السنة والشيعة يختلفون حول إعدام صدام
عبد الرحمن الماجدي من امستردام ومحمد قاسم من بغداد: قال فائز المنحدر من محافظة ميسان جنوب العراق ويسكن في بغداد ان صدام حسين يستحق اكثر من الاعدام لما اوصل العراق اليه من هوان.. وبسببه حصل ماحصل. واضاف فائز العاطل عن العمل ويقطن حي الصدر الشيعي لايلاف اليوم ان انتقاد صدام تسبب بمقتل احد اخوته في الثمانينات حيث تحول صدام وقتئذ لمقدس اكثر من الاله.
لكن هذه المشاعر التي اطقلها فائز تناقض ماساد في محافظة الانبار وصلاح الدين والموصل من جو حزن مطبق بسبب اعدام صدام.. وخروج تظاهرات تندد باعدامه شبيهة بتلك التي خرجت قبل اكثر من ثلاث سنوات حين اعتقاله. حيث خرج اليوم المئات من سكان مدينة الرمادي مركز محافظة الانبار ذات الاغلبية السنية ومدينة بيجي شمالا قرب تكريت والموصل تظاهروا منددين بإعدام الرئيس العراقي السابق صدام حسين شاتمين الحكومة العراقية ومعتبرين الرئيس السابق شهيدا قتله اعداؤه ومنتقدين الاستعجال بتنفيذ حكم الاعدام.
وفي مدينة الفلوجة طالبت منشورات انتشرت في المدينة اليوم بتغيير اسم اكبر شارع في المدينة السنية الى اسم شارع الشهيد صدام. فيما انطلقت تظاهرات فرح يوم امس واليوم في مناطق جنوب العراق خاصة في ميسان والبصرة والناصرية والنجف وكربلاء التي يقطنها غالبية من الشيعة الذين يتهمون رئيس النظام السابق باتباع سياسة تفريق واضطهاد ضدهم على خلاف سكان المناطق الغربية والشمالية من البلاد.
وكانت مناطق العاصمة بغداد تبدو نموذجا للعراق بمحافظاته ففي مناطق الصدر في الرصافة التي يقطنها اكثر من مليوني نسمة من الفقراء الذين اعدم صدام الكثير من ذويهم بسبب انتماءاتهم لاحزاب دينية كالدعوة او علمانية كالشيوعي خرجت تظاهرات مع موسيقى وطبول ورقص ومجسد لدمية معلق رأسها بعصا على شكل مجموعات جالت قطاعات المدينة ومقترباتها الاورفلي والحبيبية والعبيدي والبلديات والشعب وحي اور. وكان يمكن مشاهدة نساء كثيرات يهتفن باسماء ذوين المعدومين.
وقال كامل لايلاف في منطقة كسرة وعطش ان الفرح موجود في بيوت عدد كبيرمن العراقيين سنة وشيعة لكن الذي يفرح في مناطق مثل الرمادي وتكريت او الموصل ربما يخشى من بطش الموالين لصدام. وقال اخر ان صدام لم يكن شيعيا او سنيا انما كان صداميا ووزع قتله واضطهاده على الجميع اكراد وسنة وشيعة واغدق على مواليه وعبيده وخدمه الهبات وكل شيء. وساد صمت ووجوم في مناطق حي العدل والجامعة وابو غريب التي تسكنها اكثيرية سنية.
الغالب على تظاهرات الفرح او الحزن هو الجانب العشوائي والبسيط اذ كان واضحا ان التظاهرات التي خرجت يوم امس واليوم خلت من مثقفين او وجهاء المدن.. حيث وجد هؤلاء ان طريقة الاعدام تمت بطريقة شبيهة بطريقة اعدام الزعيم العراقي السابق عبد الكريم قاسم الذي قتله البعثيون والقوميون صبيحة الرابع عشر من رمضان عام 1963في مبنى الاذاعة العراقية في غرفة الموسيقى بعد اجراء محاكمة عسكرية على عجل. وانتقد هؤلاء في احاديث عرضت في فضائيات عربية وفي حوارات جانبية اثناء زيارات العيد المتبادلة بين العراقيين مستشار الامن القومي موفق الربيعي وحملوه ماجرى من تخبط وتسريبات اعلامية سادت خلال اليومين الماضيين. واستغرب اخرون تحدثوا لايلاف او اتصلت بهم هاتفيا في بغداد الحديث عن سبب اختيار مكان الاعدام في الشعبة الخامسة في مديرية الاستخبارات العسكرية في الكاظمية واظهاره المكان الذي شهد اعدام اعضاء من حزب الدعوة (حزب رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي) متساءلين عن اعدامات لاعضاء في الحزب الشيوعي ايضا واخرين ليسوا حزبيين في ذات المكان ابان فترة حكم صدام حسين ولم يشر اليها؟
وتخوف اخرون من يعمق ماحصل الخلاف بين السنة والشيعة في العراق..
الكاتب والسياسي العراقي حسن العلوي انتقد بشدة الحكومة العراقية بسبب عرضها فيلم اعدام صدام حسين الذي اصبح بسبب هذا الفيلم شهيدا.. وقال العلوي المقيم في دمشق والذي كان مقربا من صدام حسين قبل ان ينشق عنه قبل اكثر من 25 عاما ان صدام حسين كان محظوظا في الحزب وفي الحكومة وفي موته.. واضاف في حديث له مع فضائية الحرة انه يتمنى ان يموت بذات الطريقة التي مات بها صدام حسين كما عرضته التلفزة امس. وقال العلوي وهو شيعي علماني ان ماجرى من طريقة تنفيذ الحكم وتصويره وعرضه اظهر ان الشيعة وحدهم مسؤولون عن ذلك بعد نأي الاكراد والكويتيين وغيرهم من ضحايا صدام عن التنفيذ.. وحمل الحكومة العراقية مسؤولية التخبط الذي حصل. وتساءل عن جدوى ماكسبته الحكومة العراقية التي استفزت مشاعر 90% من المسلمين السنة في العالم العربي وفي العراق.
