نسب عشيرة الرواد

في سياق مسابقة شاعر المليون التي تعقدها حاليا قناة ابو ظبي ويتنافس من خلالها حوالي خمسة آلاف من هواة الشعر النبطي في الخليج العربي وبعض الدول العربية كان من حسن حظنا ان طالعنا الشاعر الشاب سلطان الرواد من مدينة معان والذي ينافس حاليا على المركز الاول ضمن اربعة وعشرين شاعرا برزوا نتيجة التصفيات بقرار من لجان التحكيم لتلك المسابقة
ولا زالت فضائية الواحة وابو ظبي تبث يوميا مجريات التصويت حيث حصل الشاعر سلطان على ما يقارب ربع مليون صوت من خلال رسائل الخلوي.
وقد تميز الشاعر الرواد بقوة الاداء والنفس الطويل في سرده لقصيدته التي سمعناها على تلك الشاشات وليس موضوعنا الآن هو ان نناقش شاعرية الاخ سلطان الرواد والتي ربما لا تعني الكثيرين مع وجود بعش التصريحات من قبل بعض حفاظ الشعر النبطي الذين اشتموا رائحة السرقة في شعر البعض من المرشحين ومنهم سلطان الرواد واننا اذ نقدر الاخ سلطان كأي شاب هاو للشعر ومعالج له على طريقة البدو الا اننا لا نعتقد بان طريقة التصويت هي معيار علمي ادبي للحكم على جودة او رداءة شعر أي شاعر لأن العوامل الشخصية والنزعة القبلية تتصرف بهذا المعيار ايما تصرف وتحرفه عن دقته وقبوله كضابط معترف به ادبيا وعلميا
ولكن الخلاف معه حقيقة جاء عقب تصريحه ببعض المعلومات التي ادلى بها بشأن قضية الانتساب الى قبيلة عنزة ثم الرولة ثم الشعلان الذائعة الصيت وهذا ما نؤكد خطأه وعدم صحته البتة لا لسبب شخصي بل لأننا في مدينة معان نعرف بعضنا البعض فأهل مكة ادرى بشعابها واسرارهاو تفاصيلها

1. الادعاء بالانتساب الى عشيرة الشعلان

فالشاب سلطان قد ربط عشيرة الرواد وهي عشيرته في معان والتي تسكن معان منذ حوالي قرنين بعشيرةالشعلان التي تنتمي الى قبيلة الرولة وهذا ما اثار كثيرا من التساؤلات لدى الكثيرين من اهالي مدينة معان وعشيرة الشعلان التي لا تعلم صدق هذا الخبر من خطله مما حفزني على الكتابة والرد لكوني احد المنقبين عن اصول الاسر والعائلات وتاريخها في مدينتي معان الاردنية وقد تسنى لي ان اتابع على الانترنت كلاما مشابها وترديدا من قبل بعض البغبغاوات الذين خلطوا الحابل في النابل في سياق تلك الامور الدقيقة التي تحتاج الى خبرة ودربة وسعة اطلاع وترفع عن النوازع والاهواء الشخصية ومثل هؤلاء الذين يرددون تلك الهذاءات التي لم تبن على اصل ثابت او وثيقة علمية او رواية تاريخية اجمع عليها الاهالي في معان المدعو فواز الحصان الذي لم يبق موقعا انترنتيا الا وبث في اخطاءه وهذاءاته وملاحظاته التي شوهت تاريخ العشائر واساءت الى المصداقية في التعامل مع هذه القضايا وسوف اتفرغ للرد فيما بعد على الحصان المذكور آنفا لاكشف خطأ المعلومات التي يذيعها ويوردها بشان العشائر والتي تفتقر حقيقة الى المصداقية والرجوع الى المصادر والمراجع التاريخية المعتمدة كما انه لا ينهج المنهج العلمي في البحث والكتابة.

02 اصول عشيرة الرواد تعود الى مصر

قدمت عشيرة الرواد من مصر في حوالي نهاية القرن الثامن عشر فقيل هي من عريش مصر وقيل من روض الفرج وهذه الروايات اسنادها متواتر من قبل ابناء هذه العشيرة ومن قبل الاهالي في معان والذين هم اقدم من الرواد اصلا فالشيخ ابراهيم علي الرواد والشيخ عايد الرواد والشيخ عبد القادر الرواد والشيخ محمود عبد القادر الرواد وغيرهم من القدامى والمعاصرين من العشيرة وغيرها كانوا يؤكدون هذه الرواية وحتى ابناء العشيرة الحاليين

