عبدالله فراج العلياني
01-01-2010, 10:03 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
كما وعدناكم سابقاً بطرح ترجمة لشاعر الراحل / محمد بن سالم بن جروان القحطاني
نعود إليكم بهذا الموضوع
وهو منقول لسالم القحطاني وتنسيق ابن فهم العبداني
آمل أن يحوز هذا النقل على إعجابكم وأستحسانكم
الشاعر الراحل / محمد بن سالم بن جروان آل عليان الجحادر القحطاني / رحمة الله
ولد في حصاة قحطان بنجد في عام 1343هـ
تلقى تعليمه في الهياثم والرياض
توفي في منطقة وادي السرداح في نجد عام1404هـ ،
عمل في قطاعات عسكرية عدة.
الشاعر الذي قال الشعر بثقة وعراقة ورجولة وشموخ عانق به النجوم، ورصد بملاحمه الشعرية أروع ما يتحلى به إنسان هذه الأرض الطيبة من إنتصارات وشجاعة وكرم ونبل أخلاق وعادات إسلامية حميدة .
أنه يعتبر بحق من عمالقة الشعر النبطي في الجزيرة العربية في زمنه بل وحتى الآن، وهو أحد الأصوات الكبيرة والجهورة في قافلة شعراء النبط في بلادنا. إتصف شعره بقوة الألفاظ ووضوح المعاني وجميل الصور الشعرية، وهو بارع في جميع بحور الشعر وفي مختلف أغراضه . كما أن شعره يتصف بالخلو من الهفوات الفكرية والأخلاقية ، ونلاحظ في شعره ما يملؤنا تثبتاً ويقيناً بأنه كان عزيز النفس عالي الهمة وكان مهيباً بالغ الاعتداد بشخصيته.
قال شعراً راقياً يتماشى مع روح عصره صور فيه بعض ملامح حياته وبعض معاناته في مختلف مراحلها وبخاصة أثناء الغربة، فموضوع حياته هو موضوع شعره والعكس، والشاعر الصادق هو الذي يكون شعره عبارة عن ترجمة باطنية لنفسه. ثم غنى وأفتخر بقبائله وبسمو نسبهم ومنازلهم وعن ماضيهم المجيد وحاضرهم المشرق، وكذلك صور حكايات الفداء والتضحية من أجل الوطن ، كما غنى من أجل الكرامة والحرية.
وعلى الرغم من كون شاعرنا من شعراء النبط والمسمى كذلك لأنه مستنبط من الشعر الفصيح فإن ذلك لا يضيره- رحمه الله - وكما يقال فالشعر النبطي أو العامي والشعر الفصيح وجهان لعملة واحدة وهما أيضاً جناحي التعبير الشعري العربي . وهو بشعره هذا يضيف إلى ثقافتنا الشعبية مشاعل مضيئة من موروثنا الشعبي الضخم لاسيما ما يتعلق بشعر الحماسة والمدح والنصح ... الخ .
فتعال معي أخي القارئ في جو مهيب ورحلة مثيرة مع شاعرنا وقائد سفينتنا الشعرية ليحلق بنا في علياء السماء المزهوة بجمال وروعة المشاهد والصور والأخيلة البديعة في إنسجام نابض بالمشاعر ودقة التصوير .
وهذه هي أول ما يتجلى من روائعه أبيات من ملحمة وطنية تؤكد لنا صدق الإنتماء وخالص الوفاء لدينه ولأبناء أمته العربية . يقول في قضية إحتلال فلسطين وإحراق المسجد الأقصى من قبل اليهود هذه الأبيات :
تنخى فلسطين الحبيبة بالأسـلاب=مكشوفة عقـب الخبـا والخدايـر
أم العرب دار العرب وام الأشبـاب=ملك العروبة من سنيـن غبايـر
هل كيف يملك دارنا ساكن الغـاب=مكذبيـن الحـق سـر وجهايـر
قوموا على جمع العصابة بمضراب=يجعـل شراذمهـم شتـاتِ نثايـر
القدس ينخى بالعرب كل الأقطـاب=بالمدن ينخى والقـرى والعشايـر
ينخى العرب الأبطال شياب وأشباب=يشكي عليهم حر صلـو المنايـر
يندب جماهير العرب كل محـراب=زالت علاماتـه لهيـب السعايـر
يا معشر الإسلام ما أنتـم بغيـاب=لا تذخرون الروح والموت صايـر
السيف ما يسطى بلا زند وقضـاب=والحق ما يأتـي بشـورٍ وشايـر
النار في حاجة لحاطـب وشبـاب=والحرب ما يمضي بليـا خسايـر
وله في بلاده المملكة العربية السعودية وأبنائها هذه الأبيات من قصيدة طويلة قالها رداً على شاعر مجهول من أحد البلاد العربية تعمد الخطأ والإساءة إلى المملكة وأبنائها، ومن رد شاعرنا نختار هذه الأبيات :
من سب هل نجدٍ وصلناه عجليـن=يا ويل من نعطيـه بالوجـه حنـا
نجدٍ مغن الجود يا قاصـر القيـن=أرض الكرم دار الفخر وش تمنـا
فيها ملـوكٍ للمنافـق خطيريـن=حكـام عـدل بالشريعـة مشنـا
خيالة العوجـا نجـوم الشياطيـن=أهـل الوفـا بالعهـد لا عاهدنـا
حلويـن علقـم ريفيـن حليميـن=وقاسيـن لامـن قبلاهـم قسنـا
شهمين عدمين اغيور رمد عيـن=رفقين صلفيـن علـى كـل فنـا
شبهتهم في ساعة العسر والليـن=ضلع على سطح البسيطـة تبنـا
شعب السعودي يابتر الذيل وافيـن=ما تشتكـي جيرانـا سـوء منـا
وليا حصل حيف من الضد الأقصين=نصد غـارات العـدا مـن حللنـا
عاداتنا ياللاش ليجا وفـا الديـن=ميزاننا يرجح علـى مـن وزنـا
جيش السعودي محتمين المخليـن=لا ما جرالك مشكـل مـا فشلنـا
يا ناشـدٍ عنـا ترانـا قحاطيـن=ومن الجحادر نخبر اللـي جهلنـا
نطاحة الكايد على العسر والليـن=ونرسي إلى مـن البـلاوي بلنـا
وكما هو حال المملكة العربية السعودية التي تزخر بالقبائل العربية الأصيلة ذات المواقف المشرفة والمحمودة والتي تقف فيها مع بعضها في حال كان العدو مشتركاً من خارج الحدود ، فقد قال شاعرنا مادحاً بعض تلك القبائل هذه الأبيات من عرض قصيدة طويلة له :
منهم «مطيرٍ» كـل سبـعٍ نهومـي=ورداتهم يشبع بهـا السبـع والطيـر
كم صبحوا مـن غافـل كـل يومـي=مـا بيـن غـاراتٍ وركـبٍ معاييـر
وعيال «زايـد» ماضييـن العلومـي=تشهـد لهـم كـل القبائـل بتفخيـر
دون الغرايـس مثـل دابٍ لطـومـي=عيـوا عليهـا قـو بـاسٍ وتدبيـر
«حربٍ» هل الردات افهود الرجومـي=يثنـون لامـا فـرعـن الغنـاديـر
أما «الظفير» اسوات مـوجٍ يزومـي==دون الدخيـل ينوخـون المظاهـيـر
اهـل البويـت لكـل قلـبٍ فهومـي=تكفيك دعـوى الحثربـي بالأساطيـر
ومنهم «عتيبه» ماضيين السلومـي=مسمار هنـد مـا كلتـه المساميـر
كم عزبةٍ حوضه رمـوه امخدومـي=راحوا بها الهيـلا سـوات المداويـر
و«شمر» إلى جاء الملح مثل الغيومي=وأن لحقت الزلبات مثـل المضاهيـر
كم طاح تو انحورهم مـن قحومـي=فرسانهـا باليـد مثـل النواعـيـر
و«وايل» اثقال الروز ضلعٍ زحومـي=طابور تـركٍ ضـاربٍ لـه مزاميـر
وربعي بني قحطان ضلـعٍ زحومـي=عـز القصيـر مهدميـن الطوابيـر
وان جا البلنزا مثل ضرب النجومـي=تفـرح بردتهـم ثقـال الخـواويـر
كما ذكرت في بداية حديثي عن شاعرنا فقد حدث له مصاعب جمة في بداية حياته وبالذات خارج أرض الوطن وتعرض لبعض الحوادث البطولية المشرفة التي سئل عنها فصورها بقوله:
وقفت انا وقفه سحا شانهـا شـان=في ساعةٍ يفشل بها النذل والـلاش
شيمة عرب يفخر بها كـل ديقـان=نبغي بها سترٍ عن المسرف الواش
ليتك معي في يوم زوغات الاذهـان=يوم اختلط حس المدافـع ورشـاش
يوم المعزب قال وين بـن جـروان=ذي ساعة الناموس ما عاد منهاش
حنـا فعايلنـا جميـلات وسمـان=يفخر بها من ربعنـا كـل شـواش
قولٍ على البرهان مافيـه نقصـان=ماهي سوالف شاردٍ عقب منحـاش
نبغي انومس من تسمـوا بقحطـان=لا نشدوا مـن يمنـا كـل طـراش
ماهوب قولة قالها فـلان وفـلان=الصدق اقول وصاحب الزور لا عاش
كما عزى شعراء الوطن العربي فقيد الأمة العربية والعالم الإسلامي الملك فيصل بن عبدالعزيز -رحمه الله - يقول شاعرنا في ذلك :
أعزي الشعب السعـودي بتجميـل=وأخص الأسرة فـي فقيـد فقدنـاه
وأعزي أجيال العرب دون تشكيـل=وأعزي الإسـلام دانيـه وأقصـاه
مرحوم يا فيصـل قليـل التماثيـل=اللي رفع شعبه بعـدل المواسـاه
مرحوم يا ذخر الضعوف المراميـل=ذخر اليتامـى والشيـوخ المخـلاه
ليته يشوف ادموعنا اللي كما السيل=والله إن تزول ارواحنا مـا نسينـاه
عندما يفقد الإنسان صفاء نفس صديق حميم ويتغير عن قاعدته التي عرفه عليها، فإنه يحاول جاهداً إعادة توطيد تلك العلاقة ومعاتبته من أجل عودتها إلى سابق أمرها، يقول شاعرنا في ذلك :
وقت تغير وأختلـف عـن فنونـه=أخلف وخالف وأختلف كل مجـراه
صحيح شفنا كـل مـا يذكرونـه=ضاعت سلوم أهل النواميس والجاه
يا كيف ابن سعدون لي يذكرونـه=عشيري اللي سبعة اعـوام ويـاه
عطا الله اللي بالفخـر يمدحونـه=يا حيف يدري عن خويه ولا جـاه
حاولت صبري يطوي الياس دونـه=وعجزت لا جيت اتنيسـاه لنسـاه
لا جيت أعذل القلب زادت جنونـه=عيا يطيع اللـي يعذلـه وينهـاه
عيا يبي ناسٍ وهـم مـا يبونـه=يمشي بضدي ضاربٍ درب عميـاه
يا قلب يا مذهوب دونـك ودونـه=ساسٍ تشيهل شامخ الطول مبنـاه
يا زبن مضيومٍ شكى من محونـه=ضاقت به الدنيا ولا لقـى مـاواه
