عرض مشاركة واحدة
قديم 09-06-2006, 12:03 AM
  #24
عبدالله الوهابي
مراقب سابق
تاريخ التسجيل: Apr 2005
الدولة: مكة المكرمة
المشاركات: 5,988
عبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond repute
افتراضي عيوب النفس ؟

كل واحد منا تعجبه نفسه ، ويعتقد أن آراؤه صائبة وأخلاقه حسنة ، وينتقد الناس ويرى نقائصهم وعيوبهم ولكنه ماجر عن معرفة عيوب نفسه ، ولا يستطيع أن يراها ، مثله في ذلك مثل العين في الوجه ، فأنت تستطيع أن ترى بعينك القريب والبعيد ، والأسود والأبيض وأن تعبر بين الأشياء ، وأن تفحص الثوب وتعرف العيب الذي فيه ، ولكنك لا تستطيع أن ترى عينك التي هي في وجهك إلا إذا أستعنت المرآة 0
والمرآة هنا الأخ الصالح والصديق الناصح الذي يعاشرك ويعرف أحوالك وطباعك ولا يجامل ابتغاء نيل رضاك بل يذكر لك العيوب التي رآها فيك وينبهك عليها وينصحك بتركها ، وعلى هذه الخطة سار سلفنا الصالح فقد كانوا يتناصحون ويتناصرون ولا يعمدون إلى المجاملة والمداهنة وستر العيوب منفذين قول الله تعالى حيث وصف المؤمنين بأنهم يتواصون بالحق ويتواصون بالصبر وقد قيل قديماً أن أخاك من صدقك لا من صدقك 0
كان عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – يقول : رحم الله امرء أهدى إليّ عيوبي فجعل التصريح بعيوبه كالهدية التي يقدمها إليه صاحبه وصديقه وكان يسأل حذيفة – رضي الله عنه – ويقول له : أنت صاحب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في المنافقين فهل ترى علي شيئاً من آثار النفاق ؟ فهو على جلالة قدرة وعلو منزلته وكان يتهم نفسه 0
والعيب في النفس كالمرض في البدن ، فإذا مرضت نفسك على الطيب واطلع على مرض فيك ثم أخفاه عنك من باب المجامل كان غاشاً لك وخائناً للأمانة التي كلفنا بحملها ، والصديق الوفي الناصح يشبه الطبيب فإن حق الإخوة والصحبة والوفاء يوجب علينا أن نبين لك الخطأ الذي صدر منك والعيب الذي رآه فيك بأسلوب مهذب ليست فيه قسوة ولا شدة 0
وهناك طريق آخر لمعرفة عيوب النفس هو كلام الخصم والأعداء لأن عين السخط تبدى المساوي كما يقول الشاعر ، ولعل انتفاع الإنسان يخصم مجاهر بالعداوة أكثر من انتفاعه بصديق مراء مداهن فالعدو يبالغ في نشر نقائصك وعيوبك بين الناس ، فالعاقل يغتنم هذه الفرصة وينتفع بقول عدوه ويبذل جهده في التخلص من العيب الذي يتبين وجود فيه ، قال الحسن : المؤمن مرآة أخيه إن رأى فيه مالا يعجبه سدده وقومه ونصحه 0
__________________
عبدالله الوهابي غير متواجد حالياً