3.الادلة على ذلك من المصادر والمراجع التاريخية المعتمدة


واذا ما عدنا الى المصادر التاريخية لوجدنا هذه الرواية مثبتة في كتاب تاريخ شرقي الاردن وقبائلها لمؤلفه فردريك ج بيك تعريب بهاء الدين طوقان ( الدار العربية للنشر والتوزيع) حيث ذكر المؤلف مانصه

(الكراشين : تتألف هذه العشيرة من عدة فرق لا تمت الى بعضها البعض بصلة ما وهي :1 الهلالات 2 الحوارين( يقصد الهوارين) والخطأ من المعرب3. عيال المرعي وهذه العشائر الثلاث... {تناسلوا من رجل يقال له مسلم من قرية يطا من اعمال نابلس}4 عيال رواضي مصريو الاصل ... لاحظ ان المعرب قد اخطأ ايضا في اللفظة الصحيحة وهي عيال رواوده او عيال رواد وهم عشيرة الرواد الحالية 5. الصلاحات اصلهم من غزة 6 العقايلة 7 الطلاحنة ( يعني بهم التلاهنة والخطأ من المعرب وكلتاهما لا يعرفون هل هم من بني حميدة ام من بيت لحم )..... الخ
فنلحظ من نص المؤلف فرديريك انه ادرج الرواد في عشيرة الكراشين بالحلف كما بينت الرواية بانهم من مصر ومن المعروف ان تأليف الكتاب كان عام 1934م كما يؤكد هذه الرواية كلام مصطفى مراد الدباغ في كتابه بلادنا فلسطين حيث اورد كلاما عن عشيرة الكراشين بقوله( الكراشين تتألف هذه العشيرة من جماعات لا تمت الى بعضها البعض بصلة منهم المصري وبينهم من يعود بأصله الى قرى غزة ونابلس وغيرها)... لاحظ قول الدباغ ( منهم المصري ويقصد بها عشيرة الرواد) (كتاب بلادنا فلسطين الجزء الاول /القسم الثاني / منشورات دار الطليعة بيروت/ الطبعة الاولى عام 1966م)
وقد اورد نصوح الطاهر في كتابه جوامع النسب في قبائل العرب ج2{مخطوطة الجامعة الاردنية} عن عشيرة الرواد بقوله( عيال رواضي مصريون) ويعقب د سعد ابو دية على كلامه في كتاب عشائر معان بقوله (حديث نصوح الذي يرى بانهم جاؤوا من مصر ويخطىء في التسمية اذ يقول عيال رواضي ويبدو انه ترجمها عن موزيل) ويعقب في الحاشية ( يؤكد هذا الكلام ( وهو كونهم مصريون) الشيخ يونس ابوهلاله مقابلة شخصية بتاريخ 1/3/1988 بمنزله في معان
اما ما ذكره موقع انساب اون لاين بشأن بعض المعلومات عن اشخاص من هذه العشيرة فجله خاطيء مناقض للمعلومات التي استقيتها من الوثائق التركية الموجودة في الجامعة الاردنية
قول الشعلان في موقع انساب اون لاين (تنحدر عائلة الرواد من الشيخ محمد بن قاسم بن محمد بن محمد بن ضيغم) مناقض لما ورد في جل الوثائق القديمة فعلى سبيل المثال لا الحصر ورد اسم خليل بن محمد بن محمد الرواد في غير موضع كما ورد اسم اخيه علي بن محمد بن محمد الرواد في سجل الاحكام الشرعية عام 1316هـ) وكما بينت سجلات المواليد التركية بأن ميلاد خليل بن محمد بن محمد الرواد هو عام 1820 م وتوفي في بدايات القرن العشرين وفاة طبيعية وقد ورد اسمه في كثير من الصكوك القديمة والتي تدل على مشاركته في الحياة الاجتماعية في بدايات القرن العشرين وليس كما ذكر الشعلان بانه قتل في موقعة الرصيف عام 1848 وهذا احد اخطائه الفاحشة التي اوردها وشوش بها اذهان المتابعين. فيكون نسب خليل الرواد الصحيح هو خليل بن محمد بن محمد الرواد ومحمد الاخير هو الجد الجامع للعشيرة الحالية وقضية التزيد في العد لا اصل لها ,, ولا اريد الخوض في التفاصيل التي اوردها الشعلان وهو كما اعتقد اسم مستعار لا يمت الى العشيرة المعروفة بصلة. فكل ما ورد بشأن انتساب هذه العشيرة الى عشيرة الشعلان فهو غير صحيح ولا يستند الى اي دليل علمي او تاريخي مثبت سواء في الكتب والمراجع المعتمدة عن اهل التخصص او من الروايات التي يتداولها الاهالي في مدينة معان وما حولها اما ما يورد من روايات حول هذا الموضوع فما هو الا من اختلاق متعمد يقصد به الوصول الى بعض الاغراض الاجتماعية والشخصية
اما بخصوص المعلومات التي يدعي المذكور آنفا انه استقاها من كتاب ابطال الصحراء للسديري فهي لم ترد لا جملة ولا تفصيلا واما بخصوص الاشخاص الذين ذكروا على مسمى الشيوخ فنحن نحترم ونجل جميع الشخوص ولكننا عندما نريد ان نستشهد تاريخيا بشخص معين فلا بد ان نحذو حذو المؤرخين او ان شئنا قلنا المتابعين لهذه القضايا من حيث ايراد اسماء الاعلام الذين لهم دور تاريخي او سياسي في منطقتهم واقليمهم فممكن ان نذكر الشيخ قدر المجالي ودوره في ثورة الكرك او الشيخ عودة ابو تايه ودوره المعروف في الثورة العربية الكبرى او الشيخ سلطان ماجد العدوان لدوره لدوره في الثورة الماجدية في عشرينيات القرن الماضي او الشيخ حامد باشا الشراري ودوره في مؤتمر القدس وموقفه من وعد بلفور او نذكر الشيخ عبد القادر الحسيني لدوره المهم في الثورة الفلسطينية ... اما الاسهاب في سرد الاشخاص العاديين مع احترامنا وتقديرنا لكل الشخصيات الوطنية فهو ليس من عادة اهل العلم والبحث


