رد : طاعن في السن .. يناديكم !!!
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسين أبوعيبه
طاعن في السن .. يناديكم !!!
كنت في رحلة إستجمام لم يذهب معي إلا أنيسي .. وصديقي الوفي .. الذي لا يقارقني .
نتبادل الأفكار .. نطرح الحلول .. لعلنا نأتي بجديد
وبينما نحن في جلسة مصارحة .. سمعت صوت .. أتى
من بعيد .. يذهب تارة ويعود تارة .. تجاهلته ظنا مني
بأن الصوت من أدراج الماضي .. لكن أتى ما لم يكن
بالحسبان .. قرب مني الصوت .. أدرت وجهي فإذا بي
أجد رجلا طاعنا في السن .. يصرخ و يأن بصوت حزين..
هيئته تخيف الأعين .. ثياب رثّه .. وجه شاحب ..
أمسكت بيده ..أشفقت عليه .. دعوته لأكرمه ..ولأرى ما به من ألم .. قال : أنتم !! أنتم !!
حاولت أن أتفهم ... لكن بلا جدوى ... قلت : أني أحبك .. قال : لا تبالغ !! أنتم سبب مرضي .. وحزني
بعد أن كنت في قلوبكم و ألسنتكم .. لكن أنا الآن
وراء أظهركم !! لا تبالون بي .. وأصبحتم تمزقونني .. وتذكروني بالتخلف والعودة للوراء ... بعد أن حفظت لكم مجدكم ..
نعتموني بالكذب .. وصغاركم يدسون في أطرافي السم .. ليقولوا : أنهم كانوا وكانوا .
غادر وحمل أمتعته .. وغادر هذا الشيخ بلا هوية تذكر .
تتبعت خطواته حتى دخل مكانا مظلما ..فإذا به يبكي
ويقول : انتهى زماني .. يالله .. انتهى زماني !!!!
وأخذ يحفر قبره بيده .. واليأس يحاصره وسط رقابة من
المجهول .. وآخر كلمة سمتعها منه : رحمك الله يالتاريخ .. لم
يعد لك مكانا .
عدت وأسرعت إلى هنا ... أطلب منكم النجدة لإنقاذ المسن من حفرة النسيان .
فاصلة /
شيخي الطاعن في السن .. محبتك لم تبرح قلبي .. فأنت مستودع العلوم ... إني أحبك إلى مرتبة الجنون .
دمتم لمحبكم |
لقد عرف هذا الشيخ من يقصد ليحاوره
ويعرف أنه سينصفه ...
حكاية هذا الشيخ تحكى منذ عصور الزمن وهناك من جالسه وحاوره سنين وسنين
ومع كل هذا لا زال يشتكي ولن يكف ..
؛؛؛
أنه ينادي من يشاركه همه
لعله يقلص هذه الجفوة ويربط بين أطرافه ليكون حلقة واحدة تحكي
لكل العصور بريقه وصبره وانتصاراته ويبنى عليها لتكون كالجسد وصلة بعد وصله ...
؛؛؛
لن يغادر هذا الشيخ دون تدوين عنوانه وهويته فهو منا ونحن منه
نشم عبقه رغم طول زمنه وهو كالعنبر ودهن العود كلما طال وقته عرفنا قيمته
وجذوره ...الخ
؛؛؛
حسين أبوعيبه
؛؛؛
كان هذا الطاعن في السن محقا عندما قصدك
أتعرف لماذا؟؟
,,,,
لأنك ستحتضنه بكل إخاء
وتنصفه وتدونه بكل وفاء
وتدافع عنه بكل قطره دماء
,,,,
لقد سخرت
يراقك لتطربه
وفكرك لتسعده
وعضدك لتنصفه
وبياض وورقك لتواسيه
,,,,
شكرا لهذا الطرح الخفي
المبطن بأن بعد الشباب شيبا
وبعد العزة هرم
وبعد التاريخ تاريخ لعله يعيد عزه ومجده ..
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
نفضت الغبار عن زمنِ كدت أعرفه *** وسارت بي الخطى خطوة في سراديبه
ودمت بودّ
هذا الشيخ الذي سامرك دون أن يحدث صوتا يزعج من حولك
له مجد تليد لعل الله أن يعيده علينا بالخير ...