احد الذين حضروا تنفيذ الحكم من العاملين في دائرة الاعدامات ويسكن مدينة الصدر تحدث لايلاف وقال ان الرئيس السابق كان مرتبكا في البداية لكنه بعد ان صعد الى منصة المشنقة وشاهد عددا من افراد الحكومة ونواب البرلمان وبعض ذوي ضحايا الدجيل متجمعين قبالة المنصة وشاهد كاميرات التصوير استرد شجاعته وتحديه. وقال ان بين الحاضرين عددا من نواب الكتلة الصدرية الذين هتفوا باسم محمد باقر الصدر ومقتدى الصدر وهتف احدهم (عاش محمد باقر الصدر) فرد صدام ( الى الجحيم) ورد اخرون الشتيمة ضد صدام الذي نطق الشهادة مرتين ثم سقط متدليا بحبل المشنقة وتجمع الحاضرون لمشاهدته والتقط بعضهم صورا من هواتفهم النقالة.
الصحافة الاوروبية: إعدام صدام لا يحل مشاكل العراق
باريس: اعتبرت غالبية الصحف الأوروبية الصادرة اليوم أن اعدام صدام حسين لا يحل شيئا من المشاكل التي يواجهها العراق في الوقت الحاضر. ودان العديد من الصحف تحول تنفيذ حكم الاعدام الى "مشهد بربري" من خلال نقله عبر شاشات التلفزيون. لكن بعضها اعرب عن امله في ان يؤدي الاعدام الذي نفذ فجر السبت الى طي صفحة الماضي.
وقالت صحيفة "الصنداي تلغراف" البريطانية اليمينية انه "سيكون من السذاجة الاعتقاد بان هذا الاعدام ينهي اعمال العنف المذهبي التي تضرب العراق منذ ان قام الائتلاف بقيادة اميركية باسقاط نظام صدام في اذار(مارس) 2003". واضافت الصحيفة في تعليقها ان الاعدام يمكن ان "يحمل في طياته بداية الانفصال اللازم بين الموالين لحزب البعث الذي قاد العراق طول ثلاثة عقود وبين الاسلاميين المتطرفين".
وتابعت الصحيفة ان "الاعدام حرم بشكل نهائي الموالين لحزب البعث من اي امل في اعادة احياء حزب البعث بحد ذاته (...) وفي حال قرر هؤلاء سلوك الطريق السياسي فسيكون بامكان الحكومة التركيز على حملتها على الجهاديين الاجانب والمتطرفين الدينيين".
من جهتها قالت الاوبزرفر اليسارية ان رئيس الحكومة توني بلير قد يتمكن من اقناع جورج بوش بتجاوز تحفظه على اشراك سوريا وايران في السعي لانهاء العنف في العراق. صحيفة "الباييس" الاسبانية كتبت ان "الحكومة العراقية حاولت من دون ادنى شك الحد من تداعيات موته على الصعيد الشعبي الا انها في النهاية وقعت في الاغراء السهل (...) لكن هذا البلد العربي ليس في وضع افضل كما ان مستقبله ليس واعدا اكثر مع تصفية ابن تكريت".
واضافت الصحيفة الاسبانية "لم تفوت بغداد فقط فرصة اثبات شهامة يحتاج اليها العراق بشدة (...) بل فوتت امكانية محاكمة صدام على جرائمه ضد الانسانية".
الى ذلك اعتبرت صحيفة "بيلد ام سونتاغ" الالمانية التي تصدر الاحد ان الوقت ليس وقت "الابتهاج" ولا "الارتياح" لان "موت صدام لا يحل اي من المشكلات التي خلقتها الحملة العسكرية ضده". وتساءلت صحيفة "لو جورنال دو ديمانش" الفرنسية على صفحتها الاولى "وماذا بعد؟" مضيفة "ان ادانة صدام حسين لا تغير شيئا على الارض". واستخدم العديد من الصحف الايطالية عبارة "المشهد البربري" في اشارة الى اعدام صدام حسين.
وكتبت صحيفة اوساط الاعمال، "ايل سولي 24 اوري"، "انها ليست بداية عراق جديد". وحدها صحيفة "لا ستامبا دو تورينو" اعتبرت موت صدام حسين "مبررا". وكتبت انه "في بحر الدماء التي تراق يوميا في العراق، فان موت صدام حسين هو الوحيد المبرر على طريق الامل الممكن للعراق".
واقامت صحيفة "ايفينيمنتول زيلي" الرومانية مقارنة مع اعدام الدكتاتور نيكولاي تشاوشيسكو في 25 كانون الاول(ديسمبر) 1989 بعد محاكمة صورية. وكتبت الصحيفة ان نهاية النظام الشيوعي "كانت له ايضا علاقة بديموقراطية نشأت من موت عنيف".
