مشرف مجلس التربية والتعليم
تاريخ التسجيل: Jul 2006
الدولة: نجد
المشاركات: 8,288
المخدرات وأثرها الصحي والنفسي ... قصص وروايات دروس وعبر
متعافون يروون لـ«لوئام» قصص تورطهم بالمخدرات
تحقيق – ماجد الصالح ( الوئام ) :
الحياة السوية مطلب وطموح كل إنسان يعمل عقله ووجدانه في سبيل صلاحه وصلاح مجتمعه .. وما سواها يعتبر شذوذاً خاصة في بلد محافظ مثل بلادنا الغالية التي يتميز سكانها بقوة الوازع الديني والتمسك بالموروث الأصيل، لكننا لسنا بمعزل عن العالم فما حدث له من تقلبات عكست موازين الحياة وأثّر بدوره على أصحاب النزعات والأهواء فقادهم إلى أمور لا تحمد عقباها وسلكوا طرقاً مظلمة وقاسية نهايتها العذاب والذل والفساد..
«الوئام » التقت بمن سلك هذا الطريق وممن ابتلي بداء«المخدرات» الذي رماهم في الظلمات .. حيث تحدث عدد ممن خاضوا هذه التجربة وعافاهم الله مما ابتلوا به وذلك من موقع أحد مراكز التأهيل النفسي كذلك إبراز أهم جوانب طرق العلاج والعوامل الرئيسية للوقوع بالمخدرات فإلى التفاصيل ..
كل ما يملك مقابل السموم
تحدث أحد المتعافين «ب م» متزوج وله ثلاثة أولاد الذي لازم المخدرات عشرين سنة ولكنها متقطعة وقال: بدايتي الفعلية مع الحبوب المخدرة كانت قبل عشرين سنة في أوقات الامتحانات حيث كنت استخدمها للمذاكرة والسهر وكنت واضعاً في ذهني أنها فترة مؤقتة وستنتهي إلا أنها «والدموع تذرف» استمرت معي سنوات كثيرة رأيت فيها العذاب وكنت بعيداً عن الله لا أصلي وكثير العصيان لوالدي وحتى زوجتي وأولادي كنت مقصراً معهم بل إني صرت أقسو عليهم وأضربهم كما أنني كنت كثير السرقة من والدي وأخي وزوجتي التي بعت جميع مجوهراتها وحتى بعض ملابسها، وكذلك أثاث المنزل ولا تصدق أنني بعت سيارتي لأشتري هذا الداء الخطير.
وأضاف كنت أتحايل على أقربائي بأنني مديون ولا أستطيع الإيفاء فبمجرد ما أقبض منهم أتوجه فوراً لشراء العذاب والنكد والألم والذل.
والدتي مرضت ثم توفيت بسببي «وقف عن الحديث برهة يبكي» كنت أنام في الطرقات ولا أهتم بأي شيء سوى بالمخدرات التي كانت وباء علي أفسدت حياتي وحياة أسرتي، فصلت من العمل بسبب الإدمان، لا أريد أحدا أتهرب من أصدقائي أقربائي جميع الناس لا أريد من الدنيا سوى المخدرات فقط حتى أولادي لا أطيق رؤيتهم.
وبعد أن كفكف دموعه أضاف قائلا: دخلت السجن بما يقارب الخمسة شهور وذلك بسبب المخدرات، ولكنني لم أبال عدت بعد ذلك لتناول المخدرات بعد خروجي لأنني وبكل أمانة بعيد عن الله لم أركع لله لأكثر من عشر سنوات «نسأل الله أ يغفر لنا ذنوبنا».
