مسعود فهد المسردي
10-02-2010, 12:25 AM
موضع في شعر ذي الرمه
--------------------------------------------------------------------------------
قبل مايقارب العام والنصف استهوتني بعض الكتابات التي يكتبها بعض الأخوه خصوصا مايتعلق منها بالمواضع الجغرافيه والتاريخيه في تثليث وتوابعها ، وكنت قد طلبت من أحد الأحبه أن يطبع لي وريقات فيها موضوعا يتعلق بالمواضع القديمه في تثليث وجاش والوارده في الشعر العربي القديم
فكنت مما قرأته ، أن الزرق الموقع المعروف لدينا شرق تثليث هو ماعناه الشاعر ذو الرمه ، حيث أنه ذكره ثمانية عشر مرة موزعه في قصائد كثيره جلها في البكاء على الاطلال ومآثر الديار ، والتشبيب بمحبوبته البدويه ميه
ولا أخفيكم أني فرحت فرحا لايضاهى وهوأن شاعرا كبيرا في قامة ذي الرمه يقرب من ديارنا ويعطيها هذا الاهتمام المنقطع النضير لابد وأن يكون من أهلها وسكانها الاقدمين هكذا توهمت
لكن مع تكثيف القراءه والاطلاع على سيرة ذي الرمه وقع مالم يكن بالحسبان ، فلا الزرق التي عناها بالزرق الواقعه شرق تثليث ، ولا الشاعر من سكان تثليث الأقدمين
حيث تبين أن الزرق المعنيه تقع في الدهناء شرق الجزيره العربيه
وأظن أن صاحب ذلك المقال الذي أوقعني وأوقع غيري في مثل هذا التوهم قد اعتمد على ماخطه الأستاذ / علي الحربي في معجم منطقة عسير حيث أنه ذكر مانصه
(أبيار الزرق هو اسم وادي ببادية تثليث بسهل المريبخ وبه أبيار الزرق موارد لبادية قحطان تقع شرق جبل الكلاب وشمال نجد النقاش بمحافظة تثليث وقد ورد ذكر الزرق في أكثر من موضع من شعر ذي الرمه مقرونا بحوضى وهي هضبة بارزه بناحية تثليث ) الى آخر ماقال
والحقيقه أن الجزم بأن الشاعر الفلاني قصد في شعره موضع كذا دون التعمق في البحث ومراعاة مايتصل بذلك الشعر من قرائن مثل معرفة موطن الشاعر وماله ارتباط بذلك الشعر من أسماء المواضع يوقع في اشكاليه كبيره
فكيف أن شاعرا مثل ذي الرمه يذكر الزرق ثمانية عشر مرة ثم نجزم أنها في تثليث مع أنه من قبيلة الرباب من تميم والتي منازلها منذ العصور الجاهليه وحتى عصور متأخره تقع بالقرب من الدهناء وما صاقبها وبلادالوشم في نجد ولا صلة له بتثليث والتي هي من ضمن بلاد مذحج من قحطان
وهنا سأذكر مقتطفات أوردها العلامه الجاسر في معجم المنطقه الشرقيه لعلماء تحدثوا عن الزرق في كتبهم ومنها
قول البكري في معجم مااستعجم
(الزرق هي أنقاء بأسفل الدهناء لبني تميم )
قال ذو الرمه
وقربن بالزرق الجمائل بعدما *** تقوب من غربان أوراكها الخطر
وفي معجم البلدان لياقوت الحموي
( الزرق رمال بالدهناء وقيل قريه بين النباج وسمينه وهي صعبة المسالك )
وقال صاحب المناسك عند ذكر السمينه
(وهذه الرمله بها الزرق التي يذكر ذو الرمه )
وذكر صاحب كتاب بلاد العرب عندما وصف طريق حجر ( الرياض حاليا) الى البصره مانصه
( والصنيعاء وهي برقاء بمنقطع الدهناء اذا جزت الصنيعاء وقعت في أبرق يقال له القنفذ والأبرق رمل مختلط بآكام ثم اذا جزت القنفذ استقبلت أول الصمان وعن يسارك قبل ذلك الزرق التي ذكرهن ذو الرمه وهي أجارع من الرمل وهي من أرض سعد من الدهناء ، فأول مايستقبل من الصمان حين تدخله دحل على الطريق يقال له خريشيم ) انتهى
وقد علق الجاسر على هذا القول بما نصه
( خريشيم الدحل لايزال معروفا وهو واقع غرب معقله غير بعيد عنها بين حزوى وقرية شويه . والزرق على مايفهم من الكلام المتقدم تقع قبل الوصول الى هذا الدحل الواقع في طرف رمال الدهناء في الجهة الشماليه )
ثم ذكر الجاسر أن الزرق ربما تكون هي حبال الرمل المسماة الآن بجهام وجهيم وقد تسائل ، بقوله هل يصح الأستئناس باسم الزرق جمع أزرق للبحث عن صله بين هذا اللون وبين لون الجهمه التي منها سمي
الحبلان المذكوران قد يكون ذلك بجامع عدم الصفاء
كما أنني قرأت للأديب / عبدالله الناصر وهو من أشد المعجبين في شعر ذي الرمه أنه زار رمال حزوى والزرق في الدهناء هو وصديقه الروائي المعروف الطيب صالح رحمه الله
بقي القول أن ماجعل الحربي يتوهم ويجزم أن الزرق المذكوره عند ذو الرمه هي التي في تثليث ورودحوضى ، فهناك حوضى الجبل الاسود الواقع شرق تثليث ، وفي الدهناء رمله تسمى حوضى
نماذج من شعر ذو الرمه وذكره للزرق
طوالع من صلب القرينة بعدما **** جرى اللآل أشباه الملاء اليقايق
وقد جعلت زرق الوشيج حداتها **** يمينا وحوضا عن شمال المرافق
وقال
وبالزرق أطلال لمية أقفرت ***** ثلاثة أحوال تراح وتمطر
وقال
وعين أرشتها بأكناف مشرف ***** من الزرق في سفك ديار الحبائب
شكرا ومعذرة على الاطاله فخير الكلام ماقل ودل
--------------------------------------------------------------------------------
قبل مايقارب العام والنصف استهوتني بعض الكتابات التي يكتبها بعض الأخوه خصوصا مايتعلق منها بالمواضع الجغرافيه والتاريخيه في تثليث وتوابعها ، وكنت قد طلبت من أحد الأحبه أن يطبع لي وريقات فيها موضوعا يتعلق بالمواضع القديمه في تثليث وجاش والوارده في الشعر العربي القديم
فكنت مما قرأته ، أن الزرق الموقع المعروف لدينا شرق تثليث هو ماعناه الشاعر ذو الرمه ، حيث أنه ذكره ثمانية عشر مرة موزعه في قصائد كثيره جلها في البكاء على الاطلال ومآثر الديار ، والتشبيب بمحبوبته البدويه ميه
ولا أخفيكم أني فرحت فرحا لايضاهى وهوأن شاعرا كبيرا في قامة ذي الرمه يقرب من ديارنا ويعطيها هذا الاهتمام المنقطع النضير لابد وأن يكون من أهلها وسكانها الاقدمين هكذا توهمت
لكن مع تكثيف القراءه والاطلاع على سيرة ذي الرمه وقع مالم يكن بالحسبان ، فلا الزرق التي عناها بالزرق الواقعه شرق تثليث ، ولا الشاعر من سكان تثليث الأقدمين
حيث تبين أن الزرق المعنيه تقع في الدهناء شرق الجزيره العربيه
وأظن أن صاحب ذلك المقال الذي أوقعني وأوقع غيري في مثل هذا التوهم قد اعتمد على ماخطه الأستاذ / علي الحربي في معجم منطقة عسير حيث أنه ذكر مانصه
(أبيار الزرق هو اسم وادي ببادية تثليث بسهل المريبخ وبه أبيار الزرق موارد لبادية قحطان تقع شرق جبل الكلاب وشمال نجد النقاش بمحافظة تثليث وقد ورد ذكر الزرق في أكثر من موضع من شعر ذي الرمه مقرونا بحوضى وهي هضبة بارزه بناحية تثليث ) الى آخر ماقال
والحقيقه أن الجزم بأن الشاعر الفلاني قصد في شعره موضع كذا دون التعمق في البحث ومراعاة مايتصل بذلك الشعر من قرائن مثل معرفة موطن الشاعر وماله ارتباط بذلك الشعر من أسماء المواضع يوقع في اشكاليه كبيره
فكيف أن شاعرا مثل ذي الرمه يذكر الزرق ثمانية عشر مرة ثم نجزم أنها في تثليث مع أنه من قبيلة الرباب من تميم والتي منازلها منذ العصور الجاهليه وحتى عصور متأخره تقع بالقرب من الدهناء وما صاقبها وبلادالوشم في نجد ولا صلة له بتثليث والتي هي من ضمن بلاد مذحج من قحطان
وهنا سأذكر مقتطفات أوردها العلامه الجاسر في معجم المنطقه الشرقيه لعلماء تحدثوا عن الزرق في كتبهم ومنها
قول البكري في معجم مااستعجم
(الزرق هي أنقاء بأسفل الدهناء لبني تميم )
قال ذو الرمه
وقربن بالزرق الجمائل بعدما *** تقوب من غربان أوراكها الخطر
وفي معجم البلدان لياقوت الحموي
( الزرق رمال بالدهناء وقيل قريه بين النباج وسمينه وهي صعبة المسالك )
وقال صاحب المناسك عند ذكر السمينه
(وهذه الرمله بها الزرق التي يذكر ذو الرمه )
وذكر صاحب كتاب بلاد العرب عندما وصف طريق حجر ( الرياض حاليا) الى البصره مانصه
( والصنيعاء وهي برقاء بمنقطع الدهناء اذا جزت الصنيعاء وقعت في أبرق يقال له القنفذ والأبرق رمل مختلط بآكام ثم اذا جزت القنفذ استقبلت أول الصمان وعن يسارك قبل ذلك الزرق التي ذكرهن ذو الرمه وهي أجارع من الرمل وهي من أرض سعد من الدهناء ، فأول مايستقبل من الصمان حين تدخله دحل على الطريق يقال له خريشيم ) انتهى
وقد علق الجاسر على هذا القول بما نصه
( خريشيم الدحل لايزال معروفا وهو واقع غرب معقله غير بعيد عنها بين حزوى وقرية شويه . والزرق على مايفهم من الكلام المتقدم تقع قبل الوصول الى هذا الدحل الواقع في طرف رمال الدهناء في الجهة الشماليه )
ثم ذكر الجاسر أن الزرق ربما تكون هي حبال الرمل المسماة الآن بجهام وجهيم وقد تسائل ، بقوله هل يصح الأستئناس باسم الزرق جمع أزرق للبحث عن صله بين هذا اللون وبين لون الجهمه التي منها سمي
الحبلان المذكوران قد يكون ذلك بجامع عدم الصفاء
كما أنني قرأت للأديب / عبدالله الناصر وهو من أشد المعجبين في شعر ذي الرمه أنه زار رمال حزوى والزرق في الدهناء هو وصديقه الروائي المعروف الطيب صالح رحمه الله
بقي القول أن ماجعل الحربي يتوهم ويجزم أن الزرق المذكوره عند ذو الرمه هي التي في تثليث ورودحوضى ، فهناك حوضى الجبل الاسود الواقع شرق تثليث ، وفي الدهناء رمله تسمى حوضى
نماذج من شعر ذو الرمه وذكره للزرق
طوالع من صلب القرينة بعدما **** جرى اللآل أشباه الملاء اليقايق
وقد جعلت زرق الوشيج حداتها **** يمينا وحوضا عن شمال المرافق
وقال
وبالزرق أطلال لمية أقفرت ***** ثلاثة أحوال تراح وتمطر
وقال
وعين أرشتها بأكناف مشرف ***** من الزرق في سفك ديار الحبائب
شكرا ومعذرة على الاطاله فخير الكلام ماقل ودل