شبكة قحطان - مجالس قحطان - منتديات قحطان - بنـــــــــي هــــــــلال والـــــزناتــــــــــــــي في تونـــس

حــرب بنـي هـــلال والزناتــي في تونس

سار بني هلال حتى وصلوا بلاد تونس ونزلوا في وادي أسمة وادي الرشاش وعندما نزلوا بهذا الوادي جفلت منه الوحوش والصيد وكان لزناتي أبن أخت يقال له العلام بن غضبه فالتفت الزناتي للعلام وقال أخرج وأتنا بصيد فقام وأخذ الكلاب والصقارة وطلع الى الصيد فما مشوا ألا قليلا إلا والصيد من كل جنس بين أرجلهم فأصدادوا ورجعوا وعندما أتوه أستغرب الزناتي وتعجب فقال للعلام ما جاب هذا الصيد ألا شئ فقال العلام أنا أخاف لو أن ذاك العبد إلي حبسته جاء بقومه وبسببهم جعلت الوحوش والصيد فتكدر الزناتي وذهب الى قصره ونام وعندما نام رأى في منامه بأن هناك عرب آتيه مثل الجن ولهم سلطان كبير الشأن ومعهم العبد الذي أتى الى عنده وراح وأخلى رفاقه ورأى فارسا أشقر أسمه على أسم الذئب وقد ملكوا بلاده فقام من نومه طايش العقل فأستدعى أبن أخته العلام وأخبره بما رأى وطلب منه تفسيره فقام واستعان بـ ( ضرب الرمل ) وهو نوع من التنجيم فبان عنده أهوال وقال كلامك صحيح هم عربان بني هلال وملكهم أبن سرحان فتكدر الزناتي من الخبر واذا بالهصيص مقبل وأخوته معه فستقبلهم الزناتي وأكرمهم فقال أحدهم مالي أرى وجوهكم متغيره فأخبرهم بما رآه في منامه فقال الهصيص وأنا حلمت نفس الحلم . وكان أحد الحضور أسمه سليمان خبار في الطرق والديار فقال له الزناتي أذهب وتقص لنا الإخبار فذهب حتى وصل وادي الرشاش فوجد قوما كالبحر الهائل فسأل عن أمير القوم فأرشدوه فدخل على الامير حسن فرحب به الامير وأكرمه وأدهشه بكرمه فعاد وأخبر الزناتي بما رآه فتكدر الزناتي وأرسل الى جميع الأمراء يخبرهم بالأمر وأما العلام فقد أخذ ألف فارس وذهب الى وادي الرشاش واذا مقبل عليه فرسان مثل الجراد وكان عقيدهم أبو زيد ومعه الخفاجي عامر وزيدان بن غانم وعندما نظر أبو زيد الى العلام قال لرفاقه احترسوا من القوم فهم قوم العلام ابن عم الزناتي وعندما تقابلوا فقال له العلام من أنت ؟ الست عبد المحا بيس ؟ قال نعم يجابان فقال له أين الرجال قال أنا معي ألف والباقون خلفي وأنا أبو زيد الهمام فلما سمع كلامه دار بينهم قتال شديد والحقوا بهم هلال الخسائر ففروا هاربين من ساحة القتال وعاد بني هلال بالخيل والأموال وعندما رجع العلام التقى بالهصيص وأخبره بما جرى فذهب بفرسانه لبني هلال فرآهم أبو زيد وراء غبارهم قد حجب الإبصار فألتقاهم أبو زيد وكسرهم وعادوا وعندما أتى الليل عادوا الكره على بني هلال ودار بينهم