اخي ابو ريان

ايها العزيز والغالي

وعليكم ورحمة الله وبركاته

احبك الله وطهر قلبك

بما انني معاق

ومن هذه الفئة

لذا فان سؤالك هذا ناوش القلب

وطاول الفكر مما جعلني اسهب فيه

فالمعاق في هذه البلاد مع ان الدولة قامت رعاها الله في بداية طيبة بعمل جمعيات ومراكز

للمعاقين والرعاية بهم وهناك وزارة للشئون الاجتماعية

عليها مهام وتكاليف كثيرة

ولكن المعاقين في المملكة بكل اشكال اعاقاتهم

وبكل تنوعاتهم الفكرية والجسدية

ما زالو يشكلون عباً على الدولة والمجتمع العام والخاص

ومازالت رعايتهم والاعتناء بهم متقوقعه وغير المأموله

وذلك في شتى المجالات

مازال المعاق يعاني في طفولته

وفي ابتدائيته وفي متوسطته وثانويته وجامعيته

اعانته ضعيفه

وتجهيزاته غاليه

وادواته اغلى

راتبه ضعيف

ومسكنه صعب

وزواجه اصعب

وانجابه متعب

احتوائة من المجتمع غير مقبول

وتختلف صعوبات المعاق بقدر اعاقته

وتزداد في حالة ان كانت انثى

وان كان المعاق يعاني فان اسرته تعاني ايضاً

وذلك ايضاً يختلف باختلاف الاعاقة

لانه

مازال مصيره مبهم وغير واضح

مازال يعاني من التواجد في الاماكن العامة والخاصة

مازال مهتم مغتم من مصيره

مازال يعيش في دوامه

مازال يدور في فراغ ودائره مغلقه

مازال يجهل مستقبله

مازال مختفى في الظلام

اليس له طموح

اليس له احلام

اليس له احساس وشعور

اليس صاحب قلب عطوف

اليس انسان مجروح

اليس بفاقد شي مهم من اعضائه ومن جسده

اليس يفكر ويقرر

اليس صاحب منهج ومبدأ

اليس بصاحب حق ومطلب

اليس ابن هذا البلد وله ولد

الم يكن هذا قدر الله عليه

لذا فان المعاق

مجتهد

بلا نصيب

هو يعمل بجهد اكبر

وهو يعاني من الامرين

وهو من يعرف حق هذه البلاد

وهو من يعرف انه مظلوم من الزمن

ولكنه لم يموت

فقرر الوجود من العدم

قرر المشاركة في التطور والبناء في هذه البلاد الطاهره

فاتنظم في صفوف المتعلمين رغم الصعاب ورغم العناء الذي

يواجهه ورغم المعوقات الجسدية والاجتماعية

الا انه صارع في شتى العلوم فتخرجوا من كل الجامعات رغم عدم تهيئتها لهم ولوضعهم

نعم تخرجوا

وكانوا متفوقين وبارعين

صحيح انهم بعد التخرج عانوا في التوظيف وفي تقبل المجتمع لهم

وفي اقتناع الجهات الحكومية والخاصة بهم وقدراتهم على انهم فاعلين

وقادرين على العطاء والوفاء الوظيفي لاعمالهم

وعلى جدارتهم على احقيتهم في الوظائف المتقدمين لها

وبناء على شهادتهم الا انهم لايقبلون بسبب اعاقتهم

ويقبل من هو اقل منهم شهادة لانه سليم

فهذا هو الاحباط الحقيق للانسان المعاق

وعلاوة على كل هذه الاحباطات التي يعانون منها المعاقين في كل الاتجاهات وفي كل الاماكن الا انهم

لم ييأسوا ... ولم يتهاونوا ... ولم يسكنوا .... ولم يركدوا ...

هم حق ابطال

اقنعوا بقوتهم وبشهاداتهم جميع الجهات وخصوصا الشركات اكثر

حيث رأو ان المعاق يعطي اكثر وينتج احسن من السليم

حيث انه متواجد في مقر العمل بنسبة كبيره

ولا يضيع الوقت في اشياء تافهم حرصاً على مستقبله

فعلا هناك عاقين ابطال وصلوا شهادات الدكتوراه في علوم مختلفه

واصروا على الحياة وعلى صراع حقيقى

ولانني منهم ومعهم فانني اعاني كما يعانون

نعم هناك اوامر سامية ملكيه من الدولة

لصالح المعاق

وهناك قرارات حكومية كثيره في صفهم

وهناك مراكز للمعاقين وجمعيات محترمة ومهم

ولكنها جميعاً لم ترتقي لما هو مأمول منها

ولم تواكب تطلعات المعاق

ولم تلبي جميع احتياجاته وطلباته

ما زال يعاني

ما زال يأمل أكثر

ما زال يحلم

وما زال يطمع بشي أكبر

وبشكل أفضل

ان مشاكل المعاقين يضق بها الافق في بالي انا

ربما لانني معاق منهم وفيهم وربما انني مررت بما مروا به

ولما عانيت مما عانوا

لذا فان شعورنا واحد

ومشاكلنا واحده

ومتطلباتنا واحده

ذكرت منها شيً بسيط

مما جاء في فكري

ولاح في خاطري

وبدون ترتيب لخواطري المتلاطمه

كامواج البحر الهائج

والتي ثارت كل العاصفة

مع سؤالك الذي لامس ما في خاطري

اسف على الاطالة

وهذا غيض من فيض

عسى الله يعين دولتنا الحبيبة

في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين

حفظه الله ورعاه من كل مكروه

وسياسة وتوجهاته التي في شيً كبير لصالح المعاقين

لذا فانني ان عاتبت قليلاً

الا انني اشكر كل الجهود المبذوله

في هذا الشأن

====
انتهى وفي القلب بقيه

__________________
خيلا الشدقاء ابن عياف

كم هي جميلة شبكتنا .. وكم هي كبيره بكم
فشبكة قحطان بكم ولكم
فلننهض بها
بصدق وأمانه
وبلا تذمر


قحطان في شبكة قحطان

((يداً بيد ))

(( قلباً بقلب ))

(( لترتقي شبكتنا وتتطور ))