وكتبت صحيفة "جوتارنيي" الكرواتية انه لم يكن امام العراق خيار آخر. واوضحت ان "صدام حسين كان من اسوأ طغاة القرن العشرين (..) وكان ينبغي الحكم عليه بالاعدام في بلد يفرض تلك العقوبة". لكنها اشارت كذلك الى الاحداث التي اعقبت سقوط النظام والتي قالت انها "بينت العجز التام لحكومة الرئيس الاميركي جورج بوش" وحولت العراق الى "المكان الاكثر مأساوية والاكثر خطورة في العالم".
وشجبت الصحف اليونانية العرض "البربري" و"المهين" واعربت عن خشيتها من ان يؤدي اعدام صدام حسين الى انهيار العراق. وعنونت صحيفة "كاثيميريني" الليبرالية "مخاطر حرب اهلية وتوسع النزاع في الخليج".
وكتبت صحيفة "اثنوس" الاشتراكية "رصاصة رحمة على العراق، الولايات المتحدة تصب الزيت على نار الحرب الاهلية". وعنونت "الفثيروتيبيا" "صدمة امام البربرية"، واعتبرت ان اعدام صدام حسين "حول الدكتاتور الى شهيد".
وفي السويد، اعربت صحيفة "داغنس نيتير" عن اسفها لان اعدام صدام حسين "لن يتيح محاكمته بناء على الاتهامات الخطيرة الموجهة اليه".
لبنان يتابع إعدام صدّام والتداعيات بصمت
بلاد تخيفها أشباح العراق المذهبية
لبنان يتابع إعدام صدّام والتداعيات بصمت
إيلي الحاج من بيروت: اكتفى لبنان دولة وأحزاباً وطوائف بوضع المتابع التلفزيوني لأخبار إعدام الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين وتداعياته، فلم يصدر في بيروت أي رد فعل أو تعليق ، باستثناء إشارة في الخطبة الأسبوعية للمرجع الشيعي السيد محمد حسين فضل الله ، وصف فيها صدام بأنه كان طاغية، وذلك في معرض تحذيره من المخططات الأميركية وإثارة الغرائز مذهبياً مما يؤدي إلى فتنة بين المسلمين . وكان بعض أنصار حزب البعث العراقي الذي ألغت السلطات اللبنانية ترخيصه منذ أعوام أطلقوا قبل أشهر تسمية جديدة على أنفسهم هي حزب "طليعة لبنان العربي" بقيادة عبد المجيد الرافعي، النائب السابق عن طرابلس الذي لجأ إلى بغداد طوال مرحلة السيطرة السورية المباشرة على لبنان ولم يعد إلى بلادهإلا مع سقوط البعث العراقي وتقاربه مع الجناح السوري الحاكم في سورية. وقد أصدر هذا الحزب بياناً عشية إعدام صدام حذر من تنفيذ الحكم القضائي في حقه، ودعا "شعبنا في لبنان والوطن العربي، والمؤسسات العربية والدولية، ومنظمات العفو وحقوق الانسان، إلى رفع الصوت عالياً، وممارسة اشكال الضغوط على المحتل الاميركي وعملائه حكام العراق".
لكن"طليعة لبنان العربي" الذي يقتصر أنصاره على العشرات لم يصدر عنه أي موقف بعد إعدام صدّام.
ويعود الصمت اللبناني على هذا الحدث إلى أسباب عدة . أولها إن البعث العراقي لم يعد له أنصار فاعلون في الحياة السياسية اللبنانية منذ زمن طويل ، ثانيها إن المسلمين الشيعة في غالبيتهم التي يمثلها "حزب الله" يعتبرون صدام مجرماً في حق أبناء طائفتهم في العراق والجمهورية الإسلامية في إيران ويكنون له بغضاَ ، لكنهم يحرصون على ألا تكون أميركا وحلفاؤها المستفيدين من انطواء صفحته.ثالثها إن السنة الذين يمثلهم في غالبيتهم "تيار المستقبل" وحلفاؤه يقفون إقليمياً في موقع المملكة العربية السعودية ومصر ودول الخليج التي تنظر إلى صدام كمتسبب بنكبات وكوارث للعرب والمنطقة. ورابعها إن المسيحيين الذين ساهم صدّام في تسلحهم قبل انتهاء حرب لبنان بين 1988 و1990 عبر ميليشيا "القوات اللبنانية" آنذاك ووحدات الجيش التي كانت موالية للجنرال ميشال عون فهم أبعد عن الإلتقاء عقائدياً وسياسياً مع صدام وعقيدته البعثية، وكل ما كانت عليه علاقتهم به في تلك المرحلة مجرد التقاء مصالح ظرفي، إذ قدم لهم السلاح ليتمكنوا من متابعة قتالهملجيش خصمه البعثي الآخر الحاكم في دمشق والذي كان يحتل لبنان. وكان موّل وساهم في حقبات سابقة خصومهم من تنظيماتوميليشيات يسارية وإسلامية وقومية وفلسطينية على أنواعها.
ويذكر في السياق أن الرئيس السابق للجمهورية أمين الجميّل كان التقى صدّام حسين في بغداد قبل إنطلاق الهجوم الأميركي البري على العراق بأيام في إطار وساطة أخيرة، حملها على عاتقه، بين واشنطن والرئيس السابق المعدوم . وهو لم يفصح بعد ذلك عما جرى في لقائهما، لكن قريبين منه نقلوا عنه كلاماً لصدام مفاده أنه فخخ أرض العراق ب"القاعدة" وتنظيمات إسلامية ومذهبية متطرفة لتنفجر في وجه الأميركيين. وهذا ما حصل فعلاً، لكن صدّاما لم يتمكن من الإفلات كما أن التنظيمات التي تمارس العمليات ضد الجيش الأميركي ومؤسسات الدولة العراقية الأمنية والمدنية لم تستطع أن تتحوّل مقاومة وطنية وغرقت في عنف طائفي ومذهبي تكفيري وأعمى.
