[frame="5 80"]
في هذه الأيام يُتابع الكثيرون أحداث مسابقة (شاعر المليون) والتي تحظى باهتمام إعلامي وجماهيريٍ كبير
في ظل شعبية الشعر العامي في منطقة الخليج خصوصاً وفي البلدان العربية عموماً, مما جعل البرنامج محط أنظار المتابعين على مختلف المستويات لاسيما وأنه وجد الدعم المادي والمعنوي من صاحب السمو الشيخ/ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي والذي وبكل صدقٍ لا يزال هو نجم البرنامج المميز وعلامته الفارقة المضيئة بتواضعه الجم وحضوره الجميل ورعايته الكريمة مما يجعله قريباً للجميع يأسر القلوب بسمو أخلاقه ولا يملك من يشاهده إلا أن يحبه ويحترمه ويقدره , حتى أن المتابع المنصف يجزم أن سموه يهتم بالبرنامج لأهداف ساميةٍ ونبيلة لخدمة الشعر والأدب وتكريم الشعراء الذين يستحقون التكريم وهذا مما يُشكر عليه ويستحق الإشادة والثناء.
لكن وللأمانة لا يمكن التغاضي عن بعض السلبيات التي رافقت البرنامج في بدايته وأثناء انطلاقته بدايةً بطريقة اختيار المشاركين وعدد المتأهلين إلى المرحلة الثانية وصولاً إلى الأحداث والمجريات التي حدثت في حلقات البرنامج التي عُرضت حتى الآن ومما رصدت من الملاحظات والتي أتمنى أن تتسع لها صدور القائمين على البرنامج ما يلي:
● كانت طريقة اختيار المشاركين غير منضبطة تماماً وتفتقد إلى المعايير الدقيقة واتضح ذلك من صعود بعض من لا يملكون أدنى مقومات الشعر مما أحرج لجنة الحكام أمام المشاهدين واضطرهم لاختلاق التبريرات غير المقنعة!
●لديّ بعض التحفظات على عدد المشاركين وكأنهم الشعراء الوحيدون الأحق بالتنافس وتخلو الساحة من سواهم!
●طريقة اللجنة في التقييم يشوبها الكثير من العشوائية والتناقض وتطغى عليها المجاملة في بعض الأحيان وجانبهم الصواب في بعض اختياراتهم للشاعرين الاثنين الذين يتأهلان أثناء الحلقة للمرحلة التالية,ومن المستغرب أن تُردد اللجنة بعض العبارات والتي لا علاقة لها بالنقد ولا بالتقييم الموضوعي مثل : (صح لسانك) و(الله يبيض وجهك) و(فالك المليون) وغيرها !
●من المؤسف حقاً أن نظام البرنامج وخصوصاً الجانب المتعلق بتصويت الجمهور عن طريق الرسائل والاتصال لا يمكن تبرئته من الهدف المادي والذي يجعل البرنامج أحد طرق (تسليع) الشعر وتفريغه من بعده الجمالي والإنساني والإبداعي, كذلك أوجد ظاهرةً مشينة من التعصب القبلي وكرس لمفهوم (الفزعات) بين أبناء القبيلة الواحدة أوالبلد الواحد ومن المعلوم أن الشعر أسمى من هذه الأمور التي قد تُفقد الشعر إنسانيته واتساع أفقه حتى أن اغلب قصائد الشعراء المشاركين لا تخلو من طلب (الفزعة) و(الحميا) من قبيلته وكأننا في ساحة حربٍ وليست ساحة شعر لتكون النتيجة تأهل من لا يستحق لمجرد حصوله على أعلى نسبة تصويتٍ من الجمهور الذي تدفعه (الشيمة) والتعصب على حساب من يملك الشعر والإبداع ولا يملك الجمهور وكم أحزنني خروج الشاعر المميز خميس المقيمي من المسابقة التي كنت أتمنى أنه لم يشارك فيها!
●الفقرة الغنائية في البرنامج أجدها نشازاً في كل حلقة وكنت أتمنى أنها لم توجد لكي لا تقود للمقارنة بين البرنامج وبعض برامج المسابقات سيئة الذكر في بعض الفضائيات !
●يضايقني حقاً استغلال بعض الشعراء للبرنامج لممارسة الصراخ و(المهايط) والتهريج والاستعراض الممجوج كعادة (الشعراء المطافيق )الذين بُليت بهم ساحة الشعر مؤخراً!
ختاماً أتمنى ألا يساهم هذا البرنامج في مضاعفة جراح الشعر وتكريس حالة اللاوعي التي تجتاح الساحة الشعرية حتى طغى الرديء على الجيد,وأصبح المهرج نجماً,والمبدع مغموراً في ظل سياسة الإعلام المقلوبة وثقافةالـ Sms الجديدة !
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* كُتبت كلمة (المُرسِلون) كما هي في العنوان عمداً للضرورة وعذراً للنحو!!
[/frame]