4. خطأ ذلك الادعاء وبيان بطلانه


وقد حدثت بعض النزاعات الاجتماعية بين الرواوده اثناء نزولهم معان وسكان معان القدامى مما ادى الى نزوح بعض افراد هذه العشيرة الى الشوبك ومنهم محمد بن محمد الرواد والد خليل الآنف الذكر ثم عودتهم الى معان في الربع الاول من القرن التاسع عشر ليستقر محمد فيها ويتزوج من عشيرة الكريمين من البزايعة
اما بالنسبة لقضية تشابه اسماء العائلات فاعتقد ان تلك الاشكالية قد اوقعت الكثيرين في التسرع وربط الاسماء المتشابهة باصول واحدة فعشيرة الرواد في جنوب العراق لا ترتبط بعشيرة الرواد في معان وقد سمعت هذا الكلام من احد افرادهم في العراق اذ لم يثبت لي ان الرواد في العراق الذين يعودون في اصولهم الى القبيلة العربية العريقة ( بنو المنتفق) فكيف نربط المنتفق بالشعلان وبالرواد لا ادري ... او الرواد المتواجدين في منطقة تعز في اليمن الذين كان سلطان قديما يدعي بالانتساب اليهم قبل ان يعثر على نسب جديد مصبوغ بصبغة مالية بترولية.اذن قضية تشابه الاسماء ليست بالضرورة ان تدل على ترابط الاصول وهذا الامر يعرفه المبتدؤون في علم الانساب والتاريخ
واذا ما طرحنا هذه القضية مطرح الجد فاننا لا نجد اية اتصالات بين الشعلان العشيرة المعروفة والبدوية الطباع وبين العشيرة الموجودة في معان وهي عشيرة متحضرة وتختلف في عاداتها وتقاليدها وخصائصها العرقية بينها وبين الشعلان الذين نعرفهم وهناك سؤال نود ان نطرحه على من يكابرون ويركبون الامور على غير موقعها ومحملها ... هل هناك ادلة قاطعة او مصادر قديمة قد لمحت او ذكرت عن هذا النسب المزعوم ويبقى السؤال موجها الى عشيرة الشعلان الذين يمتازون بخصوصيات يعرفها القاصي والداني وهم يعرفون فروعهم ومناجعهم واماكن ارتيادهم للكلأ والماء والغزو والهجرة ولأنهم هم الثابت والاسر المتحضرة هي المتغير او ربما لا يهمهم هذا او ذاك لانهم اغنياء عن التعريف ولا يهمهم متابعة قضايا من انتسب او لم ينتسب اليهم فهم ارومة تعرف بعضها البعض
ولذا فاننا نهيب بالاخوة في معان والاردن وخصوصا آل الرواد الكرام الذين نحترمهم ونجلهم ونحترم اشخاصهم وتاريخهم بأن يتوخوا الحيطة والحذر من قبل بعض الذين يلبسون على الآخرين باقاويل ومعلومات لا ترقى الى الدرجات الدنيا من الحقيقة.......

الباحث علي الخالدي . معان
نستقبل الردود والاستفسارات بكل صدر رحب ali33maan@yahoo.com