هداية الحيران فيما كتب على الجدران …
والجدار لغة جمع جدار .. والجدار مايبني بين شيئين بحيث يفصل بينهما ليمارس المتلصصون هوايتهم. ويروى ان اول جدار عمله احد الملوك القدماء لابنته لانها كانت تحب استراق السمع فبنى لها جدار ووضعها خلفة للتسترق السمع له هو وزوجتة. وتطور الامر بعدها ليأخذ الجدار اشكالا والونا مختلفة.
بدأت الجدران تأخذ اهميتها شيئا فشيئاً فبعد ان ذكرها العشاق في قصائدهم كما هو الشاعر الذي قال
امر على الديار ديار ليلى
اقبل ذا الجدار وذا الجدار
وماحب الديار شغلن قلبي
ولكن حب من سكن الديار
فالشاعر عشق الجدار بسبب ماهو موجود خلف الجدار. لكن لم يصل لعلمي مايبين هل خط الشاعر شعره على الجدار ام اكتفى فقط بترديد العبارة وان كان كتب الشعر على الجدار فلا علم لي بنوع القلم ومن قال لا اعلم فقد افتى
وفي العصر الحالي اكتسبت الجدران اهمية كبيرة جدا لم تصلها في يوم من الايام ويرجح بعض من يحمل العلم ان ذلك بسبب الانفجار السكاني الذي تعيشة اليابسة .. فالجدران اصبحت متنفسا للسياسيين والاصلاحيين فمن ( انا اشهد ان الشرطة ورطة ) مرورا بـ( لولا الاطباء لعاش الناس سعداء) ووصولا الى ( صحن كشرى انفع من ريس عربي) ..
ومانعيشة اليوم من واقع مزري يحتم علينا تفريغ شحنات الغضب بين الحين والاخر ولان التفريغ اصبح من المحرمات في المجتمعات العربية التي تكفل حرية الرأي للفرد والجماعه ويهمها الانصات للرأي والرأي الاخر مالم يتعارض مع مصلحة البلد او مصلحة الريس او زوجة الريس او ابن الريس او ابن خالة الريس او ………………. كل معارف الريس .. وعلى اثر ذلك مارس افراد مجتمعاتنا العربية تلك الحرية وطبقوها افضل تطبيق واتجهوا الى الجدران ليمارسوا حريتهم في التعبير فخرج لنا كم هائل من المثقفين والرسامين والاصلاحيين فاصبخ لدينا مثقف لكل مواطن واصلاحي لكل مواطن ..
ويروي لي اكثر من رجل ان منتديات الانترنت وايضا المدونات كانت فكرتها الاساسية من الجدار فسهولة اقتناء جهاز حاسب الي وانشاء منتدى انترنت او مدونة مثل سهولة اخذ القلم والكتابة على الجدار
وللجدار الفضل في تنمية حب الكتابة للاطفال فلايكاد يخلو منزل من اثار (( شخبطة )) على الجدار والتي تبين لنا الاحرف الاولى التي بدأ يخطها الاطفال وهذه احد الامور التي ينزعج لها الوالدين خصوصا بعد ارتفاع الاسعار وصعوبة شراء بوية (( او دهان )) جديد لاعادة دهان جدار البيت .. وهذا مادعا الفنانة نانسي عجرم ان تتوجه بفنها (( ورسالتها السامية )) للاطفال وتخاطبهم بكل احترام بعيدا عن الضرب والعقاب بقصيدتها العصماء التي تقول في مطلعها (( شخبط شخاببط .. لحبط لخابيط )) وتفيد اخر الاحصائيات انخفاض كبير وملموس في اعداد الجدران المصابة و كذلك في مبيعات الدهانات..
وايضا استخدم الجدار في الحروب وبالأخص في السيطرة وحصار العدو واخر استخدام لها ما اعلنته العزيزة مصر من انها شرعت في بناء جدار على بطول ثلاثة امتار على الحدود حتى لاتتكرر مشكلة تحطيم الجدار الجدودي مرة اخرة وانها بدأت بالفعل وانهت تقريبا ثلاثة كيلومترات من الجدار ..
وهناك ايضا الجدار الذي يفصل اسرائيل عن باقي المناطق الفلسطينية وايضا جدار الاعظمية في العراق .. ويبدو انا الدول العربية ستمتليء عما قريب بجدران تفصل بعضهم عن بعض فكل قبيلة ستبني جدار ليفصلها عن الاخرى (( وياقلب لاتحزن ))