مضيوم حتـى لابتـه يضهدونـه=عز الله انك غاية اقصـاه وادنـاه
وش علمكم سلم الخوي تتركونـه=سلم الخوي عند العرب كيف تنساه
حتى رسالة خـط مـا ترسلونـه=حق على مثلـك لمثلـي مناجـاه
هـذا جوابـي للـذي يفهمـونـه=ومحللة الأقـوال تعطيـك معنـاه
شاعرنا بحكم إنتمائه إلى قبيلة قحطان العريقة،شأنه في ذلك شأن أي شاعر له نفس الإنتماء فتجده يجسد ذلك الإنتماء بذكر محاسن قبيلته ويفاخر بسمو نسبهم وبمحافظتهم على العادات والتقاليد المستوحات من الشريعة السمحاء كباقي قبائل الجزيرة العربية، إيماناً منه بأن شعره هذا سيصبح شاهداً للتاريخها المجيد وحاضرها المشرق، فيقول في هذه المقاطع من عرض قصائد في هذا الشأن :
حنـا سلالـة هـود ثـم يعـربِ=حنا سلالة خـولان مـا نغـواه
حنا العرب منا العرب واحن العرب=كل الحسب هو والنسـب خذنـاه
حنا بنو قحطان سـاس الشيمـه=لما عطينـا الوجـه مـا بقنـاه
يقول في مقطع آخر محدداً بعض مآثر قبيلته ويصف رحيلهم من جنوب الجزيرة إلى نجد بأسلوب جغرافي وتاريخي سلس :
حنـا قحاطيـنٍ لـنـا موقفـنـا=عند الخـوي والجـار والخطـار
ولا اقول حن فوق القبائـل كلهـم=كــل بــدوره والفـلـك دوار
كـل علـى حقـه ودون العانـي=والخلـق فـي يملكـون أحـرار
حنا بلدنا السابقة غـرب القهـر=منها الخوايس والجحـر وذمـار
ثم انتحـوا مـن ديـرةٍ ملوهـا=يبغـون نجـد وواسـع الأقفـار
تحدروا كانهم امزونٍ مردفٍ= ربابهاوسيـل جـورٍ يركـب الـجـوار
وخيلٍ عليها ركـب كـل مجـرب=كـل ابلـج قحطانـي مـغـوار
وهجنٍ تهف احبالها مـن قفلهـا=وشجعان فوق محطمـة الأكـوار
كما وعدناكم سابقاً بطرح ترجمة لشاعر الراحل / محمد بن سالم بن جروان القحطاني
نعود إليكم بهذا الموضوع
وهو منقول لسالم القحطاني وتنسيق ابن فهم العبداني
آمل أن يحوز هذا النقل على إعجابكم وأستحسانكم
الشاعر الراحل / محمد بن سالم بن جروان آل عليان الجحادر القحطاني / رحمة الله
ولد في حصاة قحطان بنجد في عام 1343هـ
تلقى تعليمه في الهياثم والرياض
توفي في منطقة وادي السرداح في نجد عام1404هـ ،
عمل في قطاعات عسكرية عدة.
الشاعر الذي قال الشعر بثقة وعراقة ورجولة وشموخ عانق به النجوم، ورصد بملاحمه الشعرية أروع ما يتحلى به إنسان هذه الأرض الطيبة من إنتصارات وشجاعة وكرم ونبل أخلاق وعادات إسلامية حميدة .
أنه يعتبر بحق من عمالقة الشعر النبطي في الجزيرة العربية في زمنه بل وحتى الآن، وهو أحد الأصوات الكبيرة والجهورة في قافلة شعراء النبط في بلادنا. إتصف شعره بقوة الألفاظ ووضوح المعاني وجميل الصور الشعرية، وهو بارع في جميع بحور الشعر وفي مختلف أغراضه . كما أن شعره يتصف بالخلو من الهفوات الفكرية والأخلاقية ، ونلاحظ في شعره ما يملؤنا تثبتاً ويقيناً بأنه كان عزيز النفس عالي الهمة وكان مهيباً بالغ الاعتداد بشخصيته.
قال شعراً راقياً يتماشى مع روح عصره صور فيه بعض ملامح حياته وبعض معاناته في مختلف مراحلها وبخاصة أثناء الغربة، فموضوع حياته هو موضوع شعره والعكس، والشاعر الصادق هو الذي يكون شعره عبارة عن ترجمة باطنية لنفسه. ثم غنى وأفتخر بقبائله وبسمو نسبهم ومنازلهم وعن ماضيهم المجيد وحاضرهم المشرق، وكذلك صور حكايات الفداء والتضحية من أجل الوطن ، كما غنى من أجل الكرامة والحرية.
وعلى الرغم من كون شاعرنا من شعراء النبط والمسمى كذلك لأنه مستنبط من الشعر الفصيح فإن ذلك لا يضيره- رحمه الله - وكما يقال فالشعر النبطي أو العامي والشعر الفصيح وجهان لعملة واحدة وهما أيضاً جناحي التعبير الشعري العربي . وهو بشعره هذا يضيف إلى ثقافتنا الشعبية مشاعل مضيئة من موروثنا الشعبي الضخم لاسيما ما يتعلق بشعر الحماسة والمدح والنصح ... الخ .
فتعال معي أخي القارئ في جو مهيب ورحلة مثيرة مع شاعرنا وقائد سفينتنا الشعرية ليحلق بنا في علياء السماء المزهوة بجمال وروعة المشاهد والصور والأخيلة البديعة في إنسجام نابض بالمشاعر ودقة التصوير .
وهذه هي أول ما يتجلى من روائعه أبيات من ملحمة وطنية تؤكد لنا صدق الإنتماء وخالص الوفاء لدينه ولأبناء أمته العربية . يقول في قضية إحتلال فلسطين وإحراق المسجد الأقصى من قبل اليهود هذه الأبيات :
تنخى فلسطين الحبيبة بالأسـلاب=مكشوفة عقـب الخبـا والخدايـر
أم العرب دار العرب وام الأشبـاب=ملك العروبة من سنيـن غبايـر
هل كيف يملك دارنا ساكن الغـاب=مكذبيـن الحـق سـر وجهايـر
قوموا على جمع العصابة بمضراب=يجعـل شراذمهـم شتـاتِ نثايـر
القدس ينخى بالعرب كل الأقطـاب=بالمدن ينخى والقـرى والعشايـر
ينخى العرب الأبطال شياب وأشباب=يشكي عليهم حر صلـو المنايـر
يندب جماهير العرب كل محـراب=زالت علاماتـه لهيـب السعايـر
يا معشر الإسلام ما أنتـم بغيـاب=لا تذخرون الروح والموت صايـر
السيف ما يسطى بلا زند وقضـاب=والحق ما يأتـي بشـورٍ وشايـر
النار في حاجة لحاطـب وشبـاب=والحرب ما يمضي بليـا خسايـر
وله في بلاده المملكة العربية السعودية وأبنائها هذه الأبيات من قصيدة طويلة قالها رداً على شاعر مجهول من أحد البلاد العربية تعمد الخطأ والإساءة إلى المملكة وأبنائها، ومن رد شاعرنا نختار هذه الأبيات :
من سب هل نجدٍ وصلناه عجليـن=يا ويل من نعطيـه بالوجـه حنـا
نجدٍ مغن الجود يا قاصـر القيـن=أرض الكرم دار الفخر وش تمنـا
فيها ملـوكٍ للمنافـق خطيريـن=حكـام عـدل بالشريعـة مشنـا
خيالة العوجـا نجـوم الشياطيـن=أهـل الوفـا بالعهـد لا عاهدنـا
حلويـن علقـم ريفيـن حليميـن=وقاسيـن لامـن قبلاهـم قسنـا
شهمين عدمين اغيور رمد عيـن=رفقين صلفيـن علـى كـل فنـا
شبهتهم في ساعة العسر والليـن=ضلع على سطح البسيطـة تبنـا