وعن قصة توبته بعد المعاناة التي عاشها قال: توبتي من هذا الداء يعود الفضل فيها لله ثم لزوجتي التي صبرت عليّ وكانت تستر عليّ وعلى أفعالي، حيث كنت ذات مرة أتحدث مع زوجتي، وبغياب أبنائي عن أمور لا أعلم ما هي حتى الآن، وقالت لي: بالحرف الواحد وكانت «جادّة» في أسلوبها وكلامها الانفصال أو العلاج، وعندما رأيتها تبكي وتتوسل إليّ اخترت العلاج بعد تفكير عميق وذهبت برفقة أحد أقربائي لمركز التأهيل النفسي وعندما دخلت وجدت عالماً آخر معاملة طيبة، علاج نفسي، الدعوة إلى الله، المحافظة على الصلوات. حقيقة كنت غافلاً عن هذا المركز والعاملين فيه الذين أقدم لهم الشكر الكبير ولمسئوليه وكذلك لوحدة المخدرات بالمركز.
وبابتسامة عريضة يضيف قائلاً: الحمد لله كما تراني أمامك منّ الله عليّ بالهداية والصلاح ونسأل الله أن يبعدنا وأبناءنا أصدقاء السوء لأنه نقمة كبيرة وطريق للهلاك وأحب أن أختم حديثي بكلمة «أرجو أن تكتبها»: شكراً يا زوجتي.
حبة الندم
وتحدث أحد المتعافين «ي ع» متزوج وله خمسة أولاد عن قصته مع السموم قائلاً: عشت مع المخدرات سبع سنوات ولكنها على فترات، وكانت بدايتي معها هو أنني كنت أذهب يومياً إلى «مزرعتنا» برفقة والدي وكنت أجتهد في العمل، وفي مرة من المرات التي كنت أجلس فيها مع أصدقائي وكنت أتحدث لهم عن الجهد في العمل وان الشغل في المزارع متعب وما إلى ذلك، فعرض عليّ أحد الأصدقاء «حبة» تزيل التعب وتجعل اليوم يذهب بدون أي جهد، فوسوس لي الشيطان وأخذتها هدية منه وصرت أطلبها كل يوم حتى فاجأني وقال لي: ادفع حتى أعطيك فوافقت حتى أدمنت عليها.
وأضاف: معاملتي تغيرت إلى الأسوأ مع والدي وزوجتي وأولادي لا ألقي لهم بالاً.
وأوضح انه ما زال يتذكر هذا الموقف العصيب الذي لن ينساه طيلة حياته في هذه الدنيا حيث يقول: كنت دائم الشجار مع زوجتي بسبب منعها الدائم لي باستخدام هذه المخدرات وعندما اعتلت الأصوات تدخّل الوالد ليفكّ هذا النقاش إلا أنه تفاجأ برد قاس من قبلي ورفعت صوتي عليه وعلى والدتي التي كانت واقفة تنظر إلى ابنها ماذا أصابه. وخرجت بعد ذلك من المنزل وعندما عدت إليه بعد بضعة أيام تفاجأت بأن الحزن يملأ أرجاء المنزل وإذا والدي الذي رفعت صوتي عليه قد «مات مات?» كررها وهو يبكي والدموع تذرف بشدة.
وبعد بكاء لم يدم طويلاً قال: أرجو أن تعذرني لأن الموقف أشد مما تتصور، حيث انه بعد وفاة والدي اجتمع بي عدد من أقربائي، وممن يشهد لهم بالصلاح والهداية وعرضوا عليّ العلاج وبعد إلحاح وإقناع «من أجل مصلحتي» قررت الموافقة على أن يتم ذلك دون علم أحد. وذهبوا بي إلى مركز التأهيل النفسي ولك أن تتصور ما في هذا المركز من فائدة كبيرة حيث إنني وجدت معاملة أكثر من رائعة لم أجدها من قبل «الأخصائيون» فيه يعاملونك على أنك مريض ولست «مجرما» جميع الإمكانات متوفرة مهما تحدثت فلن أوفي المركز والعاملين فيه حقهم لأنه أنقذني بعد الله من هذا الداء.
يطلب من والده الميراث
المتعافي «ع س» متزوج له أربعة أولاد يحكي قصته عن بدايته لدخوله عالم المخدرات ويقول: قبل عشرين سنة كانت هي البداية الحقيقية لتناولي المخدرات وذلك بعدما عرض عليّ أحد رفقاء السوء في العمل حبوباً قاصداً من خلال هذا العرض الخير لي وبذل الجهد في العمل دون تعب، وبدأت آخذ كل يوم حبة حتى أصبحت من المدمنين قالها وهو يطأطئ برأسه ويتحسر على ما فات والدموع تذرف.
دخلت عالم المخدرات وأي عالم ... شجار مع الوالد والوالدة رفع الصوت عليهم حتى إنني ذات مرة رفعت الصوت على والدي مطالباً إياه أن يبيع البيت ويعطيني حقي حتى أتمكن من شراء الحبوب المخدرة وصل بي الأمر إلى هذا الحد تصور.
كنت أضرب زوجتي عندما تتحدث أو تطلب شيئاً، أولادي لا يطيقون رؤيتي، كانوا أولاداً دون أب رغم حياته إلا أنه بعيد عنهم كل البعد وهو أنا الذي لم أعطهم حقهم.
وبعد معاناة دامت سنوات عديدة لم أذق فيها طعم الراحة كنت بعيداً عن الخالق جلّ وعلا، لم أفكر يوماً أن أطلبه كان همّي الوحيد هو الحصول على المال لكي أشتري الحبوب المفسدة..
التقيت أحد أصدقائي الذين كنت أجلس معهم وجدته غير السابق وجهه منور ومبتسم فسألته عن حاله، وماذا حلّ به، فذكر لي أنّ الله سبحانه وتعالى عافاه وهداه إلى الطريق المستقيم، وانه دخل مركز التأهيل النفسي وعولج فيه وهو الآن كما يرى بدون رجعة إن شاء الله. وبينما يدور النقاش بيننا عرض عليّ الذهاب إلى المركز فوافقت، وحقيقة وجدت العناية الكاملة فيه استقبال حافل من قبل الجميع أخصائيين وأطباء وحتى رجال الخير كانوا دائم النصح لنا والوقوف بجانبنا والتذكير بالله سبحانه وتعالى.
الحمد لله كما تراني أعيش بنعمة كبيرة علاقتي مع أهلي وأولادي وأقربائي جيدة أحافظ على الصلوات بأوقاتها لا أسأل سوى الله الذي يمهل ولا يهمل . اللهم أبعد عنا الشر وأهله .. آمين.
حكايتي مع طفلتي !!
كما تحدث أحد المتعافين «ب م» متزوج وله من الأولاد سبعة وقال: حياة المخدرات ذل وإهانة واحتقار تقبل بأي شيء وتوافق عليه من أجل الحصول على المخدرات حتى أصدقاء السوء تبحث عنهم لأنهم هم من يمهدون لك الطريق للحصول عليها..حياة نكد وبؤس كانت في البداية حب استطلاع وأصبحت يومياً ولمدة عشرين سنة عشت فيها جميع أنواع أساليب المعيشة المهينة والذليلة.
كانت بداية الطريق إلى هذا العالم المظلم صديق سوء عرض عليّ بل وأصرّ عليّ أن استعملها لأنها على حد قوله تجلب السعادة وتنشط الجسم بكامله. وافقت وليتني لم أوافق قالها وهو «يتنهد» وسلكت بعدها الطريق من حيث لا أعلم وصدقني إذا قلت لك إنني لا أعلم كيف استمررت عليها لأنها «تجرّك» رويداً رويداً حتى تقع في المصيدة التي ترفض أنت الخروج منها كيف لا، ونحن لم نذكر الله إلا قليلا والصلاة التي هي عماد الدين لا نعرفها..
كنت كثير الضرب لزوجتي وأولادي بمجرد أن يطلبوا مني شيئاً. الأولاد إذا رأوني أقبلوا لاحتضاني ولكن لا حياة لمن تنادي كنت لا ألقي لهم بالاً غليظ عليهم.
وأذكر ذات مرة كنت جالساً بالمنزل وأتت إلي ابنتي عمرها ست سنوات، البراءة في وجهها وقالت لي: لماذا يا أبي لا نشاهدك إلا قليلاً ولا تضحك معنا وكانت تقوم بحركات (طفولية) معي كالصعود فوق ظهري وما إلى ذلك، وكنت مكتوم منها لأنني لم اعتد على الحنان، وعندما طلبت مني أن اشتري لها لعبة مثل صديقاتها في المدرسة ضاقت بي الدنيا وكان الوقت ليلاً، فقمت وضربتها ضربا مبرحا وأمسكت بيدها وفتحت باب الشارع وأخرجتها فبدأت تتوسل إليّ وأنها لن تطلب مرة أخرى فأعدتها بعدما تدخلت أمها.
ثم سكت (برهة) وقال: تخيل أضرب ابنتي وأرميها في الشارع بسبب لعبة. إنها المخدرات، قالها بصوت عال.
وأضاف: عشت جلّ حياتي في ذل أبحث فقط عن المال لاشتري ما أريد من دمار وفساد. خرجت ذات مرة من منزلي وإذا بأحد رجال الحي يقف ويسلم عليّ بحرارة وأنا حقيقة متضايق.
وقال لي: أريدك في موضوع معين، وبعد إصراره ركبت معه في سيارته وأخذ يموج بي في شوارع المدينة يذكرني بالله وأنه لم يشاهده يصلي معهم في المسجد منذ فترة وإلى متى سيكون على هذا الحال. فبدأ يدخل كلامه إلى ذهني خصوصاً وأنه يملك أسلوباً رائعاً في التأثير والإقناع فجزاه الله خير الجزاء.
وبعدما انتهينا من الحديث أو بالأصح انتهى هو، اتفقنا على أن يذهب بي إلى مركز التأهيل النفسي الذي بإذن الله ومع الإرادة والعزيمة سيكون سبباً في الصلاح والهداية والخلاص من الدمار والفساد، وبالفعل لم يخب ظني فيه، فالحمد لله أعيش حالياً بعز ووقار وتعاملي مع أسرتي أكثر من جيدة حتى ابنتي التي ضربتها (أبشرك) أنني اشتريت لها لعبتين وليست واحدة قالها ضاحكاً.
طرق العلاج
بعد المآسي التي استعرضناها من أفواه (المتعافين) أنفسهم والذين عبروا عن سعادتهم الغامرة بأن منّ الله عليهم بالهداية والصلاح. يتساءل البعض عن أبرز طرق العلاج التي يتم من خلالها علاج المدمنين.. وهل الإدمان يتفاوت من درجة لأخرى؟ وكذلك أبرز المشاكل التي يتعرض إليها هؤلاء المدمنون.
«الوئام» التقت الدكتور سيد الريس المدير الطبي بأحد مراكز التأهيل النفسي الذي قال: إن طرق العلاج تختلف من حالة لأخرى حيث إن هناك علاجاً للحالات التسممية وهي عندما يأتي المدمن وقد تعاطى كميات كبيرة من المواد المخدرة والمنشطة يكون في حالة تسممية ويلزمه علاج دوائي حتى يتخلص الجسم من هذه المواد التي قد تستمر عدة أيام.