والخلاصة في يخص موقف اللبنانيين من صدّام أن الرجل لم يعد يعنيشيئاً منذ انتهاء حربهم الداخلية باتفاق الطائف، وإن كان قد داعب مشاعر بعض القوميين والإسلاميين فيهمعندما أطلق بعض صواريخه في اتجاه إسرائيل بعد غزوه للكويت.
لكن فئات من اللبنانيين تخشىاليوم خشية عظيمة أن ينسحب ما يجري في العراق من اقتتال مذهبي على بلادهم الشديدة التعدد والتنوع والتلوّن، خصوصاً إذا ما تفاقمت الأزمة السياسية الداخلية التي يقف فيها السنة والشيعة على طرفي نقيض من الحكومة التي يترأسها الرئيس فؤاد السنيورة التي يتطلع "حزب الله" وحلفاؤه إلى إسقاطها بأي وسيلة باستثناء العنف، في حين يقف بجانبها جمهور سني متراص مدعوم كلياً من الطائفة الدرزية وجزء كبير من الطائفة المسيحية، في حين لم يتمكن الجنرال عون من خلال وقوفه بجانب "حزب الله" ولا حلفاء سورية في لبنان من صبغ المعارضة بالصفة الوطنية العامة، فظلت خلفية المواجهة مذهبية، تلوح فيها من بعيد أشباح عراق ما بعد صدام المخيفة، إذا لم يتوصل الأطراف إلى تسوية سياسية على قاعدة " لا غالب ولا مغلوب" التي لا بد منها للبنان وفق رأي الأمين العام العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، الوسيط المنتظر في القاهرة للعودة إلى بيروت ومعاودة مساعيه إلى الحل عندما تنضج الظروف والإقتناعات.
فضل الله والعراق و"حذار أميركا"
ولعل التعبيرات التي استعملها السيد فضل الله في خطبته توضح مدى الخوف اللبناني من المستقبل على النمط العربي في السنة 2007 إذا ما استمرت الأمور سائرة على منحاها الحالي، قال:" سمعنا أخيرا ان البعض يحاولمن خلال تصفية الطاغية صدام حسين الذي اعدم بالأمس ان يحرك المسألة في الاطار المذهبي. في حين نعرف جميعا أن صداماً أربك العالم الاسلامي والعالم العربي في حروبه وسياسته، وأربك شعبه وقضى على شعبه ومعارضيه دون تمييز مذهبي بينهم. ان البعض يشير الى ان صدام كان سيئا، والحقيقة انه كان طاغية وديكتاتورا صادر شعبه لحساب الاستكبار العالمي . فحذار.. حذار... حذار إثارة المسائل السياسية بعناوين مذهبية، لان هذا ما يهدف اليه الاستكبار المنقض على الواقع الإسلامي كله. إن اميركا تثأر من العالم الاسلامي، وتريد تدمير الإسلام وإعلان الحرب عليه ثقافيا وسياسيا وامنيا واقتصاديا بحجة دمقرطة العالم العربي والإسلامي، كماأنها تثير الفتن وتغذي التطرف والتكفير بين أبناء الأمة جميعا".
... والجوزو يهاجم خامنئي
إلى ذلك سجل اليوم في بيروت أول انعكاس كلامي علني للصراع بين مذاهب العراق، وبين القوى الإقليمية والدولية التي تحوطه ، من خلال تصريح لمفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو الذي حمل على مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران السيد علي خامنئي رداً على تحيته للعراقيين الذين يقاتلون الأميركيين ، فقال: "الخامنئي يفتخر ويعتز بنصر هؤلاء، ولكنه تجاهل الحقيقة وهي ان الشعب العراقي ليس فريقا واحدا بل هو منقسم على نفسه. فريق خائن عميل يقف بجانب اميركا ويحتمي بدباباتها وطائراتها وجنودها لمحاربة الفريق الآخر وذبحه وقتله وتشريده، وفريق آخر أخذ على عاتقه التصدي للاحتلال الاميركي ومقاومته وقهره والانتصار عليه، وهو الفريق الذي يتعرض لحرب شرسة ليس من أميركا وعملائها في الحكم فحسب ومن ايران وعملائها كجيش المهدي وجيش بدر وفرق الموت والخطف والتطهير "المذهبي" والقتل على الهوية فحسب، بل من جميع أتباع المرشد العام للثورة في لبنان وفي سورية وفي العالم العربي. ويتهمون هذا الفريق الذي يحقق هذه الانتصارات بأبشع أنواع التهم، ويلقبونهم بالتكفيريين والصداميين والظلاميين، كما يتهمونهم بالانتماء الى "القاعدة".
كنا نود ان ينصف المرشد العام للثورة الايرانية هؤلاء الناس، وان يقول انهم شباب محافظة الأنبار العربية الاصيلة، وإن الايمان الذي يملأ قلوبهم هو الذي حقق هذا النصر، وانهم من اهل السنة والجماعة. وان يطالب فريقه من الذين ذكرناهم آنفا ومن الحرس الثوري الذي يشارك في المجازر على ارض العراق ان يتوقفوا جميعا عن القتال "المذهبي" وان يتحولوا الى محاربة اميركا ودحرها نهائيا عن ارض العرب والاسلام.