شعب السعودي يابتر الذيل وافيـن=ما تشتكـي جيرانـا سـوء منـا
وليا حصل حيف من الضد الأقصين=نصد غـارات العـدا مـن حللنـا
عاداتنا ياللاش ليجا وفـا الديـن=ميزاننا يرجح علـى مـن وزنـا
جيش السعودي محتمين المخليـن=لا ما جرالك مشكـل مـا فشلنـا
يا ناشـدٍ عنـا ترانـا قحاطيـن=ومن الجحادر نخبر اللـي جهلنـا
نطاحة الكايد على العسر والليـن=ونرسي إلى مـن البـلاوي بلنـا
وكما هو حال المملكة العربية السعودية التي تزخر بالقبائل العربية الأصيلة ذات المواقف المشرفة والمحمودة والتي تقف فيها مع بعضها في حال كان العدو مشتركاً من خارج الحدود ، فقد قال شاعرنا مادحاً بعض تلك القبائل هذه الأبيات من عرض قصيدة طويلة له :
منهم «مطيرٍ» كـل سبـعٍ نهومـي=ورداتهم يشبع بهـا السبـع والطيـر
كم صبحوا مـن غافـل كـل يومـي=مـا بيـن غـاراتٍ وركـبٍ معاييـر
وعيال «زايـد» ماضييـن العلومـي=تشهـد لهـم كـل القبائـل بتفخيـر
دون الغرايـس مثـل دابٍ لطـومـي=عيـوا عليهـا قـو بـاسٍ وتدبيـر
«حربٍ» هل الردات افهود الرجومـي=يثنـون لامـا فـرعـن الغنـاديـر
أما «الظفير» اسوات مـوجٍ يزومـي==دون الدخيـل ينوخـون المظاهـيـر
اهـل البويـت لكـل قلـبٍ فهومـي=تكفيك دعـوى الحثربـي بالأساطيـر
ومنهم «عتيبه» ماضيين السلومـي=مسمار هنـد مـا كلتـه المساميـر
كم عزبةٍ حوضه رمـوه امخدومـي=راحوا بها الهيـلا سـوات المداويـر
و«شمر» إلى جاء الملح مثل الغيومي=وأن لحقت الزلبات مثـل المضاهيـر
كم طاح تو انحورهم مـن قحومـي=فرسانهـا باليـد مثـل النواعـيـر
و«وايل» اثقال الروز ضلعٍ زحومـي=طابور تـركٍ ضـاربٍ لـه مزاميـر
وربعي بني قحطان ضلـعٍ زحومـي=عـز القصيـر مهدميـن الطوابيـر
وان جا البلنزا مثل ضرب النجومـي=تفـرح بردتهـم ثقـال الخـواويـر
كما ذكرت في بداية حديثي عن شاعرنا فقد حدث له مصاعب جمة في بداية حياته وبالذات خارج أرض الوطن وتعرض لبعض الحوادث البطولية المشرفة التي سئل عنها فصورها بقوله:
وقفت انا وقفه سحا شانهـا شـان=في ساعةٍ يفشل بها النذل والـلاش
شيمة عرب يفخر بها كـل ديقـان=نبغي بها سترٍ عن المسرف الواش
ليتك معي في يوم زوغات الاذهـان=يوم اختلط حس المدافـع ورشـاش
يوم المعزب قال وين بـن جـروان=ذي ساعة الناموس ما عاد منهاش
حنـا فعايلنـا جميـلات وسمـان=يفخر بها من ربعنـا كـل شـواش
قولٍ على البرهان مافيـه نقصـان=ماهي سوالف شاردٍ عقب منحـاش
نبغي انومس من تسمـوا بقحطـان=لا نشدوا مـن يمنـا كـل طـراش
ماهوب قولة قالها فـلان وفـلان=الصدق اقول وصاحب الزور لا عاش
كما عزى شعراء الوطن العربي فقيد الأمة العربية والعالم الإسلامي الملك فيصل بن عبدالعزيز -رحمه الله - يقول شاعرنا في ذلك :
أعزي الشعب السعـودي بتجميـل=وأخص الأسرة فـي فقيـد فقدنـاه
