه أسلم، أخذوا ماله، وخلعوا ثيابه، فما وجد إلا شملة قسمها نصفين: نصف لأعلاه، ونصف لأسفله، فلما رآه النبي عليه الصلاة والسلام أجهش بالبكاء في وجهه، وقال: ((رأيته من أغنى شباب مكة، ومن أطيب شباب مكة، ثم ترك ذلك كله لله))، إنه عبد الله ذو البجادين، وسمي بذي البجادين لأنه قسم الشملةَ على نصفين ليستر بها جسده، وأتى جائعًا طريدًا معذّبًا يحمل "لا إله إلا الله محمد رسول الله".

وتمر الأيام والرسول عليه الصلاة والسلام يملأ قلبه حبًا وحنانًا وعطفًا ورحمة، ويخرج معه في غزوة تبوك، وينام الجيش وعدده أكثر من عشرة آلاف، وفي وسط الليل يستيقظ ابن مسعود رضي الله عنه فيرى نارًا تضيء في آخر المعسكر، فيلتمِس الرّسول عليه الصلاة والسلام فلا يجده في مكانه، ويبحث عن أبي بكر فلا يجده، ويبحث عن عمر فلا يجده، فيذهب إلى مكان النار فإذا الرسول عليه الصلاة والسلام حفر قبرًا ونزل في القبر وسطَ الليل، وإذا أبو بكر وعمر يحملان جنازة يدليانها في القبر، فقال ابن مسعود: من هذا يا رسول الله؟ قال: ((هذا أخوك عبد الله ذو البجادين، توفي هذه الليلة))، ويجعل عليه الصلاة والسلام ساعده تحت خدّ عبد الله ودموعه تتقاطر على خدّ عبد الله في ظلام الليل، فلما أنزله قبره رفع كفيه واستقبل القبلة وقال: ((اللهم ارض عنه فإني أمسيت عنه راض، اللهم ارض عنه فإني أمسيت عنه راض))، فبكى ابن مسعود وقال: يا ليتني كنت صاحب تلك الحفرة. قال الهيثمي في المجمع (9/372): "رواه البزار عن شيخه عباد بن أحمد، وهو متروك".



الخطبة الثانية


الحمد لله حمدًا حمدًا، والشكر لله شكرًا شكرًا، وأشهد أن لا إله إلا الله رب العالمين، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله المعلّم الأمين والمبعوث رحمة للعالمين والبشير النذير والسراج المنير والقائد النحرير، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين إلى يوم الدين.

أما بعد: فاتقوا الله عباد الله.

والسؤال الذي يطرح نفسه هو: كيف نحب النبي ؟

إن حبه يكون بتعظيمه وتوقيره واتباع سنّته والدفاع عنها ونصرة دينه الذي جاء به، وبمعنى آخر أن نحبه كما أحبه أصحابه رضوان الله عليهم.

هذا خبيب بن عدي رضي الله عنه مصلوبًا على خشبة القتل عند قريش، يقولون له: أتحبّ أنك سالم في أهلك وأن محمدًا مكانك؟ فيقول: والله، ما أحب أني سالم في أهلي وتصيب محمدًا شوكة. إنه لا يجعل قتله كفاء لقتله، ولكنه يرى موته هو أهون عليه من أن يصاب رسول الله بأدنى أذى حتى الشوكة.

والحسن البصري جاءنا بمثلٍ جميل في حب الجمادات لرسول الله ، ذكر قول النبي في جبل أحد: ((أحد جبل يحبنا ونحبه))، والجذع الذي كان يخطب النبي عليه، فلما بني المنبر طلع يخطب على المنبر فإذا الجدع يحنّ إلى رسول الله ، وسمع له الناس حنينًا، فنزل النبي من على المنبر فوضع يده على الجدع فسكّنه فسكن. كان الحسن البصري رحمه الله إذا ذكر حنين الجذع وبكائه يقول: "يا معشر المسلمين، الخشبة تحنّ إلى رسول الله شوقًا إلى لقائه، فأنتم أحق أن تشتاقوا إليه".


__________________

المناضل السليماني غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس