التعامل مع الأخرين فن وأي فن..إنه فن يحتاج الى تدريب وممارسه..كيف لا ؟ والناس يختلفون في نظراتهم وتوجهاتهم وقناعاتهم وأخلاقهم وصبرهم وتحملهم.

يقول الشاعر العربي:

الناس كالأرض ومنها هُُمُ *** فمن خَشنِ الطبع ومن ليِّنِ
فجنـدلٌ تدمـى بـه أرجـلٌ *** وإثـمدٌ يـُوضـع في الأعـينِ

وإن كنا نؤمن بهذا فبداهة أن معاملة الناس معاملة واحده لاتستقيم..

ومن هنا قيل(خاطبوا الناس على قدر عقولهم)

لذا فنحن بحاجة ماسة لفن التعامل مع الأخرين وخاصة في هذا العصر الذي طغت في الماديات وأهتم الكثير فيه بالمصالح على حساب الاخلاق. زمن المدنية المعقدة والتقنية السريعة والابتكارات الرهيبه .زمن الضغوط النفسية والصراعات الداخليه

..ومن هنا....

دعونا ننطلق من ديننا الحنيف وكيف حث على الاخلاق والتعامل مع الغير.

قال تعالى:

( ادفع بالتي هي احسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم، ولا يلقاها إلا الذين صبروا، ولا يلقاها إلا ذو حظ عظيم)

(ولو كنت فضاَ غليظ القلب لأنفضوا من حولك)

وقال صلى الله عليه وسلم (الدين المعامله)

وقال صلى الله عليه وسلم (لن تسعوا الناس باموالكم فسعوهم بأخلاقكم) أو كما قال عليه أفضل الصلاة والسلام..

نفهم من هذا أن من أصول الفن الابتعاد عن الغلظة في القول والفعل ..ونفهم من هذا أن الأخلاق هي السبب الرئيس لكسب القلوب..

لذا ابدِ للناس اهتمامك بهم أكثر من اهتمامك بنفسك .لاتركز على السلبيات دون الايجابيات وأبتعد كل البعد عن النقد المباشر. وتأكد أن الناس يكرهون الزلات..وجميل أن تعتمد التلميح لا التصريح في معالجة الأخطاء..وإن أضطررت للتحدث عن الاخطاء صراحة فأذكر أخطائك أولاً.وإياك ومعاملة الناس بإستعلاء.وأنتبه من جرح مشاعر الاخرين وتجنب الجدال. وقدر من أمامك تفز بتقديره..ولا تنسى التسامح والتغاضي والهدايا. وإياك إياك أن تفتقد محياك الابتسامه

وهنيئاً لمن كسب هذا الفن.....