حكم الأناشيد الإسلاميــة
المحمود الله جل جلاله ، والمصلى عليه محمد وآله ، والمدعو له الإسلام ورجاله .. وبعد :
قال العلامة عبد العزيز ابن باز.. رحمه الله : ( لأناشيد الإسلامية تختلف فإذا كانت سليمة ليس فيها إلا الدعوة إلى الخير والتذكير بالخير وطاعة الله ورسوله والدعوة إلى حماية الأوطان من كيد الأعداء والاستعداد للأعداء ونحو ذلك فليس فيها شيء ، أما إذا كانت فيها غير ذلك من دعوة إلى المعاصي واختلاط النساء بالرجال أو تكشف عندهم أو أي فساد فلا يجوز استماعها ) اهـ "مجموع فتاوى ومقالات متنوعة" (3/437). و قال أيضا رحمه الله : ( لأناشيد الإسلامية مثل الأشعار؛ إن كانت سليمة فهي سليمة ، و إن كانت فيها منكر فهي منكر ... و الحاصل أن البَتَّ فيها مطلقاً ليس بسديد ، بل يُنظر فيها ؛ فالأناشيد السليمة لا بأس بها ، والأناشيد التي فيها منكر أو دعوة إلى منكرٍ منكرةٌ ) راجع هذه الفتوى في شريط أسئلة وأجوبة الجامع الكبير ( رقم : 90 /أ ) قال الشيخ محمد الصالح العثيمين رحمه الله : ( الأناشيد الإسلامية كثُرَ الكلام حولها، و أنا لم أستمع إليها منذ مدة طويلةٍ ، و هي أول ما ظهرت كانت لا بأس بها ، ليس فيها دفوف ، و تُؤدَّى تأديةً ليس فيها فتنة ، و ليست على نغمات الأغاني المحرمة ، لكن تطورت وصارَ يُسمع منها قرع يُمكن أن يكون دُفاً ، ويمكن أن يكون غيرَ دُفٍّ. كما تطورت باختيار ذوي الأصوات الجميلة الفاتنة ، وثم تطورت أيضاً حتى أصبحت تؤدى على صفة الأغاني المحرمة ، لذلك: أصبح في النفس منها شيء و قلق ، و لا يمكن للإنسان أن يفتي بإنها جائزة على كل حال ولا بإنها ممنوعة على كل حال ، لكن إن خلت من الأمور التي أشرت إليها فهي جائزة ، أما إذا كانت مصحوبة بدُفٍ ، أو كانت مختاراً لها ذوو الأصوات الجميلة التي تَفتِن ، أو أُدِّيَت على نغمات الأغاني الهابطة ، فإنّه لا يجوز الاستماع إليها ) ( انظر : الصحوة الإسلامية ، ص : 185 ) اعتَبَرَت اللجنةُ الدائمةُ للإفتاءُ الأناشيدَ بديلاً شرعيّاً عن الغناء المحرّم ، إذ جاء في فتاواها ( يجوز لك أن تستعيض عن هذه الأغاني بأناشيد إسلامية ، فيها من الحِكَم والمواعظ والعِبَر ما يثير الحماس والغيرة على الدين ، ويهُزُّ العواطف الإسلامية ، وينفر من الشر ودواعيه ، لتَبعَثَ نفسَ من يُنشِدُها ومن يسمعُها إلى طاعة الله ، وتُنَفِّر من معصيته تعالى ، وتَعَدِّي حدوده ، إلى الاحتماءِ بحِمَى شَرعِهِ ، والجهادِ في سبيله . لكن لا يتخذ من ذلك وِرْداً لنفسه يلتزمُه ، وعادةً يستمر عليها ، بل يكون ذلك في الفينة بعد الفينة ، عند وجود مناسباتٍ ودواعيَ تدعو إليه ، كالأعراس والأسفار للجهاد ونحوه ، وعند فتور الهمم ، لإثارة النفس والنهوض بها إلى فعل الخير ، وعند نزوع النفس إلى الشر وجموحها ، لردعها عنه وتـنفيرها منه . وخيرٌ من ذلك أن يتخذ لنفسه حزباً من القرآن يتلوه ، ووِرداً من الأذكار النبوية الثابتة ، فإن ذلك أزكَى للنفس ، وأطهر ، وأقوى في شرح الصدر، وطُمأنينة القلب . قال تعالى : ( اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ) سورة الزمر آية رقم (23) وقال سبحانه : ( الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ * الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ ) سورة الرعد آية رقم (28-29) " وقد كان دَيدَن الصحابة وشأنهم رضي الله عنهم العناية بالكتاب والسنة حفظاً ودِراسةً وعملاً ، ومع ذلك كانت لهم أناشيد وحداء يترنمون به في مثل