أليس الاولى بالقتال هم أتباع بوش، بدلا من ان تقاتل أتباع محمد(ص)؟
حبذا لو وقفت ايران خلف هؤلاء الابطال لتحمي نفسها من التهديد الاميركي. وحبذا لو وقف العرب في جميع اقطارهم وراء هؤلاء، وحبذا لو وقفت الشعوب العربية وراء هؤلاء للتظاهر من اجل نصرتهم وتأييدهم بدلا من ان يقتلوا بالحقد المذهبي الاسود؟".
مئات العراقيين يتوجهون سيرا على الأقدام لزيارة قبر صدام
تكريت (العراق): توجه المئات من ابناء تكريت صباح اليوم سيرا على الاقدام الى بلدة العوجة المجاورة لزيارة ضريح الرئيس السابق صدام حسين كما افاد مراسل. فقد اغلقت قوات الامن العراقية منافذ مدينة تكريت امام السيارات لكن المئات من ابنائها قطعوا سيرا مسافة الاربعة كلم التي تفصل هذه المدينة السنية عن مسقط راس صدام الذي دفن فيه فجر اليوم.
وافاد المراسل ان الوضع هادئا في تكريت. وقال احد افراد عائلة صدام حسين، وهو موسى فرج الذي شارك في مراسم الدفن، ان "الرئيس العراقي السابق صدام حسين دفن الساعة 04:00 (01:00 ت غ) فجر اليوم الاحد في قرية العوجة" القريبة من تكريت (180 كلم شمال بغداد).
واضاف ان "مئات الاشخاص من افراد عشيرته ومحافظ صلاح الدين شاركوا في مراسم التشييع وان الجثمان دفن في مبنى مخصص لاقامة مراسم عزاء في وسط قرية العوجة شيد ابان حكم صدام حسين". وقال موسى فرج ان المبنى الذي دفن فيه صدام حسين ملك لعائلته.
واكد مصدر قريب من رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي رفض الكشف عن هويته دفن صدام حسين في تلك الملكية العائلية لا في مدفن، مشيرا الى ان الجثمان نقل من بغداد الى تكريت في مروحية تابعة للجيش الاميركي.
صمت إسرائيلي وفلسطيني رسمي بشان إعدام صدام حسين
أسامة العيسة من القدس : على غير المتوقع، انتهت جلسة الحكومة الإسرائيلية الاعتيادية اليوم الأحد، دون أن تصدر بيانا رسميا بشان إعدام الرئيس العراقي السابق صدام حسين. وقالت مصادر إسرائيلية بان الحكومة لم تناقش الموضوع، ولم تستمع إلى تقارير أمنية واستراتيجية حول انعكاسات إعدام حسين، على إسرائيل والشرق الأوسط وعلى العالم، وفي هذه الأثناء، ومع امتناع إسرائيل عن إعلان موقف رسمي، لاسباب غير معروفة، واصل الوزراء والمسؤولون الإسرائيليون ترحيبهم بعملية الإعدام، في حين رأى بعضهم فيها، بان خطوة لإعدام آخرين مثل الرئيس الإيراني احمدي نجاد وقادة المقاومة في فلسطين ولبنان.
وقال شمعون بيرس، نائب رئيس الحكومة الإسرائيلية، بان صدام قتل الآلاف وربما الملايين من الأبرياء من أبناء شعبه، وانه حاول النيل من إسرائيل عندما ضربها بالصواريخ، في حرب الخليج الثانية. وأضاف بيرس، بان صدام كان يشكل خطرا على المنطقة وعلى العالم، وانه يستحق المصير الذي آل إليه. أما الوزير يعقوب ادري، فقال بان إعدام صدام حسين، هو المصير، الذي يجب أن ينتظر ما وصفهم بالمستبدين، وهو ما حدث مثلا لهتلر. وتوعد ادري، الرئيس الإيراني احمدي نجاد، بمصير مماثل، قائلا بان نجاد يستحق نفس مصير صدام حسين. وحيا الوزير ايلي يشاي، أميركا، وقال بان قواتها تقوم بواجبها في المنطقة والعالم على احسن وجه، لكي ينعم العالم بالسلام، وان ما تفعله القوات الأميركية يبعث على الارتياح.
ولم يخف رجل الموساد السابق، والوزير الحالي رافي ايتان، فرحه بإعدام صدام، قائلا بان المنطقة والعالم سيكونان اكثر أمنا بدونه، وهو نفس الموقف الذي عبر عنه أيضا الوزير رون بار اون. أما تساحي هنغبي، رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست، فرحب بشدة بإعدام صدام وغيابه نهائيا عن الساحة، باعتبار أن ذلك خسارة لما وصفه محور الشر. وقال هنغبي "إن اختفاء صدام حسين عن الحلبة السياسية يعد بشرى سارة لكل من يؤمن بتحطم محور الشر".
واضاف هنغبي بان "إعدام صدام يعد إنذارا لأمثاله في السلطة الفلسطينية وفي لبنان" في إشارة إلى قادة حركتي حماس والجهاد في فلسطين وحزب الله في لبنان.
ومثلما لم تعلن إسرائيل موقفا رسميا، كان ذلك أيضا حال السلطة الفلسطينية، ربما لأسباب مختلفة، ولم تصدر حتى الان بيانات رسمية من قبل ديوان محمود عباس (أبو مازن)، رئيس السلطة، أو إسماعيل هنية، رئيس الحكومة الفلسطينية. ويتخوف المسؤولون الفلسطينيون، من التعقيب على إعدام صدام، خشية من زلات لسان، تذكر بموقف الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات المؤيد لغزو الكويت، وهو الموقف الذي ما زالت ذيوله تلقي بظلها على العلاقات الفلسطينية-الكويتية.
وكان عباس قدم اعتذارا رسميا عن ذلك الموقف، للكويت، ولا يرغب بان يصدر موقفا حول الإعدام قد يغضبها، في حين أن هنية، لا يريد أن يعلن موقفا يمكن أن يسبب خلافا مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية. واقتصرت ردود الفعل الفلسطينية على قيادات الصف الثالث، واغلبها ركز على عدم قانونية المحكمة التي حكمت بإعدام صدام، وعلى تحميل الاحتلال الأميركي المسؤولية، وعلى توقيت الإعدام. وفي هذه الأثناء كان الموقف الشعبي الفلسطيني اكثر وضوحا، حيث افتتحت مجلس عزاء بالرئيس العراقي السابق، ونظمت مسيرات تنديدا بالإعدام، وان لم تكن ذات زخم جماهيري.
العراقيون يتبادلون عبر الجوال مشاهد كاملة من اعدام صدام
بغداد:تبادل العراقيون في ما بينهم اليوم وعبر اجهزة الهاتف النقال مقاطع من تصوير لعملية اعدام الرئيس العراقي الاسبق صدام حسين عبر خدمة "بلو توث".وتظهر في المقاطع لقطات لم تبث على شاشات التلفزة كما يسمع فيها صوت صدام وهو يعلق على المشنقة ويردد الشهادة في توثيق لمراحل اعدامه كاملة وكيفية سقوطه من منصة المشنقة ومفارقته الحياة وهتاف احد الحاضرين "سقط الطاغية".
وتبدو غرفة الاعدام في التصوير خافتة الانارة وفيها سلم حديدي يؤدي الى منصة الاعدام التي يتدلى من اعلى سقفها حبل غليظ في حين يحيط بصدام ستة اشخاص ملثمين لم يصعد معه سوى اربعة منهم بدوا ضخام الجثة ولم يرتدوا زيا مماثلا.
وطلب احد الاشخاص الاربعة من صدام ان يرتدي كيسا اسود من القماش في رأسه قبل اعدامه لكنه رفض وحدثه بكلمات لم تفهم جيدا ثم بدأ بادخال الحبل في عنقه بمساعدة رجل اخر.
وهبط احد الاشخاص في هذه الاثناء من السلم الحديدي ليقف خلف رجل سادس كان يلف رأسه بشماغ احمر.
ووفقا لما يسمع في التصوير من اصوات فان ثمة اشخاصا اخرين غير الذين تظهر صورهم كانوا يقفون اسفل المنصة في غرفة الاعدام بانتظار تنفيذه كما كانت هناك اضواء عبارة عن فلاشات انارة المصورين دلالة على وجود مصورين في الغرفة اضافة الى مصور شريط الفيديو.
وبعد تنفيذ الاعدام سارع الحاضرون الى اسفل منصة الشنق لتفقد جثمان صدام الذي بدا رأسه متدليا وظهر بشكل متقطع تحت انارة الكاميرات وعيناه شاخصتان الى اعلى فيما بدا الحبل ملتفا على رقبته.
بعد ذلك ظهرت جثة صدام ممددة على الأرض ملفوفة بكفن أبيض بينما ظهر انه وضع على طرفه الايسر فيما بدت كدمة ارتطامه بالحديد لدى تدليه واضحة على خده الايسر مع بقعة من الدم من جراء اعدامه وقد فارق الحياة ليوضع حد لحياة ديكتاتوراسرف في خوض الحروب وجلب لبلاده وشعبه والشعوب المجاورة الخراب والدمار.
دفن صدام في قاعة احتفالات بالعوجة
"مشنقة العار"... آخر كلمات صدام قبل الشهادتين
دفن صدام في قاعة احتفالات بالعوجة
عبد الرحمن الماجدي من امستردام - وكالات: بعد تضارب الانباء عن مكان دفن جثة الرئيسي اسابق صدام حسين اتضح فجر اليوم ان الجثة دفنت في مسقط رأسه في قرية العوجة بحضور افراد من عائلته وفقا لما صرح به احد افراد عشيرة ابو ناصر التي ينتمي اليها صدام لوكالة (أصوات العراق) صباح اليوم بان جثمان صدام دفن في قاعة العوجة للمناسبات الدينية وهي عبارة عن حديقة كان صدام بناها في بداية التسعينيات من القرن الماضي على أرض للعائلة وليس بها مقبرة.
وكان صدام ردد قبل تلاوة الشهادتين لحظة شنقه " هيه هاي المشنقة... مشنقة العار" بينما كان يقاطعه أحد الحضور بقوله:" إلى جهنم". وبعدها يصيح أحدهم:" يعيش محمد باقر الصدر"، ثم يكرر آخر:" إلى جهنم"، وهنا يعلو صوت أحدهم قائلا:" رجاء لا..بترجاكم لا..الرجل في إعدام." وبعدها يبدأ صدام حسين بتلاوة الشهادتين:" أشهد أن لا إله وأشهد أن محمد رسول الله" واللتين يتلوهما المسلم عادة عندما يعرف أن منيته قد أزفت. وروى عبد الله حسين جبارة نائب محافظ صلاح الدين في حديث تلفزيوني اليوم الاحد تفاصيل نقل جثمان الرئيس العراقي السابق صدام حسين بعد اعدامه من بغداد الى قريته العوجة قرب تكريت في شمال بغداد حيث دفن فجر اليوم الاحد. وقال جبارة في حديث الى "تلفزيون صلاح الدين" الذي يبث من تكريت عاصمة المحافظة وينقل نشاطاتها "بعد المصادقة على تنفيذ حكم الاعدام قام محافظ صلاح الدين حمد حمود الشكطي وانا نائبه الاسبوع الماضي بالتوجه الى بغداد حيث تم لقاء مع (طارق) الهاشمي (نائب الرئيس العراقي) ووزير الداخلية (العراقي جواد البولاني) والمستشار السياسي للسفير الاميركي في بغداد حيث نوقشت معهم اجراءات تنفيذ حكم الاعدام".
واضاف المسؤول العراقي "طلبنا ان نعطى فترة لا تقل عن ثلاثة ايام قبل تنفيذ الحكم من اجل الاعداد الاداري وطلبنا معاملة الجثمان كرئيس سابق للعراق".
وتابع "صباح السبت اول ايام العيد علمنا بتنفيذ حكم الاعدام وبنفس الوقت اغلقت الحكومة العراقية تكريت لمدة اربعة ايام".
وانتشر في العراق منذ مساء امس عبر الهواتف النقالة في العراق لقطات مدتها نحو دقيقتين ونصف تصور اعدام الرئيس العراقي السابق صدام حسين الذي اعدم فجر يوم امس السبت في مقر الاستخبارات العراقية السابق في ذات المكان الذي شهد اعدام مئات من معارضيه. وانتقل الفيلم الى خارج العراق ايضا.
وتناقضت اسباب تبادل الفيلم بين معارضي صدام ومواليه حيث ينظر مواليه اليه كبطل تقبل الموت برباطة جاش فيما ينظر اليه معارضيه كجزاء لما انزله بأقربائهم طوال سنوات حكمه. وقد عرضت القنوات الفضائية مجمل لقطات الفيلم المتداول والذي صوره احد الحاضرين من الذين قتل صدام عدد من افراد اسرته في الثمانينات وفق احد المصادر العراقية الذي اوصل الفيلم لايلاف عبر الهاتف.
واصبح هذا الفيلم القصير المصور بكاميرا الهاتف النقال مادة اعلامية لمعظم الفضائيات العربية والعالمية التي غاب مراسلوها عن حضور اعدام صدام حسين، اذ يصور من زاوية اخرى غير الزاوية التي تركزت فيها كاميرا القناة العراقية الرسمية واعتمدت عليها جميع وسائل الاعلام حتى عصر امس السبت.
من جانب اخر لم يعرف حتى بعد منتصف ليلة امس المكان الذي كان ستدفن فيه جثة صدام حسين اذ ظلت الروايات المتناقلة عبر وسائل الاعلام العربية خاصة قنوات الحرة والعربية والجزيرة تتدوال مكانين هما مسقط رأسه في قرية العوجة بمحافظة صلاح الدين شمال بغداد حيث دفن نجلي صدام عدي وقصي قبل ثلاث سنوات او مدينة الرمادي في محافظة الانبار غربا وفق الوصية التي نقلها احد محامي صدام لابنته رغد في الاردن قبيل اعدامه حيث خيرها بدفن جثته في احد المكانين. لكن اتضح فجر اليوم ان الجثة دفنت في مسقط راسه في قرية العوجة بحضور افراد من عائلته وفقا لما صرح به احد افراد عشيرة البو ناصر التي ينتمي اليها صدام لوكالة (أصوات العراق) صباح اليوم بان جثمان صدام دفن في قاعة العوجة للمناسبات الدينية وهي عبارة عن حديقة كان صدام بناها في بداية التسعينيات من القرن الماضي على أرض للعائلة وليس بها مقبرة.
وان عملية الدفن تمت في الرابعة فجر اليوم في باحة القاعة بحضور قوات امريكية وعراقية وأفراد من عائلة صدام."
وأوضح ذات المصدر أن جثمان صدام كان قد وصل في الساعة الثانية فجر اليوم الاحد على متن طائرة امريكية الى العوجة حيث تم تكفينه ودفنه في الساعة الرابعة فجر اليوم.
وكان رئيس عشيرة البوناصر ناصر علي الندا ومحافظ صلاح الدين حمد حمود القيسي اللذين وصلا بغداد نهار امس على متن مروحية اميركية نقلا جثة الرئيس السابق على متن ذات المروحية بعد ان استلماه من احد مستشفيات بغداد بحضور مستشار رئيس الوزراء عبد الكريم العنزي في ساعة متأخرة من ليلة امس. وقال المحاظ القيسي لوكالة انباء اصوات العراق انه قام ورئيس عشيرة البو ناصر على الندا "بفحص جثمان صدام ولم يظهر به الا جرح على خده الايسر."
من جانب اخر لم يسجل بغداد حتى ظهر اليوم اي خرق عسكري كبير حيث كان هدد حزب البعث يوم امس بعمليات واسعة انتقاما لاعدام صدام.
