احتفلت قبيلة آل حـيان في تهــامة قحطان بتخرج3 من أبنائها وحصولهم على درجات علمية عليا ، و أقيمت عدة حفلات بهذه المناسبة احتفاء بأبناء متعب آل كردم آخرها كان في منزل عمهم الشيخ محمد آل كردم بمركز الجوة في محافظة سراة عبيدة حيث أعد سرادق كبير ، استقبل فيه الوالد والمحتفى بهم جموع المهنئين من أبناء القبيلة وألقيت العديد من القصائد الوطنية والكلمات التي تثنى على جهد ومثابرة الخريجين إضافة إلى بعض الفنون الشعبية.
و عبر والد المحتفى بهم الداعية الشيخ متعب بن سعيد كردم عن شكره لله على نعمه العظيمة علينا في هذه البلاد ومنها أن وفق أبناءه الثلاثة لمواصلة دراستهم وامتثال قول النبي صلى الله عليه وسلم (من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له به طريقاً إلى الجنة) وذكر أنه حرص منذ فترة مبكرة من عمره على توجيه أبنائه لطريق التعلم بتعليمهم العلم الشرعي حتى يكون لبنة قوية وأساسية ينطلقون منها ويبنى عليها غيرها وبعد أن أخذوا منه بحظ وافر اتجه كل واحد منهم إلى الاتجاه الذي رآه مناسباً له لبناء نفسه وخدمة دينه وأمته ووطنه .

من يمين الصورة محمد "ماجستير" سعيد"دكتوراة" والدهم الداعية المعروف ،عبدالله "ماجستير"

وأضاف أنه بحكم الظروف الأسرية ومسؤوليته عن أفراد أسرة والده "جد المحتفى بهم" بعد وفاته رحمه الله فقد حال ذلك دون إكمال دراسته العليا والتي كانت حلماً يراوده ، ومكث بذلك عقوداً من الزمن يتمنى لو تحقق له ، إلا أنه شعر أخيراً بأنه هو وحده الذي تحقق له ذلك في أبنائه عندما رآهم واحداً تلو الآخر يحصلون على الدرجات العلمية الرفيعة ثم يهدونها له فرأى أنه قد اجتمع له بذلك ما تفرق لغيره .
و وجه نصيحة لشباب هذا البلد بأن يحرصوا على النهل من العلوم وعدم الوقوف عند حد معين فيها خاصة وقد تيسر من الظروف ما كان متعسراً .
وأهاب بالمتعلمين أن يعملوا بما علموا لأنهم مسئولون عنه أمام الله عز وجل ثم أمام أمتهم ووطنهم.
من جهته عبر شيخ شمل قبائل آل حيان آل السري الشيخ جابر بن مشبب بن كردم عن غبطته لما رآه من حصول أبناء هذه المنطقة من بلادنا العزيزة على هذه المؤهلات ورأى فيها فرصة عظيمة لتوجيه الشباب وتوجههم لهذا المنهج واقتدائهم بمن سبقهم واعتبر أن حصول مثل هذا الأمر بنيل الدرجات العليا في هذه المنطقة النائية كان من الأمور المستحيلة في أذهان الناس لا سيما وأنه إلى وقت قريب كانت كثير من القرى تفتقد إلى من يقرأ أو يكتب ؛ حتى أن الرسالة إذا وصلت إلى شخص ربما لم يجد من يقرأها ثم يذهب بها إلى الأسواق الأسبوعية لعله يجد من يقرأها له.

صورة جماعية مع بعض أفراد القبيلة والثاني يسار الصورة وقوفاً شيخ شمل آل حيان "آل السري" الشيخ جابربن مشبب كردم