وأعزي أجيال العرب دون تشكيـل=وأعزي الإسـلام دانيـه وأقصـاه
مرحوم يا فيصـل قليـل التماثيـل=اللي رفع شعبه بعـدل المواسـاه
مرحوم يا ذخر الضعوف المراميـل=ذخر اليتامـى والشيـوخ المخـلاه
ليته يشوف ادموعنا اللي كما السيل=والله إن تزول ارواحنا مـا نسينـاه
عندما يفقد الإنسان صفاء نفس صديق حميم ويتغير عن قاعدته التي عرفه عليها، فإنه يحاول جاهداً إعادة توطيد تلك العلاقة ومعاتبته من أجل عودتها إلى سابق أمرها، يقول شاعرنا في ذلك :
وقت تغير وأختلـف عـن فنونـه=أخلف وخالف وأختلف كل مجـراه
صحيح شفنا كـل مـا يذكرونـه=ضاعت سلوم أهل النواميس والجاه
يا كيف ابن سعدون لي يذكرونـه=عشيري اللي سبعة اعـوام ويـاه
عطا الله اللي بالفخـر يمدحونـه=يا حيف يدري عن خويه ولا جـاه
حاولت صبري يطوي الياس دونـه=وعجزت لا جيت اتنيسـاه لنسـاه
لا جيت أعذل القلب زادت جنونـه=عيا يطيع اللـي يعذلـه وينهـاه
عيا يبي ناسٍ وهـم مـا يبونـه=يمشي بضدي ضاربٍ درب عميـاه
يا قلب يا مذهوب دونـك ودونـه=ساسٍ تشيهل شامخ الطول مبنـاه
يا زبن مضيومٍ شكى من محونـه=ضاقت به الدنيا ولا لقـى مـاواه
مضيوم حتـى لابتـه يضهدونـه=عز الله انك غاية اقصـاه وادنـاه
وش علمكم سلم الخوي تتركونـه=سلم الخوي عند العرب كيف تنساه
حتى رسالة خـط مـا ترسلونـه=حق على مثلـك لمثلـي مناجـاه
هـذا جوابـي للـذي يفهمـونـه=ومحللة الأقـوال تعطيـك معنـاه
شاعرنا بحكم إنتمائه إلى قبيلة قحطان العريقة،شأنه في ذلك شأن أي شاعر له نفس الإنتماء فتجده يجسد ذلك الإنتماء بذكر محاسن قبيلته ويفاخر بسمو نسبهم وبمحافظتهم على العادات والتقاليد المستوحات من الشريعة السمحاء كباقي قبائل الجزيرة العربية، إيماناً منه بأن شعره هذا سيصبح شاهداً للتاريخها المجيد وحاضرها المشرق، فيقول في هذه المقاطع من عرض قصائد في هذا الشأن :
حنـا سلالـة هـود ثـم يعـربِ=حنا سلالة خـولان مـا نغـواه
حنا العرب منا العرب واحن العرب=كل الحسب هو والنسـب خذنـاه
حنا بنو قحطان سـاس الشيمـه=لما عطينـا الوجـه مـا بقنـاه
يقول في مقطع آخر محدداً بعض مآثر قبيلته ويصف رحيلهم من جنوب الجزيرة إلى نجد بأسلوب جغرافي وتاريخي سلس :
حنـا قحاطيـنٍ لـنـا موقفـنـا=عند الخـوي والجـار والخطـار
ولا اقول حن فوق القبائـل كلهـم=كــل بــدوره والفـلـك دوار
كـل علـى حقـه ودون العانـي=والخلـق فـي يملكـون أحـرار
حنا بلدنا السابقة غـرب القهـر=منها الخوايس والجحـر وذمـار
ثم انتحـوا مـن ديـرةٍ ملوهـا=يبغـون نجـد وواسـع الأقفـار
تحدروا كانهم امزونٍ مردفٍ= ربابهاوسيـل جـورٍ يركـب الـجـوار
وخيلٍ عليها ركـب كـل مجـرب=كـل ابلـج قحطانـي مـغـوار
وهجنٍ تهف احبالها مـن قفلهـا=وشجعان فوق محطمـة الأكـوار