وشهدت العاصمة بغداد ثلاث تفجيرات بسيارات مفخخة في منطقة الحرية شمال بغداد تحوي غالبية شيعية اذافة الى تفجير انتحاري في منطقة الكوفة المقدسة جنوب بغداد راح ضحيتهما نحو سبعين عراقيا. ويرجح ان يقف تنظيم القاعدة خلف هذه التفجيرات. وقلل عراقيون تحدثوا لايلاف صباح اليوم من ردود فعل البعثيين تجاه اعدام صدام بسبب عدم وجود قدرة عسكرية لجزب البعث داخل التنظيمات المسلحة في العراق حيث يغلب عليها الطابع الديني المتطرف كتنظيم القاعدة والجيش الاسلامي الذي كان حذر يوم امس الاول البعثيين من التحدث باسم المقاومة في العراق. مشددا على ان معركته "لتحرير العراق ستكون في بغداد" وفق بيان نشر في مواقع على الانترنيت.
"مشنقة العار"... آخر كلمات صدام قبل الشهادتين
عملية إعدام الرئيس العراقي السابق صدام حسين تم تصويرها وبث مقاطع منها على بعض محطات التلفزة لكننا هنا نسجل تفاصيل تلك اللحظات في غرفة الإعدام التي سبقت وتلت سقوطه من المنصة وآخر كلماته قبل مفارقته الحياة مباشرة. المكان غرفة داكنة غير مضاءة بشكل جيد فيها درج حديدي يؤدي إلى منصة في أعلى سقفها يتدلى حبل غليظ يقاد إليه رجل محاط بعدد من الرجال.
بدا الرئيس العراقي السابق متحليا برباطة جأش في لحظاته الأخيرة لم يكن ذلك الرجل إلا الرئيس العراقي السابق صدام حسين الذي بدا أنه موثق اليدين وهو يقاد إلى المشنقة على يد أربعة رجال ملثمين ضخام الجثة يرتدون ملابس مدنية. لم يكن أي من الحاضرين الذين ظهروا في نسخة فيلم الإعدام هذه (والتي حصلت البي بي سي عليها) يرتدي زيا رسميا مميزا. أحد هؤلاء يتكلم مع صدام حسين بكلمات غير مسموعة بينما يتفرس فيه صدام كأنما يحاول أن يعرف هويته بعد أن رفض وضع غطاء أسود على رأسه.
يضع هذا الرجل قطعة قماش سوداء حول رقبة صدام، ثم يبدأ في لف حبل المشنقة حولها يساعده رجل آخر في شدها وإحكامها. في هذه الأثناء يهبط رجل خامس كان في المنصة نازلا الدرج الحديدي حيث كان يقف رجل سادس غير ملثم في أسفله، لكن ملامحه لم تكن واضحة، بينما بدا أنه يرتدي الكوفية الحمراء فوق رأسه. في هذه اللحظة بدا أن هناك آخرون لم يظهروا في الشريط المسجل، بينما بدا أن بعض الأنوار كانت تضيء للحظات ثم تختفي، دلالة على وجود مصورين فوتوغرافيين، فضلا عن كاميرات الفيديو.
دار حوار وجيز بين صدام والحضور الذين تابعوا لحظات إعدامه وبينما كان وثاق الحبل يشد على عنق صدام قبل إعدامه، يقول صدام: "يا الله"، ثم يردد أحد الحضور:" اللهم صل على محمد وعلى آل محمد"، ثم يردد بعضهم بعده نفس العبارة، ويتبعونها بالقول:" وعجل فـَرَجَهُم والـْعَن عدوهم"( عانين على ما يبدو الأئمة وفقا للمعتقدات الشيعية).
وفي الحال يردد شخص آخر اسم "مقتدى" ثلاث مرات( في إِشارة على ما يبدو إلى الزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر) وهنا يقول صدام، الذي كان يقف بهدوء ورباطة جأش : " هيه هاي المشنقة... مشنقة العار" بينما كان يقاطعه أحد الحضور بقوله:" إلى جهنم". وبعدها يصيح أحدهم:" يعيش محمد باقر الصدر"، ثم يكرر آخر:" إلى جهنم"، وهنا يعلو صوت أحدهم قائلا:" رجاء لا..بترجاكم لا..الرجل في إعدام." وبعدها يبدأ صدام حسين بتلاوة الشهادتين:" أشهد أن لا إله وأشهد أن محمد رسول الله" واللتين يتلوهما المسلم عادة عندما يعرف أن منيته قد أزفت. ثم يسمع صوت جلبة، ويكرر صدام تلاوة الشهادتين، وقبل أن يكمل الشطر الثاني منها، يسمع صوت مدو يهوي معه جسد صدام ويختفي في فتحة تحت قدميه، وهنا تتعالى أصوات الحاضرين:" اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد."
ويسارع أحد الحاضرين إلى الهتاف بكلمتين:" سقط الطاغية." وهنا تسود أصوات هرج ومرج ، وبدا أن الحاضرين يسرعون إلى أسفل منصة الشنق لتفقد جثمان صدام الذي بدا رأسه متدليا تحت سطوع نور الكاميرات ناظرا لأعلى وقد التف حبل المشنقة حول رأسه. وبينما كان بصيص بريق الحياة يخبو من عينيه سريعا وأثار دماء تغطي وجهه صاح آحد الحاضرين ( على ما يبدو أنه طبيب) بالبقية ليتركوه خمس أو ست دقائق للتأكد من وفاته. وهنا يتواصل صياح الحاضرين وتلمع في المكان أضواء الكاميرات تلتقط صورا لجثمان صدام والروح تفارقه، وتتعالى أصوات بعضهم تحث آخرين على عدم الاقتراب.
ولاحقا بدت جثة صدام ممددة على الأرض ملفوفة بكفن أبيض، بينما ظهر أنه وضع على طرفه الأيسر وقد فارق الحياة، لتطوى بذلك مرحلة من مراحل العراق.
يتبع