كذلك طريقة علاج الأعراض الانسحابية وهي عندما يصل الشخص المتعاطي إلى حالة شديدة من الإدمان فمعنى ذلك أن الجسم قد تعود على هذه المواد فإذا حجبت عنه لأي سبب من الأسباب تحدث له أعراض معينة حسب المادة التي كان يتعاطاها وهذه الأعراض قد تكون شديدة لذلك يجب أن يعالج المدمن بعلاجات دوائية للسيطرة على هذه الأعراض التي قد تستمر لمدة أسبوع أو عشرة أيام، وحقيقة أستغرب ممن يعتقد أن بداية العلاج هو إعطاء المدمن (حقنة) من المخدر الذي كان يستخدمه، بل الصحيح هو إعطاؤه مواد دوائية تكون بديلة للمخدر الذي يستعمله وإلا لما سمي علاجاً.
وأضاف أن هناك طريقة العلاج النفسي حيث انه بعد فترة العلاج التسممي والأعراض الانسحابية يلزم المريض أن يعالج نفسياً مما كان يعانيه من بعض الحالات النفسية كالقلق والاكتئاب أو الافتراضات الشخصية التي كانت تدفعه للتعاطي، كما أن هناك طريقة أخرى وهي العلاج المعرفي فتجد أن معظم المدمنين عندهم أفكار خاطئة عن فوائد المواد التي يتعاطونها فبعضهم يعتقد أن لها فوائد عن فوائد جسمية وجنسية ونفسية فمثلاً (الأبيض) يزيد النشاط والتركيز والخمور بأنواعها يشعران المتعاطي بسعادة غامرة، وحتى لو كان هناك شيء من الصح لهذه المعتقدات فإن أضرارها أكبر بكثير من هذه الفوائد. قال تعالى: (وإثمهما أكبر من نفعهما)..
هذه الأفكار التي تتولد لدى المتعاطي لا بد من مناقشتها مع المريض والتركيز على أن وهم السعادة والنشاط يكون مؤقتاً.
وعن الأمراض العضوية والنفسية التي تنتج عن الإدمان قال: هي أمراض مزمنة ودائمة وغالباً ما تؤدي إلى الوفاة أو السجن أو الجنون.
أما عن المشاكل التي تنشأ عن طريق التعاطي فقال: معظم المدمنين عندهم مشاكل اجتماعية في الأسرة وفي الدخل المادي وفي العمل ولا بد من محاولة معالجة هذه الظروف حتى يستطيع الشخص أن يعيش حياة أكثر استقراراً مع تقليل الضغوط الحياتية ما أمكن ذلك حتى لا يلجأ إلى التعاطي كنوع من الهروب من مواجهة هذه الضغوطات المؤلمة.
وذكر الدكتور الريس في مجمل حديثه مواقف بعض المدمنين وقال: إن المدمن ينكر أن المادة التي تعاطاها قد سببت له مشكلة ويأخذ هذا ذريعة على الاستمرار في الإدمان لأنه يستشعر أي مشكلة وبعد مرور بعض الوقت يجد نفسه وقد أصيب بتليف الكبد وتبدو أن نهايته باتت قريبة، أو قد يجد نفسه وقد أصيب بظلالات الشك في أقرب الأقربين، فيعتقد أن زوجته (تخونه) وأن أولاده ليسوا بأولاده وبذلك يقوم بقتلهم. وقد حدث ذلك أكثر من مرة في الحالات التي قمت بمناظرتها.
وأكد في ثنايا حديثه أن بعض المعالجين من الإدمان تجدهم يعودون إليه مرة أخرى وذلك بسبب أصدقاء السوء حيث تجده يقابلهم وبالتالي يكون هناك اشتياق شديد داخلي لمعاودة التعاطي خصوصاً وأن هؤلاء الأصدقاء يشجعونه على ذلك، وسبب مقابلته لهؤلاء الأصدقاء هو أن المريض يخرج إلى نفس المشاكل الأسرية والاجتماعية التي كان يعاني منها قبل دخوله إلى المركز ولكي يهرب من هذه المشاكل يعاود التعاطي كذلك رفض المجتمع له عندما يعرف الناس أن شخصاً قد أدمن فإنهم يتحاشون التعامل معه حتى الأهل يرفضونه ولا يجد من يلجأ إليه سوى أصدقاء السوء فيرتمي في أحضانهم.