حفرِ الخندق ، وبناء المساجد ، وفي سيرهم إلى الجهاد ، ونحو ذلك من المناسبات ، دون أن يجعلوه شعارهم ، و يعيروه جلّ همهم وعنايتهم ، لكنه مما يروحون به عن أنفسهم ، و يهيجون به مشاعرهم " ( انظر النص الكامل لهذه الفتوى في كتاب : فتاوى إسلامية لأصحاب الفضيلة العلماء ، جمع وترتيب محمد بن عبدالعزيز المسند : (4/533) قال الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين حفظه الله : ( النشيد هو قراءة القصائد إما بصوت واحد أو بترديد جماعتين، وقد كرهه بعض المشايخ ، وقالوا: إنه من طرق الصوفية ، وأن الترنم به يشبه الأغاني التي تثير الغرائز ، ويحصل بها نشوة ومحبة لتلك النغمات . ولكن المختار عندي : جواز ذلك- إذا سلمت من المحذور- وكانت القصائد لا محذور في معانيها ، كالحماسية والأشعار التي تحتوي على تشجيع المسلمين على الأعمال ، وتحذيرهم من المعاصي ، وبعث الهمم إلى الجهاد ، والمسابقة في فعل الخيرات ، فإن مصلحتها ظاهرة ، وهي بعيدة عن الأغاني، وسالمة من الترنم ومن دوافع الفساد. (( من موقع نداء الإيمان al-eman.com - )) قال محدّث الديار الشاميّة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله : ( إذا كانت هذه الأناشيد ذات معانٍ إسلامية ، وليس معها شيء من المعازف وآلات الطرب كالدفوف والطبول ونحوِها ، فهذا أمرٌ لا بأس به ، ولكن لابد من بيان شرطٍ مهم لجوازها ، وهو أن تكون خالية من المخالفات الشرعية ؛ كالغلوّ ، ونَحوِه ، ثم شرط آخر ، وهو عدم اتخاذها دَيدَناً ، إذ ذلك يصرِفُ سامعيها عن قراءة القرآن الذي وَرَدَ الحضُّ عليه في السُنَّة النبوية المطهرة ، وكذلك يصرِفُهُم عن طلب العلم النافع ، والدعوة إلى الله سبحانه ) العدد الثاني من مجلة الأصالة ، الصادر بتاريخ 15 جمادى الآخرة 1413هـ وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم |
رد : حكم الأناشيد الإسلاميــة
أخي
ابن رشد الصغير جزاك الله خيرالجزاء ونفع بك تقبل تحيتي وتقديري |
رد : حكم الأناشيد الإسلاميــة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخي ابن رشد الصغير جزاك الله خير ،، . |
رد : حكم الأناشيد الإسلاميــة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خير اخوي ابن رشد والله يوفقك |
رد : حكم الأناشيد الإسلاميــة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي العزيز أبن رشد بارك الله فيك وفي علمك النير وجزاك الله خير الجزاء |
رد : حكم الأناشيد الإسلاميــة
الأخ العزيز ابن رشد الصغير
موضوع رائع ومفيد للغاية بارك الله فيك وجزاك الله خيراً وجعلها في موازين حسناتك وتقبل مروري وتحياتي |
رد : حكم الأناشيد الإسلاميــة
الله يجزاك بالخير
|
رد : حكم الأناشيد الإسلاميــة
اقتباس:
أخي محمد الشايع بارك الله فيك أخي الحبيب |
رد : حكم الأناشيد الإسلاميــة
اقتباس:
أخي فارس لا هنت وجزيت خيراً ورفع الله قدرك على مرورك الدائم |
رد : حكم الأناشيد الإسلاميــة
اقتباس:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وجزيت خيراً ، وزوجت بكرا |
الساعة الآن 01:51 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
جميع الحقوق الأدبيه والفكرية محفوظة لشبكة قحطان وعلى من يقتبس من الموقع الأشارة الى المصدر
وجميع المواضيع والمشاركات المطروحه في المجالس لاتمثل على وجه الأساس رأي ووجهة نظر الموقع أو أفراد قبيلة قحطان إنما تمثل وجهة نظر كاتبها .
Copyright ©2003 - 2011, www.qahtaan.com