قتال شديد وأخذوا خيل بني هلال والبنات والنياق وأراد الهصيص أن يقتل ذياب بن غانم ففر منه وفر الامير حسن وجماعتهم فأخذت البنات تصيح فسمعهم أبو زيد الهلالي وقومه فعادت نيرانه المشتعلة ورجع مع قومه وأطلق العنان على لقاء الأعداء فالتقاه الهصيص في الميدان فقتله أبو زيد وفتكوا بفرسانه واخذوا الخيل والبنات والنياق وأخذوا البنات تزغرد لهم وعادوا الى أهليهم بالغنائم .
فعادة نيرانه المشتعله زرجع مع قومه وأطلق العنان على لقاء الاعداء فالتقاه الهصيص في الميدان فقتله أبو زيد وفتكوا بفرسانه وأخذوا الخيل والبنات والنياق وأخذوا البنات تزغرد لهم وعادوا الى أهلهم بالغنائم وسمع ذياب والامير حسن ومن معهم بما فعله أبو زيد وجماعته واجتمعوا وقال ذياب يا بو زيد أنت طول الله عمرك تفرج عن بني هلال غمها فقال كونوا على حذر لأن الذين حاربناهم نقطه من بحر لان قوم الزناتي أربعة عشر سلطان تحكم على مائة ألف فارس والبوش يخاف عليه من العدى ليلا يأخذوه ونريد أن نبعث معه أمير فقالوا من يروح مع البوش فقالوا نشاور الجازيه وهي أخت الامير وهي أكبر نساء بني هلال ولها ثلث الشور فأحضروها وعندما دارت عليهم القهوه قال الامير حسن للجازيه قد أرسلنا ورآك على شأن نشاورك في أمر البوش نبي نرسله الى مكان غير مكانه فشوري علينا من يروح مع البوش ابو زيد مالنا بعده تدبير وأنا أمير القوم والقاضي أصابعه مقطوعة ولا يصلح ألا ذياب فما رأيك فقالت لهم نعم الشور فنخاه الامير حسن فعرف ذياب بأنها مكيدة من الجازيه فقال أبشروا فقالوا الأمراء الموجودين من يرد عنا القوم فقال أبو زيد يا لأجواد أنا السند لكم وأوصيكم يا فرسان أن تكونوا عصبه ولا تزعل يا ذياب يا بو وطفا فكن بعزمك وأحم البوش ومعك ألفين فارس وخياله وثلاثة ألاف جندي وأصبر على الأهوال لولاك ياذياب يا أبن غانم ما سكنت بني هلال نجد ولا راحة لبلاد المغرب وربعك حولك مثل الأسود كم وقعه منكم أشفت غليل بني هلال فقال ذياب بن غانم يا بو زيد أنت السيد وفيك الخير والسعد .
وركب هو وقومه تسعون ألف فارس ولكل ألف فارس رأيه بيضاء وساروا وأبو زيد معهم وساق الرعيان البوش وكانوا ستة ألاف راعي وساروا حتى وصلوا وادي الغباين فوجدوه رعي وشلالات وأشجار فقال أبو زيد أنزلوا في هذا المكان واحذروا من الأعادي ثم عاد لبني هلال وذياب نصب صيوانه في الوادي ووضع حراس على رؤوس الجبال خوفا من العداء أما الزناتي فعندما علم بمقتل الهصيص غضب وأتى بجيش ودارت بينهم معارك كبيره وكان الزناتي أذا قتل أمير من بني هلال أخذ رأسه ووضعه على سور تونس ولهذا يقول الزناتي لغانم :