واختتم حديثه قائلاً: لو اطلع الناس على المشاكل التي يتعرض إليها المدمن وتحدث له بسبب الإدمان التي غالباً ما تصل به إلى السجن أو الموت أو الجنون، يجد أن بضعة لحظات من وهم السعادة أو زيادة النشاط أو الشعور بالراحة (لا تساوي) أبداً النتيجة الحتمية للإدمان التي ذكرناها سابقاً.
الطرق المؤدية للمخدرات
المخدرات آفة كبيرة.. والوقوع فيها منزلق خطير، وهناك أسباب عديدة للوقوع بها والانجراف بعالمها المظلم.. عن أبرز هذه الأسباب والعوامل التي تجر الشباب إليها.. تحدث ل«الوئام»: الدكتور يوسف بن أحمد الرميح أستاذ علم الإجرام والانحراف وقال: إن من أكبر المصائب التي تواجه أكثر المجتمعات في عصرنا الحاضر «المخدرات»، لأنها تهدم الفرد والأسرة والمجتمع ولها آثارها القصيرة المدى والطويلة المدى، لذا فمن المهم معرفة أهم العوامل التي تؤدي بالفرد خاصة صغير السن للدخول في عالم المخدرات، فأهم العوامل قاطبة وبلا نقاش هي ضعف التدين لدى الفرد والأسرة، لأن الخوف من الله رادع للشخص من الوقوع في المخدرات.
أيضاً من العوامل التي قد تؤدي للوقوع في المخدرات (الأسرة). فالأسرة المتصدعة التي لا يوجد بها رقيب على الابن أو المتوترة كثيرة المشاكل وكثيرة العنف بين أفرادها أحياناً تجد الابن يعرب للخارج هرباً من الجو الملوث داخل المنزل، وهذا ما قد يوقعه في مصيدة أصدقاء السوء الذين يزينون له استعمال المخدرات ويمهدون الطريق له.وأضاف أنه على الوالدين خاصة الأب أن يختار الصديق الطيب العاقل لابنه، وقد يكون الاختيار صعباً ولكن على الأقل منع الابن من الاختلاط بأصدقاء السوء لأن الصديق يؤثر كثيراً في صديقه. وأوضح أن من العوامل التي قد تؤدي بالابن للانحراف والوقوع في المخدرات اعتماد الأم على الخادمة في تربية الأبناء والخدم عموماً خاصة غير المسلمين قد ينقلون ثقافات غريبة عن مجتمع الطفل فيكبر الطفل وتكبر معه توجهات غريبة، وهذا قد يقوده للانحراف المبكر.
كذلك عامل آخر مهم وهو تأثر الابن بالقنوات الفضائية خاصة إذا كان بلا رقيب، فالقنوات الفضائية تنقل الكثير من الانحرافات اللا أخلاقية وتجده يتأثر بها الكثير وللأسف كثير من الآباء يطلقون العنان لأبنائهم لمشاهدة ما يريدون وهذا بلا شك خطر عليهم وعواقبه وخيمة.واستطرد قائلاً: إن إهمال الأبناء خاصة في أوقات الامتحانات أمر رئيس في الوقوع في الفساد حيث أن بعض رفقاء السوء يستغلون هذا الوقت تحديداً فيزين لهم استعمال الحبوب المعينة على السهر المعروفة «بالكبتاجون» وعرضها على أصدقائهم، فواجب الآباء الانتباه لفلذات أكبادهم وقت الامتحانات وخاصة أوقات النوم.
واختتم الرميح حديثه قائلاً: طريق الفساد طويل وعوامله كثيرة لذا يجب أن يهتم كل ولي أمر بما هو مسئول عنه من الأبناء حتى لا يقعوا في أحضان أصدقاء السوء الذين هم السبب الفعلي للانحراف.
حمانا الله جميعا من هذه السموم