حديث الجمعة ( 30 ) 14/10/1428هـ
بسم الله الرحمن الرحيم
عن عائشة بنت سعد أن أباها قال : اشتكيتُ بمكة شكوى شديدة فجاء النبي صلى الله عليه وسلم يعودني فقلتُ : يارسول الله إني أترك مالاً وإني لم أترك إلا ابنةً واحدة أفأوصي بثلثي مالي وأترك الثلث؟ قال : لا . فقال : أُوصي النّصف وأترُكُ النصف؟ قال " لا . قال : فأوصي بالثلث وأترُكُ لها الثلثين؟ قال : " الثلث والثلث كثير " ثمَّ وضع يده على جبهتي ثم مسح وجهي وبطني ثم قال : " الهم اشفِ سعداً وأتمَّ له هِجرتهُ فما زِلتُ أجِدُ بضرد يَدِهِ على كبدي فيما يُخالُ إليّ حتّى الساعة.
( تخريج الحديث )
أخرجه البخاري في الأدب المفرد ومسلم في صحيحه
( شرح الكلمات )
فيما يُخال : بمعنى يُخَيّل ، خال الشيء يَخَاله : يظنه وَتَخَيَّلَه : ظَنَّه.
بَرْدَ يَدِهِ : وذُكّر باعتبار العضو أو الكف أو المسح
( فقه الحديث )
1 – عيادة المريض حق للمسلم على أخيه المسلم.
2 – استحباب المسح على المريض وأن ذلك فيه تأثير وتأنيس للمريض.
3 – الحكمة في تحديد الوصية بالثلث أنّ صاحب المال إذا تصدق بثلثه وأبقى الثلثين بين ابنته وغيرها لا يصيرون عالةً ، ولو تصدق بثلثيه مثلاً ثم طالت حياته ونقص المال وفنى فقد تجحف الوصية بالورثة ، فرد الشارع الأمر إلى شيء معتدل وهو الثلث.
4 – فيه الحث على صلة الرحم والإحسان إلى الأقارب والشفقة على الورثة.
5 – وفيه مراعاة العدل بين الورثة والوصية
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم