عرض مشاركة واحدة
قديم 18-05-2007, 01:20 AM
  #1
أبوسالم
عضو فضي
 الصورة الرمزية أبوسالم
تاريخ التسجيل: Feb 2006
المشاركات: 1,067
أبوسالم is a name known to allأبوسالم is a name known to allأبوسالم is a name known to allأبوسالم is a name known to allأبوسالم is a name known to allأبوسالم is a name known to all
افتراضي انـقـراض الدنيا والنفخ في الصور..

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين:

أخرج ابن جرير في تفسيره ، والطبراني في الطوالات ، وأبويعلى في مسنده ، والبيهقي في البعث ، وأبوموسى المديني في الطوالات ، وعلى بن معبد في كتاب الطاعة والعصيان ، وعبد بن حميد ، وأبوالشيخ في كتاب العظمة ، عن أبي هريرة قال : حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إن الله لما فرغ من خلق السماوات والأرض ، خلق الصور ، فأعطاه إسرافيل فهو واضعه على فيه شاخص ببصره إلى العرش ينتظر متى يؤمر ، قلت : يارسول الله ! وماالصور ؟ قال : قرن . قلت : كيف هو ؟ قال : عظيم . إن عظم دائرة فيه لعرض السماوات والأرض لينفخ فيه ثلاث نفخات : الأولى : نفخة الفزع ، والثانية : نفخة الصعق ، والثالثة : نفخة القيام لرب العالمين ، فيأمر الله إسرافيل بالنفخة الأولى ، فيقول : انفخ نفخة الفزع ، فيفزع أهل السماوات والأرض إلا من شاء الله ، ويأمره تعالى ، فيمدها ، ويطيلها ، ولايفتر ، وهي التي يقول الله فيها : { وماينظر هؤلاء إلى صيحة واحدة مالها من فواق } . [ ص : 15] . فتسير الجبال سير السحاب فتكون سراباً , وترتج الأرض بأهلاها رجاً ، فتكون كالسفينة الموقورة في البحر تضربها الأمواج تكفأ بأهلها كالقنديل المعلق بالعرش ، ترجحه الأرواح ، وهي التي يقول الله عز وجل : { يوم ترجف الراجفة تتبعها الرادفة } . [ النازعات : 6 - 7 ] . فتميد الأرض بالناس على ظهرها ، فتذهل المراضع ، وتضع الحوامل ، وتشيب الولدان ، وتطير الشياطين هاربة من الفزع ، حتى تأتي الأقطار ، فتتلقاها الملائكة ، فتضرب وجوهها ، فترجع ، ويولى الناس مدبرين ينادي بعضهم بعضاً ، فهو الذي يقول الله عز وجل : { يوم التناد ، يوم تولون مدبرين } . [ غافر 32 - 33 ] . فبينما هم على ذلك إذ تصدعت الأرض ، فانصدعت من قطر إلى قطر ، فرأوا أمراً عظيماً ، ثم نظروا إلى السماء فإذا هي كالمهل ، ثم انشقت فانتثرت نجومها ، وخسفت شمسها وقمرها ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : والأموات يومئذ لايعلمون بشئ من ذلك ، قلت يارسول الله فمن استثنى الله في قوله : { إلا من شاء } ؟ قال : أولئك الشهداء ، وإنما يصل الفزع إلى الأحياء وهم أحياء عند ربهم يرزقون فوقاهم الله شر ذلك اليوم ، وأمنهم منه ، وهو عذاب يبعثه على شرار خلقه ، وهو الذي يقول الله فيه : { ياأيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شئ عظيم ، يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وماهم بسكارى ولكن عذاب الله شديد } . [ الحج 1 -2 ] . فيمكثون في العذاب ماشاء الله ، ثم يأمر الله إسرافيل فينفخ نفخة الصعق ، فيصقع أهل السماوات والأرض إلا من شاء الله فإذا هم خمدوا ، جاء ملك الموت إلى الجبار ، فيقول : يارب .. مات أهل السماوات والأرض إلا من شئت ، فيقول الله ــ وهو أعلم بمن بقي ــ : فمن بقي ؟ فيقول : أي يارب بقيت أنت الحي القيوم الذي لايموت ، وبقيت حملة العرش ، وبقي جبريل وميكائيل ، وبقيت أنا ، فيقول : فليمت جبريل وميكائيل ، فيموتان ، ثم يأتي ملك الموت إلى الجبار ، فيقول : قد مات جبريل وميكائيل ، فيقول الله تعالى فليمت حملة العرش ، فيموتون ، ويأمر الله العرش أن يقبض الصور من إسرافيل ، ثم يقول : ليمت إسرافيل ، فيموت ، ثم يأتي ملك الموت إلى الجبار ؛ فيقول : رب قد مات حملة العرش ، فيقول ــ وهـو أعلـم : فمن بقي ؟ فيقول ؟ فيقول : بقيت أنت الحي القيوم الذي لايموت وبقيت أنا ، فيقول : أنت خلق من خلقي خلقت لما رأيت ، فمت ، فيموت ، فإذا لم يبق إلا الله الواحد الأحد ، طوى السماء والأرض كطي السجل للكتاب ، وقال : أنا الجبار ، لمن الملك اليوم ؟ ثلاث مرات ، فلم يجبه أحد ، فيقول لنفسه : لله الواحد القهار ويبدل الأرض غير الأرض والسماوات فيبسطها ويسطحها ، ويمدها مد الأديم العكاظى ، لاترى فيها عوجاً ولا أمتا ، ثم يزجر الله الخلق زجرة واحدة ، فإذا هم في مثل هذه الأرض المبدلة مثل ماكانوا فيه في الأولى ، من كان في بطنها ، كان في بطنها ومن كان على ظهرها ، كان على ظهرها ، ثم ينزل الله عليهم الماء من تحت العرش ، ثم يأمر الله السماء أن تمطر ، فتمطر أربعين يوماً ، حتى يكون الماء فوقهم اثني عشر ذراعاً ثم يأمر الله الأجساد أن تنبت فتنبت كنبات البقل ، حتى إذا تكاملت أجسادهم فكانت كما كانت ، قال الله تعالى : لتحي حملة العرش ، فيحيون ، ويأمر الله إسرافيل فيأخذ الصور فيضعه على فيه ، ثم يقول : ليحى جبريل وميكائيل فيحييان ، ثم يدعو الله بالأرواح فيؤتى بها ، تتوهج أرواح المسلمين نوراً ، والأخرى ظلمة فيقبضها جميعاُ ، ثم يلقيها في الصور ، ثم يأمر الله إسرافيل أن ينفخ نفخة البعث والنشور ، فينفخ نفخة البعث ، فتخرج الأرواح ، كأنها النحل قد ملأت مابين السماء والأرض فيقول الله وعزتي وجلالي ليرجعن كل روح إلى جسده فتدخل الأرواح في الأرض إلى الأجساد ؛ فتدخل في الخياشيم ، ثم تمشي في الأجساد مشي السم في اللديغ ، ثم تنشق الأرض عنكم ، وأنا أول من تنشق الأرض عنه فتخرجون منها سراعاً إلى ربكم تنسلون ، { مهطعين إلى الداع يقول الكافرون هذا يوم عسر } . [ القلم 8 ] . حفاة عراة غلفاً غرلا [ غلفاً غرلا : أي كحالة الصبيان قبل الختان ] ثم تقفون موقفاً واحداً مقدار سبعين عاماً ، لاينظر إليكم ولايقضى بينكم فتبكون حتى تنقطع الدموع ، ثم تدمعون دماً ، وتعرقون حتى يبلغ ذلك منكم أن يلجمكم أو يبلغ الأذقان فتضجون ، وتقولون : من يشفع لنا إلى ربنا ليقضى بيننا ؟ فيقولون : من أحق بذلكم من أبيكم آدم ؟ خلقه الله بيده ، ونفخ فيه من روحه ، وكلمه قبلاً ، فيأتون آدم فيطلبون ذلك إليه ، فيأبى ويقول : ما أنا بصاحب ذلك ، فيأتون الأنبياء نبياً نبياً ، كلما جاءوا نبياً أبى عليهم ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : حتى تأتوني فأنطلق حتى حتى آتي اللحص فأخر ساجداً )) قال أبوهريرة : يارسول الله وما اللحص ؟ قال : (( موضع قدام العرش ، حتى يبعث الله ملكاً فيأخذ بعضدي ، فيقول : يامحمد ، فأقول : نعم لبيك يارب ، فيقول : ما شأنك ؟ ــ وهو أعلم ــ فأقول : يارب ! وعدتني الشفاعة وشفعتني في خلقك ؛ فاقض بينهم . فيقول الله : قد شفعتك أنا آتيهم فأقضى بينهم ، قال رسول الله فأقضي بينهم ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فأرجع ، فأقف في الناس ، فبينما نحن وقوف إذا سمعنا حساً من السماء شديداً ، فينزل أهل السماء الدنيا على من في الأرض من الجن والإنس حتى إذا دنوا من الأرض أشرقت الأرض بنورها ، وأخذوا مصافهم ، وقلنا لهم : أفيكم ربنا ؟ قالوا : لا ، وهو آت ، ثم ينزل أهل كل سماء على قدر من التضعيف ، ثم ينزل الجبار تبارك وتعالى { في ظلل من الغمام والملائكة } ، { ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية } ، وهم اليوم أربعة ، أقدامهم على تخوم الأرض السفلى ، والأرض والسماوات إلى حجزهم والعرش على مناكبهم ، لهم زجل من تسبيحهم ، يقو ل: سبحان ذي العزة والجبروت ، سبحان ذي الملك والملكوت ، سبحان الحي الذي لايموت ، سبحان الذي يميت الخلائق ولايموت ، سبوح قدوس ، سبحان ربنا الأعلى رب الملائكة والروح ، سبحان ربنا الأعلى الذي خلق الخلائق ولايموت ، فيضع الله كرسيه ، حيث يشاء من أرضه ، ثم يهتف فيقول : يامعشر الجن والإنس ، إني قد أنصت لكم من يوم خلقتكم إلى يومكم هذا ؛ أسمع قولكم ، وأرى أعمالكم ، فأنصتوا إلى فإنما هي أعمالكم وصحفكم تقرأ عليكم ، فمن وجد خيراًُ فليحمد الله ، ومن وجد غير ذلك فلايلومن غير نفسه ، ثم يأمر الله جهنم ، فيخرج منها عنق ساطع مظلم ، ثم يقول الله : { وامتازوا اليوم أيها المجرمون ، ألم أعهد إليكم يابني آدم أن لاتعبدوا الشيطان } . [ يس 59 ــ 60 ] فيميز الله الناس وينادي الأمم ، داعياُ كل أمة إلى كتابها ، والأمم جاثية من الهول ، يقول الله تعالى : { وترى كل أمة جاثية ، كل أمة تدعى إلى كتابها } . [ الجاثية : 28 ] فيقضي الله بين خلقه ، إلا الثقلين : الجن والإنس ، فيقضى بين الوحوش والبهائم ، حتى أنه ليقيد الجماء من ذات القرن ، فإذا فرغ الله من ذلك فلم تبق تبعة عند واحدة للأخرى ، قال الله لها : كوني تراباً ، فعند ذلك يقول الكافر : { ياليتني كنت تراباً } . فيقضى الله بين العباد فيكون أول ما يقضى فيه الدماء ، فيأتي كل قتيل في سبيل الله ويأمر الله كل قتيل فيحمل رأسه تشخب أوداجه دماً ، فيقول : يارب فيم قتلني هذا ؟ فيقول الله ــ وهو أعلـم ــ : فيم قتلته ؟ فيقول : يارب ! قتلته لتكون العزة لك ؛ فيقول الله : صدقت . فيجعل الله وجهه مثل نور السماوات ، ثم تسبقه الملائكة إلى الجنة ، ثم يأمر الله كل قتيل قتل على غير ذلك ، فيأتي من قتل يحمل رأسه يشخب أوداجه دماً فيقول : يارب فيم قتلني هذا ؟ فيقول الله ــ وهـو أعـلــم ــ فيم قتلته ؟ فيقول : يارب ! قتلته لتكون العزة لي ، فيقول الله : تعست . ثم ماتبقى من نفسٍ قتلها قاتل إلا قتل بها ، ولا مظلمة إلا أخذ بها ، وكان في مشيئة الله ، إن شاء عذبه ، وإن شاء رحمه ، ثم يقضى الله بين من تبقى من خلقه ، حتى لاتبقى مظلمة لأحد عند أحد إلا أخذها المظلوم من الظالم ، حتى أنه ليكلف شائب اللبن بالماء أن يخلص اللبن من الماء ، فإذا فرغ الله من ذلك نادى مناد يسمع الخلائق كلهم فقال : ليلحق كل قوم بآلهتهم ، وماكانوا يعبدون من دون الله ، فلا يبقى أحد عبد شيئاً إلا مثلت له آلهته بين يديه فيجعل يومئذ ملكاً من الملائكة على صورة عزير ، يجعل الله ملكاً من الملائكة على صورة عيسى ابن مريم ، فيتبع هذا اليهود وهذا النصارى ثم تقودهم آلهتهم إلى النار وهم الذين يقول الله : { لوكان هؤلاء آلهة ماوردوها وكل فيها خالدون } . [ الأنبياء : 99 ] . فإذا لم يبق إلا المؤمنون ، ففيهم المنافقون ، جاءهم الله فيما يشاء من هيئة ، فقال : أيها الناس ، ذهب الناس ، فالحقوا بآلهتكم ، وماكنتم تعبدون ، فيقولون : والله مالنا إله إلا الله ، وماكنا نعبد غيره ، فينصرف الله عنهم ــ وهو الله تـبـارك وتـعـالى ــ فيمكث ماشاء الله أن يمكث ، ثم يأتيهم فيقول : ياأيها الناس ، ذهب الناس فالحقوا بآلهتكم ، وماكنتم تعبدون ، فيقولون : والله مالنا إله إلا الله ، وماكنا نعبد غيره ، فيكشف عن ساقه ، ويتجلى لهم ، ويظهم لهم من عظمته ، مايعرفون أنه ربهم ، فيخرون سجداً على وجوههم ، ويخر كل منافق على قفاه ، ويجعل الله أصلابهم كاصياصى البقر ، ثم يأذن الله لهم فيرفعون رءوسهم ، ويضرب الله الصراط بين ظهراني جهنم ، كعدد أو كعقدة الشعر أو كحد السيف ، عليه كلاليب وخطاطيف وحسك كحسك السعدان [ الحسك : نبات له ثمرة خشنة تتعلق بأوبار الإبل وأصواف الأغنام ، ويقال : كأن جنبه على حسك السعدان : أي قلق متململ ] دونه جسر دحض مزله ، فيمرون كطرف البصر أو كلمح البرق ، أو كمر الريح ، أو كجياد الخيل ، أو كجياد الركاب ، أو كجياد الرجال ، فناج سالم وناج مخدوش ، ومكدوح [ مكدوح : أي مرمي ] على وجهه في جهنم ، فإذا أفضى أهل الجنة إلى الجنة ، قالوا : من يشفع لنا إلى ربنا فندخل الجنة ؟ فيقولون : من أحق بذلك من أبيكم آدم ، خلقه الله بيده ، ونفخ فيه من روحه ، وكلمه قبلاً ، ,اسجد له ملائكته ، فيأتون آدم فيطلبون إليه ذلك ، فيذكر ذنباً ، ويقول : ماأنا بصاحب ذلك ، ولكن عليكم بنوح ؛ فإنه أول الرسل . فيؤتى نوح فيطلبون إليه ذلك ، فيذكر ذنباً ، ويقول : ماأنا بصاحب ذلك ولكن عليكم بإبراهيم فإن الله اتخذه خليلاً ، فيؤتى إبراهيم فيطلبون ذلك إليه ، فيذكر ذنباً ، ويقول : ماأنا بصاحب ذلك ، ولكن عليكم بموسى فإن الله قربه نجياً . وكلمه تكليماً ، وأنزل عليه التوراة ؛ فيؤتى موسى ، فيطلب منه ذلك إليه فيقول : ماأنا بصاحبكم ، ولكن عليكم بروح الله وكلمته ، عيسى ابن مريم ؛ فيؤتى عيسى ، فيطلب إليه ذلك ، فيقول : ماأنا بصاحب ذلك ؛ ولكن عليكم بمحمد صلى الله عليه وسلم ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فيأتوني ، ولي عند ربي ثلاث شفاعات ، وعدنيهن ، فأنطلق فآتى الجنة فآخذ بحلقه الباب ثم أستفتح فيفتح لي فأحيى ويرحب بى ، فإذا دخلت الجنة ، فنظرت إلى ربي عز وجل خررت له ساجداً ، فيأذن الله لي من حمده وتحميده ، وتمجيده ، بشئ ماأذن به لأحد من خلقه ، ثم يقول الله : ارفع رأسك يامحمد ! واشفع تشفع ، وسل تعط ، فإذا رفعت رأسي ، قال الله ــ وهـو أعـلـم ــ : ماشأنك ؟ فأقول : يارب وعدتني الشفاعة ؛ فشفعنى في أهل الجنة ، أن يدخلوا الجنة ، فيقول : قد شفعتك فيهم ، وأذنت في دخول الجنة ، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : والذي بعثني بالحق ما أنتم في الدنيا بأعرف بأزواجكم ، ومساكنكم من أهل الجنة بأزواجهم ، ومساكنهم ، فيدخل كل رجل منهم على اثنتين وسبعين زوجة كما ينشئهن الله ، واثنتين آدميتين من ولد آدم لهما فضل على من شاء الله لعبادتهما الله في الدنيا ، فيدخل على الأولى منهما في غرفة من ياقوتة على سرير من ذهب مكلل باللؤلؤ ، له سبعون درجة من سندس واستبرق ، ثم يضع يده بين كتفيها ، ثم ينظر إلى يده من صدرها من وراء ثيابها وجلدها ولحمها ، وإنه لينظر إلى لحم ساقها كما ينظر أحدكم إلى السلك في قصبة الياقوت ، كبده لها مرآة ، وكبدها له مرآة ، فبينما هو عندها لايملها ولاتمله مايأتيها من مرة إلا وجدها عذراء فبينما هو كذلك إذا نودي : إنا قد عرفنا أنك لاتمل ولاتُمل ، إلا أنه لامنى ولامنية إلا أن لك أزواجاً غيرها ، فيخرج فيأتيهن واحدة واحدة ، كلما جاء واحدة قالت : والله ما أرى في الجنة شيئاً أحسن منك ، ومافي الجنة شئ أحب إلى منك ، فإذا وقع أهل النار في النار وقع فيها خلق كثير من خلق ربك قد أوبقتهم أعمالهم ، فمنهم من تأخذه إلى قدميه ، لاتجاوز ذلك ، ومنهم من تأخذه إلى نصف ساقيه ، ومنهم من تأخذه إلى ركبتيه ، ومنهم من تأخذه إلى حقويه ، ومنهم من تأخذه جسده كله ، إلا وجهه قد حرم الله صوره عليها ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فأقول يارب ! شفعني فيمن وقع في النار من أمتي ، فيقول الله تعالى : أخرجوا من عرفتم فيخرج أولئك حتى لا يبقى منهم واحد ، ثم يأذن الله لي في الشفاعة ، فلايبقى نبي ولا شهيد إلا شفع ، فيقول الله : أخرجوا من وجدتم في قلبه زنة الدينار، فيخرج أولئك حتى لايبقى منهم أحد ، فيشفع الله فيقول : أخرجوا من وجدتم في قلبه ثلثي دينار ، ثم يقول : نصف دينار ثم يقول : ثلث دينار ، ثم يقول : ربع دينار ، ثم يقول : قيراطاً ، ثم يقول : حبة من خردل ، فيخرج أولئك حتى لايبقى منهم أحد ، وحتى لايبقى في النار من عمل لله خيراً قط ، ولا يبقى أحد له شفاعة إلا شفع ؛ حتى أن إبليس ليتطاول لما يرى من رحمة الله ، رجاء أن يشفع له ثم يقول الله تعالى : بقيت أنا ، وأنا أرحم الراحمين ، فيدخل الله يده في جهنم فيخرج منها من لايحصيه غيره ، كأنهم الحمم على نهر يقال له الحياة ، فينبتون كما تنبت الحبة في حميل السيل مايلى الشمس منها أخيضر ، ومايلى الظل منها أصيفر ، فينبتون كنبات الطراثيث [ الطراثيث : جمع طرثوث ، وهو صغار القثاء أوكنبات البقل ] حتى يكونوا أمثال الدر [ الدر : أي اللؤلؤة العظيمة ] مكتوباً في رقابهم الجهنميون عتقاء الله ، فيعرفهم أهل الجنة بذلك الكتاب ، ماعملوا خيراً قط فيمكثون في الجنة ماشاء الله وذلك الكتاب في رقابهم ثم يقولون : ربنا امح عنا هذا الكتاب فيمحى عنهم ))

من كتاب البدور السافرة في أمور الآخرة للإمام الحافظ جلال الدين السيوطي
الباب الأول ص14
__________________
اللـهـم
اصلـح لي ديـني الذي هـو عصمـة أمـري
واصلح لي دنيـاي الـتي فيـهـا معــاشــي
واصلح لي آخرتي الـتي فيـها مـعـــادي
واجـعل الحيـاة زيـادة لي في كـل خــيــر
واجـعل المــوت راحــة لي مـن كـل شـــر



ازا مر زمان ولم تروني ,,, فهذه رعصاتي على الكيبورد فتذكروني
أبوسالم غير متواجد حالياً