وتحدث عم المحتفى بهم الشيخ محمد بن سعيد بن كردم قائلاً أن الإنسان تمر به في حياته أفراح وأتراح وأن هذا اليوم الذي يحتفل فيه هو وأسرته بحصول بعض أبنائهم على درجات الماجستير والدكتوراه يعتبر أعظم الأيام سروراً وأكثرها استحقاقاً للاحتفال والاحتفاء ، وأنه في الوقت الذي لا زالت فرق محو الأمية تجوب أنحاء تهامة لتعليم الناس فإن هذه القبيلة تحتفل بحصول بعض أبنائها على أرفع الدرجات ، مشيراً إلى أن هناك من أبناء أسرته من يواصل دراسته العليا في خارج المملكة وسوف يأتي اليوم الذي نحتفل فيه بتخرج دفعة جديدة من أبناء هذه القبيلة وهم يحملون مسؤولية تعليم أبناء أمتهم وتوجيه الشباب لما فيه خيري الدنيا والآخرة.
وأضاف الشيخ محمد أن ما حصل عليه أبناء أخيه من درجات علمية دكتوراه ، ماجستير يعتبرون أول من حصل على هذا الشرف في تهامة قحطان كافة و لا يوجد غيرهم ممن يحمل هذه المؤهلات في تلك المنطقة وهذا يحملهم مسؤولية عظيمة تجاه قبائلهم ومجتمعهم راجياً من الله أن ينفع بهم ويجري الخير على أيديهم.
والمحتفى بهم "بحسب العمر" عبدالله بن متعب بن كردم ويعمل ضابطاً في شرطة الرياض و حصل على درجة الماجستير في العلوم الإدارية الأمنية من جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية عن أطروحته ( اللجان الأمنية ودورها في إدارة الأزمات دراسة نظرية مع التطبيق على اللجان الأمنية في ثمان مناطق إدارية من مناطق المملكة ) ، بتقدير ممتاز، وسعيد "محاضر" في جامعة الملك خالد و حصل على درجة الدكتوراه في أصول الفقه من جامعة الإمــام محمد بن سعود الإسلامية عن أطروحته (السبر والتقسيم وأثره في التقعيد الأصولية ، دراسة نظرية تطبيقية) وتناول في هذه الدراسة فيما يربو على ألف صفحة مسلكاً من مسالك الاستدلال المنطقي مبيناً أثر ذلك الدليل في بعض أبواب أصول الفقه ، و حصل على الدرجة بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى ، وحصل على درجة الماجستير في وقت سابق في القواعد الفقهية من ذات الجامعة، و"محمد" ، محاضر في جامعة الملك خالد ، و حصل على درجة الماجستير في أصول الفقه من جامعة أم القرى بعد أن قام بتحقيق كتاب من أهم كتب أصول الفقه "كتاب الإحكام في أصول الأحكام للآمدي" و منح الدرجة بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى .
وتلقى الثلاثة تعليمهم الابتدائي والمتوسط والثانوي والجامعي في منطقة عسير خلال العقود الثلاثة الماضية قبل أن ينخرطوا في سلك العمل الحكومي ما بين ضابط ومحاضر في الجامعة.
و شكر المحتفى بهم الله عز وجل على ما أولاهم من نعم ، وتوجهوا بعد ذلك بالشكر لحكومتنا الرشيدة التي بذلت الغالي والنفيس في سبيل تذليل العقبات أمام أبناء شعبها وهم منهم لينالوا ما نالوه ، وخصوا بعظيم من الشكر والامتنان والدهم الكريم الذي ضحى بكل شيء في سبيل تهيئة الظروف الملائمة لكل واحد منهم ليطلب العلم ويتخصص فيه ، مشيرين إلى أنه لولا ذلك لما استطاعوا التغلب على الظروف العلمية والاجتماعية التي تعيشها مناطق تهامة ، ولكن الله منَّ عليهم بوالد تعلم العلم على أيدي كبار العلماء في عسير والحجاز وجاور في مكة والمدينة ما يقارب عشرين سنة ليتعلم العلم الشرعي ثم عزم على أن يوجه أبناءه لسلوك طريق التعلم والتعليم واعتبروا أن ما حصلوا عليه لا يعتبر إلا هدية رمزية لوالدهم على ما قام به ، ووعدوا بأن يواصلوا طريقهم في خدمة دينهم وأمتهم.
ولم يغفل المحتفى بهم دور الجندي المجهول الذي يقف خلف ما تحقق من إنجاز وهو والدتهم التي بذلت جهداً وحثتهم ودعمتهم وحاولت جاهدة دفع ما قد يعترضهم من كسل أو ملل ، وعزوا الفضل العظيم لها بعد الله فيما تحقق لهم معتبرين أن استغلالها أوقات الإجابة للدعاء لهم هي من أكبر ما شرح صدورهم ، وتمنوا من الله أن يوفقهم للقيام بحقها وحق والدهم عليهم.