شبكة قحطان - مجالس قحطان - منتديات قحطان

شبكة قحطان - مجالس قحطان - منتديات قحطان (https://www.qahtaan.com/vb/index.php)
-   مجلس النبي صلى الله عليه وسلم (https://www.qahtaan.com/vb/forumdisplay.php?f=36)
-   -   هـذا هـو نـبـيـنـا يـسـتـفـيـد مـن الـحـدث ويـوظـفـه (https://www.qahtaan.com/vb/showthread.php?t=58827)

سعيد شايع 03-02-2010 10:21 AM

هـذا هـو نـبـيـنـا يـسـتـفـيـد مـن الـحـدث ويـوظـفـه
 
إن من الأساليب النبوية في التربية والتعليم: الاستفادة من الأحداث وتوظيفها:

أخي المسلم: كل يوم تطلع فيه الشمس تتجدد أحداث وتمر حوادث , والعاقل يستفيد منها ويفيد

وذلك في التعليم وتأكيد التربية في قرارة نفسه أولا وعند من له علاقة بهم

روى مسلم عن جابر _ رضي الله عنه _ :" أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ مر بالسوق داخلا من بعض

العالية , والناس كنفتيه ـ أي جانبية ـ فمر بجدي ميت أسك ـ أي صغير الأذنين ـ فتناوله فأخذ بإذنه

ثم قال: أيكم يحب أن هذا له بدرهم؟

قالوا: ما نحب أنه لنا بشي وما نصنع به؟

قال: أتحبون أنه لكم؟

قالوا: والله لو كان حيا كان هذا أسك فكيف وهو ميت؟

فقال: فو الله للدنيا أهون على الله من هذا عليكم "

أنظر للأسلوب الحواري العملي

يرى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ جديا مقطوع الأذنين وميتا تزكم

رائحته الأنوف ، فيمسكه من إحدى أذنيه ويرفعه حتى يكون رأي العين ويقول:

من يشتريه بدرهم؟

فيأبون ، وماذا يفعلون بجيفة ميتة؟

لو كان حيا ومقطوع الأذن ما رغبوا فيه ، فكيف وهو ميت؟

وحين وصلوا إلى هذا المفهوم

وعظهم النبي ـ صلوات ربي وسلامه ـ عليه فأخرج الدنيا من قلوبهم وصغرها في أعينهم فقال:

" فوالله للدنيا أهون على الله من هذا عليكم "

كل ذلك بحدث مر عليه فاستفاد من توظيفه للوصول إلى هدف أكبر ، فهل يعي هذا من يلهث وراء الدنيا

التي هي أهون على الله من جدي ميت؟

لقد فهما المؤمن فقال الله على لسانه

{ يا قوم إنما الحياة الدنيا متاع }

لا ثبات له ولا دوام ، فالليالي والأيام تتعاقب على الناس

فهذا يسير في منصب أيام ثم يمرض أو يتقاعد أو يموت

فيأتي بعده من يقعد مكانه أيام ، وهكذا تجدها لا تثبت لأحد ولا تدوم

{ متاع قليل }

فأين الذين يعلمون

{ ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون }

أين هم من قول الله

{ يا أيها الناس إن وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا }

أصحاب الغفلة يضيعون الآخرة:

بالتسكع في الأسواق ... والسهر على الأرصفة وفي الشوارع ..... والعكوف أمام الشاشات ....

والتنقل من قناة إلى قناة .... ومن موقع إلى موقع ....... ومن صحيفة إلى صحيفة ........

بحثا عما تهواه أنفسهم ، ثم النوم الطويل والاسيقاظ للأكل والشرب ، والدور المطلوب مفقود

والإنتاجية ضائعة والأجسام هزيلة والعقول فارغة من التفكير السليم ، والفكر مشغول بالتفاهات

والغاية محدودة والهدف الحقيقي لا يكاد يذكر ، وإنك حينما تنظر للواقع تتذكر قول الحبيب حين قال

" إنما الناس كالإبل المائة لا تكاد تجد فيها راحلة " متفق عليه

يجذب سمك هذا الحديث لأول وهلة تسمعه ، فقد شبه ـ عليه الصلاة والسلام ـ جموع الناس بجموع الإبل لا

فرق بين تلك الإبل وبعضها إلا الراحلة المتميزية النجيبة المختارة لكي تُركب لكامل أوصافها ، فإذا كانت

في إبل عرفت وقس على ذلك في الناس لا تجد في مائة من الناس إلا واحدا صالحا في نفسه ومصلحا

لغيره أو لا تجد في مائة من الناس إلا واحدا هو الذي يصلح للصحبة أو يعين ويعاون

والحديث يشير إلى الدعوة الإيجابية والإتقان والعمل الجاد والمعونة على البر والتقوى

إن إدراك هذا المعنى يجعل المسلم عالي الهمة ، متطلعا للمزيد في العلم والعمل إلى من هو فوقه

ولا ينظر إلى من هو دونه ، وعلى الآباء والأمهات والمربون الاعتناء بالعناصر الفاعلة المتميزة إذا هم قليل.

>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>

ومن الأحداث التي استفاد منها النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في التربية والتعليم :

ما ثبت عن عمر ـ رضي الله عنه ـ قال: قدم على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ سبي ، فإذا بامرأة

من السبي تبتغي ، إذ وجدت صبيا في السبي أخذته فألصقته ببطنها وأرضعته ، فقال: لنا رسول

الله صلى الله عليه وسلم " أترون هذه المرأة طارحة ولدها في النار؟

قلنا: لا والله !وهي تقدر على أن لا تطرحه فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلـم ـ لله أرحم بعباده من

هذه بولدها "رواه مسلم

كان يمكن أن يذهب هذا الحدث دون تعليق لكن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أفاد منه أي أفاده

ووجدها فرصة للتربية والتعليم فبين رحمة الله الواسعة التي وسعت كل شيء حتى لا يقنط القانطون

ولا ييأس اليائسون ، فلو أننا لو دققنا النظر في فعل تلك المرأة لوجدناها متصفة بخلق الرحمة إذ

هو مفتاح القبول لدى القلوب

وقد تجلى هذا الخلق في ذات المصطفى ـ صلوات ربي وسلامه عليه ـ فحوت رحمته طبقات المجتمع كلها

أرامل وأيتام ونساء ومساكين صغاراً وكباراً حتى وسعت رحمته أعدائه ، ولم يقتصر ذلك على فعله بل

عداه بقوله " الراحمون يرحمهم الرحمن ، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء "

رواه أبو داوود والترمذي

وقال ـ عليه الصلاة والسلام ـ " من لا يرحم الناس لا يرحمه الله "رواه مسلم

فرحمة العبد للخلق من أكبر الأسباب التي تنال بها رحمة الله ، فمن أراد أن يحققها ويستزيد منها

فليعمل بجميع الأسباب التي تنال بها رحمته سبحانه

يقول الشيخ السعدي رحمه الله " وتجتمع كلها في قوله تعالى

{ إن رحمة الله قريب من المحسنين }

وهم المحسنون في عبادة الله ، والمحسنون إلى عباد الله ، والإحسان إلى الخلق أثر من أثار رحمة العبد بهم " .


نايف بن جليد 03-02-2010 10:33 AM

رد : هـذا هـو نـبـيـنـا يـسـتـفـيـد مـن الـحـدث ويـوظـفـه
 
لو تتبعنا سيرة حبيبنا عليه الصلاة والسلام في حياتنا
بشكل عام لعشنا حياه سعيده بعيدآ عن الشولئب

موضوع في غاية الجمال

لك شكري

خادم والديه العبدي 03-02-2010 11:22 AM

رد : هـذا هـو نـبـيـنـا يـسـتـفـيـد مـن الـحـدث ويـوظـفـه
 
ولنا في رسول الله اسوة حسنه

اللهم صلي وسلم على رسول الله

الله لا يهينك ويرحم والديك على الجهد والحرص الواضح على نشر الخير

والله لا يهينك يا ابن جليد على الكلام الصريح الواضح

تحياتي000000000اخوك

سعيد شايع 21-02-2010 08:12 AM

رد : هـذا هـو نـبـيـنـا يـسـتـفـيـد مـن الـحـدث ويـوظـفـه
 
أشكر لكما مروركما وتعليقاتكما


الساعة الآن 08:23 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق الأدبيه والفكرية محفوظة لشبكة قحطان وعلى من يقتبس من الموقع الأشارة الى المصدر
وجميع المواضيع والمشاركات المطروحه في المجالس لاتمثل على وجه الأساس رأي ووجهة نظر الموقع أو أفراد قبيلة قحطان إنما تمثل وجهة نظر كاتبها .

Copyright ©2003 - 2011, www.qahtaan.com