كان ابن هتيـــــل الدواسر جارا لإبن رقطة من ال فاضل ال سعد قحطان ، وكانت احواله ضعيفة وكان لا يوجد معه سوى ثلاثة بعارين ، فقاموا آل سعد بجمع مجموعة من الإبل لجارهم الدوسري حتى اصبحت رعيه ، وبقي بجانبهم سنوات عديدة ثم ارتحل الى جماعته الدواسر ، وأرسل لهم هذه الأبيات وهي من ضمن قصيدة طويلة ولا يحضر الراوي منها الا هذه الابيات :

وعند وصوله لجماعته الدواسر اغارت خيل من قبيلة ال عاطف قحطان وأخذوا ابل من الدواسر ومن ضمنها ابل ابن هتيل التي اعطوها اياه ال سعد فأرسل الى قصيره السابق ابن رقطة قصيدة منها هذه الابيات وهي طويلة لكن لا يحضر الراوي الا هذين البيتين :

وعندما وصلت القصيدة لإبن رقطة ، طلب من الدوسري أن يحضر إليهم وسيعطونه بدلا منها ، إلا أن الدوسري رفض ذلك العرض وأصر على إبله السابقة دون غيرها ، وهنا قام إبن رقطة وجماعته آل سعد بالذهاب إلى أبناء عمومتهم آل عاطف وأخبروهم بالأمر وما هم قادمون لأجله ، فقال آل عاطف إن الإبل لم تعد لكم وابن هتيل لم يكن جارا أو قصيرا لكم عند اخذها ، فقال آل سعد نحن نعلم ذلك وأنتم ونحن لدى بعض أهم من الإبل وغيرها ، وهذا الدوسري انتخى بنا ، والآن أعطونا الإبل واعتبروها هدية منكم ، فقال شيوخ ال عاطف وعقلاؤهم وحكماؤهم للرافضين اعطاء ال سعد الابل : لا تفشلون بني عمكم عند الدوسري من ناحية وتخسرونهم من ناحية أخرى أعيدوا لأبناء عمكم الإبل وعوضوها في ابل الدواسر مرة أخرى ، فقاموا بإعادة الإبل الى آل سعد الذين بدورهم أعادوها للدوسري .

وهذا يدل على مكارم الأخلاق وصدق أخوة الإنتماء بين ال سعد وال عاطف الذين لم يتمسكوا برأيهم مع أن الإبل من حقهم ، ولا لآل سعد عليهم حق إلا حق الأخوة والرابطة التي تربط بينهم ، ولكنهم رغم ذلك لم يخسروا ابناء عمهم من أجل ابل يمكن تعويضها مرة أخرى ومن نفس القوم .

المصدر : سالم بن شافي الدوسري .ملاحظة ( ارجو ممن يحفظ أي من القصيدتين او لديه اضافة او تعديل ، كتابتها ، وسأكون شاكرا له )

تقبلوا تحيات
اخوكم
السيف النادر