قال الــــزناتي أبن مـــهران صــادق ........ ولـــي قلــب من حــجر صــــتوان
أنـــــتم علـــينا يا أمــــير أعـــتديتم ........ زرتم بــلادي وخـربتم البــــلــدان
تسعين أمــير صاروا رؤوسهم عندي ........ ورملت من بعدهم ترى النســوان

وفي يوم من الأيام قال الزناتي ما قتل ذياب مع الذين قتلناهم قالوا ذياب في وادي الغباين مع بوش بني هلال فقال مرادنا نقتله ونجيب البوش منه والتفت الى أخوه خرابه وأمره أن يروح لوادي الغباين لقتل ذياب ونهب البوش فذهب حتى وصل وادي الغباين وعندما رأوه الرعيان صاحوا فركب ذياب جواده وواجههم بفرسانه ودارت معركة شرسة قتل فيها خرابه وطاردوا فرسانه وقتل منهم رجال كثير ولم ينجو ألا الذي وصل الى الزناتي فأخبروه بما جرى وبمقتل أخزه خرابه فصاح في أخوه الثاني مكحول وقال خذ بثأرنا من ذياب وفرسانه وأجلب لنا بوشهم فهب على رأس الجيش حتى وصلوا وادي الغباين وهاجموا الرعيان وساقوا البوش وكان ذياب في الصيد ولا يوجد عند البوش سواء ألف فارس فوصل الخبر لذياب فهب لنجدة الفرسان والتقاء الفريقان وجاء بينهم قتال شرس فقام ذياب وقتل مكحول وعندما رأوا الفرسان بأن أميرهم قتل فروا فلحق بهم ذياب وفرسانه وضربوهم بالسيوف وقتل منهم عشرة ألاف فارس والباقون هربوا ولما وصلوا الى الزناتي أخبروه بما جرى فغضب ونزل الميدان ودارت بينه وبين أبو زيد والأمير حسن قتال الحقوا الزناتي فيها خسائر كبيره.
واجتمعوا بني هلال عند الامير حسن وأبو زيد معهم فقال أنا بأسوي حيله أقتل فيها الزناتي أتوني بالجازيه أخت الامير حسن فنادوها فحضرت فقال لها أبو زيد أجمعي مائة بنت من أحسن البنات وأحضريهن في الليل فأحضرت مائة بنت الى أبو زيد فقام ولبس مثلهم ولبس درعه وتحزم بسيفه وساروا حتى وصلوا الى بوابة تونس فقال أبو زيد دقي الباب فقال البواب من الطارق في هذه الليل فقالت ألجازيه نحن بنات العرب جيئنا ومعنا بضائع فقال لها البواب روحوا فلن أفتح لكم الباب في الليل فألحت عليه ألجازيه فذهب الى الزناتي وأخبره فقال لا تفتح الباب هذه من حيل أبو زيد فرجع إليهم وأخبرهم بما قاله الزناتي فرجعوا الى عربهم بني هلال.
أما مرعي أبن الامير حسن فقد كان على علاقة غرام مع بنت الزناتي سعداء وهو مسجون عندها بقصرها ومعه يحيى ويونس فقال لها مرعي الى متى الانتظار وقد طال علينا الوقت وأبوك يحارب أبو زيد ولا يفتح الباب فضحكت سعداء وقالت أنا أفض هذه المشكلة لان ما يقتل أبي ألا الامير ذياب لأنه عندي في الكتاب ولكن سأروح الليلة الى الامير حسن وأدعيه يجيب ذياب وعندما جاء الليل جمعت البنات وقالت نبي نروح الى بني هلال نتفرج على بناتهم ونشوف أميرهم وكبت أمامهم سعداء وذهبوا حتى وصلوا الى البوابة فقالت أفتح الباب فقال البواب المفتاح مع أبوك فقالت عندي مفتاح أفتح الباب وإياك أن تخبر أحدا وأبق في انتظارنا حتى نعود وذهبوا حتى وصلوا الى بني هلال وسألت عن مكان أميرهم فدلوها وأتت الى صيوان الامير وسألت عنه قالوا نام فقالت اخبروه بأن بنت الزناتي تبيه وسوف ترجع الليله فأخبروه فتعجب من حضورها فخرج إليهن فنزلت هي ورفيقاتها من على الخيول وأستقبلهم الامير حسن وزوجته فقالت لهم يا بو علي أطمئنوا على مرعي ورفاقه فهم في أعز حال وأرسلوا وراء ذياب بن غانم فأرسل الى الامير زيد فأتى وسلم عليهم وشرحت لهم سعداء وأكدت عليهم ليرسلوا وراء ذياب ثم ودعتهم ورجعت مع رفيقاتها الى القصر.

الى هنا والى لقاء قريب مع ذياب بن غانم
والسلام عليكم ..